الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عملية سرية للغاية

التفاصيل الكاملة.. كيف قرر بايدن وفريقه قتل أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم

مقتل الظواهري
مقتل الظواهري

قبل أن يصدر الأمر بقتل أيمن الظواهري، أراد الرئيس  الأمريكي جو بايدن أن يعرف بالضبط المكان الذي يختبئ فيه زعيم تنظيم القاعدة، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

عملية سرية للغاية

كانت عملية الاغتيال التي تمثلت في الضربة الأمريكية بطائرة بدون طيار التي قتلت الظواهري في وسط كابول بأمر من بايدن، نتاج شهور من التخطيط السري للغاية من قبل بايدن ودائرة ضيقة من كبار مستشاريه.

وكان من بين الاستعدادات عمل نموذج صغير لمنزل الظواهري الآمن، صممه مسئولو المخابرات الأمريكية “سي آي إيه”، ووضع داخل غرفة العمليات في البيت الأبيض لبايدن للاطلاع عليه أثناء مناقشة إمكانات القيام بالضربة.

بالنسبة لبايدن، كانت الفرصة للقضاء على أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم، أحد العقول المدبرة لهجمات 11 سبتمبر 2001، محفوفة بخطر قتل المدنيين بطريق الخطأ في العاصمة الأفغانية كابول.

وكشف مسئول كبير في الإدارة عن تفاصيل الضربة والتخطيط التي استعد بايدن للإعلان عنها يوم أمس، الاثنين.

وحول الجهود التي استمرت لأشهر للتخطيط للاغتيال، كلف بايدن مسئوليه بضمان عدم قتل المدنيين، بمن فيهم أفراد عائلة الظواهري، والذين لم يكن أي منهم موجودا وقت الضربة، بحسب البيت الأبيض.

وقال المصدر المسئول لـ “سي إن إن”، إن بايدن، الذي كان عازلا لنفسه بسبب الإصابة بفيروس كورونا، ظهر خلال النقاشات النهائية والإذن بتوجيه الضربة، ليعلن بعدها النجاح على شرفة البيت الأبيض يوم أمس، الاثنين.

اعتبرت “سي إن إن” الأمريكية، أن الاغتيال مثل لحظة انتصار لرئيس حاصرته الاضطرابات السياسية الداخلية، وتخطيا لبعض الانتقادات التي وجهت له بعد الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان قبل عام.

وقال بايدن: "لم يعد الناس في أنحاء العالم بحاجة إلى الخوف من القاتل الشرير. تواصل الولايات المتحدة إظهار عزمها وقدرتها على الدفاع عن الشعب الأمريكي ضد أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بنا".

أطلعت المخابرات الرئيس لأول مرة في أبريل على وضع الظواهري وأنه بعيش في منزل آمن في كابول. 
كان المسئولون الأمريكيون على علم بأمر الشبكة التي تدعم الزعيم الإرهابي في العاصمة الأفغانية منذ شهور، وقد تعرفوا على هوية ومكان زوجته وابنته وأطفالهما.

وقالت تقارير المخابرات إن الظواهري لم يغادر المنزل الآمن منذ وصوله إليه هذا العام.

بعد أشهر من التأكد من المعلومات حول الظواهري، بدأ المسئولون الأمريكيون في دراسة منزل الظواهري ومحيطه، بما في ذلك ظهور الظواهري بشكل دوري على شرفة المنزل لفترات طويلة.

مع استمرار المسئولين في مراقبة أنشطته، بدأ جهد في سرية تامة لتحليل المبنى وهيكله، مع التركيز على تطوير عملية للقضاء على الهدف الإرهابي رقم 1 في العالم دون المساس بالسلامة الهيكلية للمبنى.

وأكدت المصادر مجددا أنه على رأس أولويات بايدن وأعضاء فريقه تجنب قتل المدنيين، بما في ذلك أفراد عائلة الظواهري الذين كانوا يعيشون في المبنى.

وشارك محللون مستقلون من جميع أنحاء الحكومة في تحديد هوية شاغلي المنزل الآخرين.

كان وجود المبنى في وسط مدينة كابول يمثل تحديات خاصة.

عمل المسئولون بحذر شديد لتجنب حدوث أي تسريب للمعلومات فيما يخص العملية.

كان بايدن قلقًا أيضًا بشأن كيفية تأثير ذلك على الجهود الأمريكية لتأمين عودة مارك فريريتش، وهو مواطن أمريكي احتُجز كرهينة في أفغانستان منذ أكثر من عامين. 

وقال مسئول كبير في الإدارة إن بايدن ضغط على فريقه للأخذ في الحسبان المحاولات الجارية لإعادة توطين الأفغان الذين ساعدوا أمريكا خلال غزوها لبلادهم.

وذكر بايدن: "سنواصل تحميل المسئولية عن إخفاء الظواهري لطالبان، وقد أوضحنا لهم أننا نتوقع منهم أيضًا ألا يتخذوا أي إجراء من شأنه إلحاق الضرر بمارك فريريتش، والإفراج عنه بعد فترة طويلة من اعتقاله وأسره".

مع حلول مايو ويونيو، كان بايدن على اطلاع دائم على التطورات. 

في 1 يوليو، جمع بايدن كبار مسئولي الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لتلقي إحاطة بشأن العملية المقترحة. 

وجلس حول الطاولة مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، ومدير المخابرات الوطنية أفريل هينز، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائبه جون فينر، ومستشارة الأمن الداخلي ليز شيروود راندال.

وقال مسئول كبير إن بايدن "تابع بعمق كل التفاصيل و المعلومات الاستخبارية".

اجتمع بايدن عدة مرات في غرفة العمليات خلال الأسابيع الماضية لإكمال التخطيط والإجابة عن أسئلة الرئيس والتأكد من أنهم اتخذوا كل الإجراءات لتقليل المخاطر التي ستنجم عن الاغتيال.

وجرت عملية الاغتيال عبر إطلاق صاروخين من طراز هيل فاير، لتقتل الظواهري وهو على شرفة المنزل الآمن في كابول في الساعة 6:18 صباحًا بالتوقيت المحلي لأمريكا. 

وأكدت "تيارات متعددة من المخابرات" مقتل الظواهري.

وذكر المسئول أن أفراد عائلته، الذين كانوا في مناطق أخرى من المنزل، لم يصابوا بأذى.

تم إبلاغ بايدن، الذي لا يزال في عزلة  في البيت الأبيض مصابًا بعدوى فيروس كوفيد، بوقت بدء العملية ومتى انتهت.