الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البحث عن تريند

مروة لطفي
مروة لطفي

أمام أحداث الساعة المتداولة على المنصات الالكترونية مؤخراً،.. تساءلت..  هل تعبر "التريندات" عن الاتجاهات..الميول.. الأفكار السائدة في حياتنا المعيشية؟!،.. بداية.. ما أقصده ليس له علاقة بسياسة، ولا أشخاص وأحداث بعينها، ولا حتى دراسة علمية حول القضايا التي تشغل الناس من مختلف الفئات.. لكنها وقفة.. نعم.. وقفه لحالة مجتمعية باتت تنبئ بخطر داهم.. فظاهرها دفاع عن وجهة نظر خاصة أو عامة بمنشور.. تغريدة.. أو حتى تصريح على أحد الفضائيات، أما باطنها تحقيق شهرة ليصبح اسم صاحبها بين ليلة وضحاها متربع الرقم واحد بين مؤشرات البحث على الانترنت.  

والغريب أن جنون الشهرة الإلكترونية لم يعد يفرق بين فنان.. إعلامي .. أو حتى رجل قانون.. فشهوة تحقيق "التريندات" استولت على عقول الكبار قبل الصغار،.. فما هو "التريند"؟!.. لو رجعنا لماهيته في القاموس اللغوي لوجدناه كلمة انجليزية تعني توجه أو مسار، أما في عالم السوشيال ميديا فيقصد منه الأحداث الأكثر جذباً لمتصفحي الشبكة العنكبوتية.. ونأتي للأهم دنيا الواقع والتي لا تزيد غالبية "تريندتها" عن حالات وجرائم فردية يستغلها البعض بحسن أو سوء نية في الوصول للنجومية ولو لأقل من 24ساعة فقط!.. والنتيجة،.. الأضرار بشكل بعض العلاقات كالحب، الزواج بل والكثير من القيم الأخلاقية، ما يستغله أصحاب النوايا المغرضة لإظهار المجتمع في صورة أبعد ما تكون عن واقعنا!.

ولا أعرف لما عدت بذاكرتي للوراء، وتحديداً قبل هوس التكنولوجيا والتهديد بالحروب الالكترونية.. وقتها، كان تريند الصحف القومية قائم على البحث والتنقيب عن نماذج إيجابية في كافة مناحي الحياة باعتبار أن أصحابها هم من يستحقون النجومية ليكونوا قدوة لكل رجل وامرأة حالم بغد أجمل.

ليتنا نعود لزمن الإيجابيات، نهجر تكنولوجيا السلبيات قبل أن تفتك بنا، ونقاوم السقوط في متاهة نشر ومشاركة الحوارات الجدلية المحبطة، وإن كان الهدف إدانتها.. وبدلاً من إهدار أوقاتنا وطاقتنا في البحث عن أسباب خناقة تلك الفنانة وزوجها، أو تفاصيل وهوامش مقتل تلك أو ذاك،.. نرشد استهلاكنا الالكتروني ونستغل وسائل التواصل الاجتماعي في نشر نماذج إيجابية لنساء ورجال في كافة المجالات سواء سياسية، علمية، ورياضية.. وسرد حكاوي عاطفية وزوجية ناضل أبطالها من أجل الفوز بحب العمر، فكان الإخلاص، سخاء المشاعر، وإماطة الأذى العشقي هو القانون الحاكم لتلك العلاقة. 

وقبل أن يعلق أحد وأين هذه النماذج، ادعوه  لمراجعة تصريحات الفنان القدير محمد صبحي عن زوجته الراحلة، والفنان حسن كامي رحمه الله الذي ظل عالقاً بتلابيب ذكرى زوجته مرتدياً ساعة يدها في معصمه حتى لحق بها.. هؤلاء ومن يشبههم هم من يستحقون التريند عن حق.