الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جزء من تاريخ مدينة قوص.. مدشة عدس آل ياسين تتحول إلى مضيفة|شاهد

بقايا مدشة عدس
بقايا مدشة عدس

توقفت عن العمل منذ نصف قرن، وتحولت معداتها إلى خردة، لكنها تأبى أن تغلق أبوابها، فأصحابها يعتبرونها جزءا من تراث مدينة قوص العريقة، حيث تحولت مدشة عدس" آل إسماعيل ياسين" إلى ديوان ضيافة يلتقون فيها بأحبابهم و أصدقائهم، حتى تظل مفتوحة، كما كانت مفتوحة على مدار أكثر من قرن من الزمان، خلال فترة ازدهار زراعة محصول العدس بـ قنا و صعيد مصر.
مدشة العدس بمدينة قوص، كانت ضمن عدد كبير من المدشات والوكالات القديمة، المنتشرة بمدينة قوص العريقة، التى تشتهر بمبانيها التراثية وتاريخ عريق زاخر بالعلماء، لكن التطور الذى اخترق جميع المجالات جاء على حساب الطواحين والمدشات التى ظهرت منها أنواع حديثة تعمل بالكهرباء، ودون الاعتماد على عدد كبير من العمالة كما كان يحدث من قبل.


التطور التكنولوجى لم يكن وحده الذى قضى على مدشات العدس فى قوص، فمع انتشار زراعة قصب السكر، تقلصت المساحات المنزرعة بمحصول العدس بالأراضى الزراعية، إلى أن اختفت تماماً، مع دخول زراعات جديدة لمنطقة صعيد مصر، لم تكن منتشرة من قبل، واختفت المدشات التى كانت تعمل على دش كميات العدس، واختفى معها العمال والمعدات التى ارتبطت بهذه الحرفة.
قال مصطفى محمد إسماعيل ياسين، صاحب المدشة: “نشأت ووجدت هذا المكان المسمى بالمدشة موجوداً والعمل به لا ينقطع طوال النهار، لتلبية طلبات المزارعين والتجار، الراغبين فى دش محصول العدس الخاص بهم”.

وأضاف: “لكن مع الوقت بدأ هذا الإقبال يتراجع بشكل تدريجي حتى سبعينيات القرن الماضى، إلى أن تراجع بشكل نهائى، مع اختفاء زراعات القصب، واعتماد الأهالى على زراعات أخرى، على رأسها محصول قصب السكر، الذى أصبح مسيطرا على معظم الأراضى الزراعية، ومن بعده الموز”.

وأوضح ياسين أن المدشة تقع على مساحة فدان وكانت تتضمن عددا من الأقسام تبدأ بتخزين المحصول وبعدها إدخالها على القواطع ثم عملية الغسيل وبعدها نشر المحصول على السطح ومراحل أخرى كثيرة كانت تتم داخل المدشة من خلال 10 عمال كانوا يديرونها. 

ولفت إلى أن مدينة قوص وحدها كانت تضم 4 مدشات من هذا النوع للعدس، لكنها أغلقت جميعًا بعدما اختفت زراعة العدس فى صعيد مصر.

وتابع: “كل المدشات تحولت إلى أنشطة تجارية أخرى، لكننا هنا فى مدشة آل إسماعيل ياسين، حافظنا على المدشة بشكلها القديم، لأنها بمثابة تراث ورثناه عن آبائنا و أجدادنا، وتحولت المدشة بسبب وجودنا الدائم فيها إلى مضيفة أو ديوان عائلى نستقبل فيه الضيوف من الأهل والأصدقاء، حتى الرخصة والسجل التجارى الخاص بالمدشة مازال ساريًا رغم توقف العمل بها منذ سنوات طويلة”.

وقال الطيرى فؤاد، عامل: “كنت أعمل فى المدشة منذ طفولتى، لكن بعد أن توقفت عن العمل، وتوقف المزارعون عن زراعة العدس بمركز قوص والمراكز المحيطة بها، توقفت المدشة عن العمل، وهو ما جعلنى مثل الكثير من العمال، أبحث عن عمل باليومية فى أى مجال آخر، لكننى تعودت على قضاء وقت الفراغ فى المدشة، التى عملت فيها لسنوات كثيرة، خاصة أنها مفتوحة، رغم تحول جميع معداتها وأدواتها إلى خردة”.

فيما قال الدكتور عادل مصطفى، مدرس محاصيل زراعية بكلية الزراعة، إن محصول العدس من المحاصيل البقولية الشتوية التى تحتاج لمناخ معتدل يميل للدفء، وكانت محافظتا قنا وأسيوط من أكبر المحافظات التى تشتهر بزراعة محصول العدس على مستوى الجمهورية، حيث كانت تبلغ مساحة الأراضى المنزرعة بالعدس فى مصر حوالى 50 ألف فدان،  لكنها انخفضت فى الفترة الأخيرة لحوالى 2000 فدان على مستوى الجمهورية، معظمها فى محافظات وجه بحرى. 

وأوصح أن هناك أسبابا عديدة وراء هذا التراجع، من أبرزها، أن العدس محصول ضعيف فى مقاومة الحشائش، و زراعته مكلفة بعض الشىء، إضافة إلى أن إنتاجية الأصناف الموجودة منه منخفضة مقارنة بالمحاصيل الأخرى التى تزرع فى نفس الدورة الزراعية مثل قصب السكر، وهو ما يجعل المنافسة صعبة.

مدشة عدس

IMG_20180515_160120_١١٣٢٠٣
IMG_20180515_160120_١١٣٢٠٣
IMG_20180515_160059_١١٣١٥٩
IMG_20180515_160059_١١٣١٥٩
IMG_20180515_160445_١١٣١٥٥
IMG_20180515_160445_١١٣١٥٥
IMG_20180515_160350_١١٣١٥٠
IMG_20180515_160350_١١٣١٥٠
IMG_20180515_160331_١١٣١٤٧
IMG_20180515_160331_١١٣١٤٧
IMG_20180515_160422_١١٣١٥٢
IMG_20180515_160422_١١٣١٥٢
IMG_20180515_160318_١١٣١٤٥
IMG_20180515_160318_١١٣١٤٥
IMG_20180515_160132_١١٣١٣٥
IMG_20180515_160132_١١٣١٣٥