الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصراع يتفاقم.. بيلوسي تشعل الأزمة بزيارتها تايوان.. والجيش الصيني يحذر من الرد

نانسي بيلوسي
نانسي بيلوسي

يتصاعد الصراع بين الولايات المتحدة والصين على خلفية جزيرة تايوان التي تطالب بالانفصال عن بكين مدعومة بقوة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الصين تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتتوعد حال القيام بأي تصرف منفرد بعيدا عنها.

زيارة نانسي بيلوسي لـ تايوان

وعلى خلفية هذا الصراع، قررت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، زيارة تايوان الأمر الذي أثار غضب الصين واعتبرته تحديا لها وانتهاكا صارخا لسيادتها وأمنها القومي.

ومن الواضح أن قرار رئيسة مجلس النواب الأمريكي بزيارة تايوان لم يكن على هوى القادة الأمريكان وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، لأنها ستفتح أبواب جهنم عليهم، خاصة أن الولايات المتحدة متورطة أيضا في نزاعها مع أوكرانيا ضد روسيا ولا تتحمل الدول صراعا آخر ضد الصين.

وقال بايدن، إن الزيارة التي تعتزم القيام بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان "ليست فكرة جيدة" بنظر الجيش الأمريكي.

رفض أمريكي للزيارة

وجاء تصريح الرئيس الأمريكي هذا ردا على سؤال بشأن الزيارة المحتملة لنانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان، التي تدعمها الولايات المتحدة وتطالب بها الصين باعتبارها جزءا لا يتجزّأ من أراضيها.

وقال بايدن إن "الجيش الأمريكي يعتقد أنها ليست فكرة جيدة، لكنّي لا أعرف أين نحن"، وفقا لفرانس برس.

وبصفتها رئيسة لمجلس النواب، فإنّ بيلوسي تُعتبر من أركان الدولة الأساسيين في الولايات المتحدة، وبالتالي فإنّ أيّ زيارة لها إلى تايوان ستثير حتماً غضب الصين.

تحذير الصين من زيارة بيلوسي

وعلى الجانب الآخر، قالت وزارة الدفاع الصينية، إنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسى بزيارة تايوان، وستتخذ إجراءات حاسمة لكبح التدخل الأجنبي في شؤون الصين الداخلية.

وأشار كيفي إلى أن الصين تطالب الولايات المتحدة بأن تفي بالفعل بوعدها بعدم دعم استقلال تايوان، وأيضا ألا تنظم رحلة بيلوسى إلى تايوان، ولكن إذا استمر الجانب الأمريكي في التصرف بطريقته الخاصة فلن يقف الجيش الصيني مكتوف الأيدي وسيتخذ جميع التدابير لوقف التدخل الخارجي والمحاولات الانفصالية لفصل تايوان، والوقوف بحزم من أجل سيادة الدولة وسلامة أراضيها.

وأوضح أن زيارة بيلوسى، التي تعتبر ثالث أهم شخصية في الحكومة الأمريكية، لتايوان تنتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة وبنود البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن ذلك سيلحق ضررا كبيرا بالعلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة، ويؤدى إلى تفاقم الوضع في مضيق تايوان.

تعهد الجيش الأمريكي بتأمين الزيارة

ومن جانبه، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن الجيش سيضمن سلامة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إذا قررت المضي قدمًا في خططها للقيام برحلة رفيعة المستوى إلى تايوان في أغسطس القادم.

أزمة سياسية وعسكرية خطيرة

وفي هذا الإطار، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن إعلان رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، زيارة تايوان خلال الشهر المقبل، قد يتسبب في أزمات جيوسياسية وعسكرية خطيرة ويزيد من حدة الصراع الدولي، خاصة وأنها تأتي في توقيت بالغ الحساسية والخطورة بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتحالفات التي يعاد تشكيلها.

وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن زيارة بيلوسي إلى تايوان، وهي تعتبر الزيارة الثانية لمسؤول أمريكي بهذا المنصب منذ نحو ربع قرن، تعتبر نوعا من الاستفزاز السياسي لبكين ما قد يدفع الأخيرة إلى توسيع خططها العسكرية تجاه تايوان أو توسيع تحالفها مع موسكو والبحث عن تحالفات أخرى في مواجهة المعسكر الغربي، وهذا ما تعارضه الإدارة الأمريكية.

المخاوف الأمريكية من الزيارة

وتوقع إبراهيم، أن تعمل الإدارة الأمريكية على إقناع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، بإلغاء هذه الزيارة، خاصة وأنها محفوفة بالمخاطر التي قد تشكلها رحلتها المحتملة إلى تايوان، في ظل الصراع الدولي الدائر حاليا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضا حساسية موقف جزيرة تايوان، بالنسبة للصين.

وأشار الباحث في الشؤون، إلى أن الإدارة الأمريكية لديها مخاوف بشأن خطط وتحركات من الصين تجاه جزيرة تايوان، حيث تصفها إدارة الرئيس جو بايدن على أنها أعمال عدوانية، إلا أن الظروف الحالية قد لا تسمح للإدارة الأمريكية بتصعيد الصراع مع الصين في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلالها على أغلب دول العالم.

وقال إبراهيم، إن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، على مدار رحلتها السياسية وهي ناقدة قوية للصين، ودائما ما تنتقدها في مجالات حقوق الإنسان وغيرها من الموقف التي تزيد من حدة التوتر.

عدم وقوع صراع عسكري

واستبعد الباحث في الشؤون الدولية، نشوب أي صدام عسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، بشأن أزمة تايوان في المستقبل القريب أو على خلفية الزيارة، مؤكدا أن البلدين لن تدخل أي منهما في حرب مع الأخرى خاصة قبل انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، أو التأكد تماما من أنها استطاعت إنهاك روسيا واستنزافها اقتصاديا وعسكريا، حتى لا تعطي فرصة لتشكيل تحالف عسكري بين موسكو وبكين، ويدخل العالم في حرب عالمية ثالثة بين دول عظمى وكبرى تملك أسلحة الدمار الشامل.

وأوضح أن السياسة الأمريكية تدرك أهمية تايوان الاستراتيجية كخنجر في خاصرة الصين يمكن طعنها به إذا تجاوزت الخطوط الحمراء التي ترسمها واشنطن، كما أن السياسة الأمريكية تتسم بالغموض فيما يتعلق بأزمة تايوان.

وأكد إبراهيم أن عملية الغزو الصيني لتايوان قد تكون صعبة للغاية في ظل الموانع المائية وعدم وجود حدود برية ما يعني نقل الجنود الصينيين في سفن ما يجعل الجنود هدفا سهلا لتايوان، كما أن الطيران وحده لا يستطيع حسم المعركة، هذا إلى جانب حجم الأسلحة الضخمة التي ترسلها أمريكا لتايوان، بالإضافة إلى أنها قد تقدم دعما عسكريا مباشرة إذا تطلب الأمر، وهي لديها قواعد عسكرية بالمنطقة تمكنها من توجيه ضربات جوية وصاروخية للقوات الصينية وهو ما تخشاه بكين.

رامي إبراهيم