الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تعليم يضعون روشتة طلابية لمعرفة طريق الوظائف والمشروعات المطلوبة فى سوق العمل.. ويؤكدون: النجاح غير مرتبط بالالتحاق بكليات القمة.. ولا يقتصر على مجال بعينه

طلاب
طلاب

خبراء التعليم:

أهمية ربط التعليم العالى بسوق العمل

النجاح غير مرتبط بالالتحاق بكليات القمة ولا يقتصر على مجال بعينه

روشتة طلابية لمعرفة طريق الوظائف والمشروعات المطلوبة فى سوق العمل

فرض دراسة معينة علي أبنائكم في المرحلة الجامعية يعيق النمو العقلي والمعرفي

كليات القمة منتهى حلم كل طالب في الثانوية العامة، هو الهدف الذي يضع الطلاب وذووهم نصب عينهم، ما يجعل كثيرًا من البيوت في مصر تعيش عامًا كاملاً، أو أكثر في ظل أجواء من التوتر والاستنزاف النفسي والمادي، حتى يحصل الطالب على مجموع كبير يمكنه من الالتحاق بكلية من كليات القمة حتى وإن لم تكن مناسبة لقدرات وطموح الطالب نفسه.

أكد الدكتور ماجد أبو العينين، عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، الخبير التربوي، أن كثيرًا من الأهالي والطلاب مقتنعون بمعتقدات خاطئة فيما يتعلق بكليات القمة، ومنهم من يربط النجاح بالالتحاق بمثل هذه الكليات فقط، ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا، فالنجاح لا يقتصر على مجال بعينه".

وأوضح الخبير التربوي، أن ظهرت تخصصات مثل كليات التمريض والعلاج الطبيعى والطب المرتبط بالتخصصات الطبية، وتقدم فرصا أفضل لخريجيها، وحتى التعليم الفنى أصبح مطلوبا فى سوق العمل، مثل التخصصات الجديدة والتى لم تكن موجودة من قبل، لكن على مدى عقود تراجع التعليم الفنى ضمن سياقات متعددة، ربما بسبب عدم وجود خطط أو نقاش اجتماعى حول احتياجات سوق العمل وارتباطها بالتعليم، وانتهى الأمر إلى اضطرار أصحاب الأعمال والمشروعات الصناعية للبحث عن فنيين من الخارج وبتكلفة مرتفعة لعدم توافر فنيين محليا، والنتيجة وجود وظائف لا تجد من يشغلها، وخريجين بلا وظائف.

وأشار عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، إلى أن النجاح موجود بكل المجالات، بمعنى أنه يمكنك أن تلتحق بمجال وتحقق نجاحًا وتصل بنفسك للقمة.

 ونصح الدكتور ماجد أبو العينين، الأهالي بضرورة تجنب الضغط على الأبناء ليلتحقوا بكليات لا يرغبون بها، لأنه لن يحققوا النجاح المنشود، ولكن بالعكس إذا دخلوا كلية يحبونها ويحبون دراستها سيجتهدون وسيتمكنون من تحقيق النجاح بل والتفوق أيضًا.

وتابع: "الطلاب الذي لم يحالفهم الحظ بمجموع كبير، لا داعي لليأس والإحباط واعلموا أن النجاح موجود في كل المجالات أيًا كان مجموعك والكلية التي ستلتحق بها، ربنا يعلم سعيك وسيرزقك بما تحتاجه وليس ما تتمناه، فقط ثق به".

ولفت عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، إلى أنه مع مرور الوقت سيتأكد كل طالب بأن المجال والكلية التي التحق بها هي الخير له، ولكن عليه أن يثبت نفسه فيه ويسعى للنجاح، فكل الناس تقدر تنجح وتحقق ما يريدونه شريطة أن يغيروا معتقداتهم الخاطئة.

وبقدر ما كان مكتب التنسيق يتيح القبول أمام الجميع على أساس المجموع، وتتحدد كليات القمة والقاع من دون دراسة، أصبحت هناك تخصصات لا يحتاجها سوق العمل، ويتكدس خريجوها أو يضطرون لتغيير مسارات حياتهم بتدريب ودراسة أخرى تساعدهم على اصطياد فرصة عمل.

ونوه الخبير التربوي، إلى أهمية ربط التعليم العالى بسوق العمل وهو أمر يتعلق بنقاش عام، فى المجتمع مع أهمية وجود مؤسسات يمكنها رسم تصورات لاحتياجات المستقبل، وتقديم مهارات تدعم الدراسة، خاصة أن أعدادا كبيرة من خريجينا عندنا يسافرون للخارج يمكنهم تحصيل فرص بعد اجتياز برامج قصيرة للمهارات.

ومن جانبة أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن في العقود الأخيرة جرت تغييرات على شكل الجامعات والتخصصات وظهرت تخصصات مطلوبة فى سوق العمل ترتبط بالاتصالات أو التقنيات الحديثة، وتغير مفهوم كليات القمة، حتي يضمن خريجو هذه الكليات الذين يتضاعفون سنويا فرصة لبناء حياة مريحة ومستقرة ومزدهرة ترضى متطلباتهم.

وأوضحت الخبيرة التربوية، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك سنويا مئات الآلاف من الخرجين الجامعيين، يدخلون سوق العمل، وبعد رحلة مرهقة يجد الشاب نفسه بحاجة إلى مسار اخر للبحث عن فرصة عمل توفر استقرارا وفرصة للترقى الطبيعى فى المجتمع، وهى أمور تتعلق بعوامل أخرى مثل المستوي المادي او المعيشي ولا تتعلق بالتعليم وإنما بالمهارات التى يمكن للخريج تحصيلها من كورسات أو دراسات أو تدريبات، وفى حالات كثيرة يجد الشاب نفسه فى عمل لا يرتبط بنوعية دراسته.

وأشارت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن إيمان الناس بوجود كليات القمة هو السبب فى تحول الثانوية العامة إلى بعبع يخاف منه الطلبة، ويسعون إلى إرضائه بالتوقف عن الحياة الطبيعية، وإنفاق كل مدخرات الأهل فى الدروس الخصوصية، والمذاكرة ليلا ونهارا حتى يسقطون من الإنهاك والتعب من أجل الالتحاق بكلية الطب أو الهندسة أو الصيدلية.

وأعلنت الدكتورة سامية خضر، أن لا توجد وصفة سحرية فى حال اتباعها يحصل الشاب على عمل جيد بعد التخرج، لان هذه المعادلة شغلت خبراء التعليم سواء فى المراحل الأولى او ما بعد الجامعة، بالشكل الذى يمزج بين المناهج التعليمية والجانب العملى، وأصبح التميز هو حجم التوظيف للخريجين، وهناك طرق فى التعليم العالى، تقوم على نظام ساعات المعتمدة التى تمزج بين المناهج التعليمية والمهارات، وتنمية القدرات فيما يتعلق بالتقنيات الحديثة، والتى تجعل المنافسة أكبر.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن هناك العديد من البدائل أصبحت أكثر أهمية من الالتحاق بكليات القمة وهي كليات الذكاء الاصطناعي وكل ما يخص التكنولوجيا.

وشددت الخبيرة التربوية، على ضرورة أن يدرس الطالب ما يحتاجه سوق العمل لافتا أنه أصبح البحث عن بدائل كليات القمة، محل اهتمام كبير من جانب شريحة كبيرة من المواطنين الذين في انتظار أبناؤهم على نتيجة الشهادة الثانوية العامة ، خاصة أن المجال التقني والتكنولوجي هو المؤهل لسوق العمل داخل مصر .

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن لا توجد كليات قمة وإنما يوجد طالب متفوق في دراسته أيًا كانت الكلية التي التحق بها عن رغبة وحب، وبالتالي أبدع فيها وتميز فأحرز نجاحات جعلته في القمة ومصدر فخر لنفسه وأسرته ومجتمعه.

وقال الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إن مجتمعاتنا ترتكب جريمة عظمي في حق أجيال المستقبل عندما تربط مكانة الفرد في المجتمع بنوع الدراسة أو الكلية التي يلتحق بها، وهو ما يجعل كليات معينة تشتهر بكليات القمة، على رأسها الطب والهندسة، وبالتالي عندما يلتحق الطالب بغيرها لا يشعر بالفخر.

وتابع: "مجتمعنا المصري والعربي مجتمع أبوي وتسلطي إلي حد كبير، فالسواد الأعظم لا يعطي فرصة للأبناء للتعبير عن الرغبات والطموحات، فقد يكون هناك طالب حصل علي مجموع عال في الثانوية العامة لكنه يريد الالتحاق بكلية الفنون الجميلة علي سبيل المثال، إلا أنه سيجد عائقًا بسبب التنظيم التراكمي للعمل الذي وضعه المجتمع: "هيخليه يحس إنه بيدخل كلية ضعيفة".

ولفت أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلي أن الاقبال المجتمعي علي كليات الطب والصيدلة والهندسة ونظرة المجتمع لها هو الذي يجعلها تندرج تحت مسمي "كليات القمة"، كما يشير إلي أن المجموع العالي في الثانوية العامة ليس دليلًا علي تميز الطالب، ولا مؤشرًا علي قدراته الذهنية، طالبًا من أولياء الأمور عدم فرض كليات معينة علي الأبناء ومنحهم فرصة الاختيار وفقا لميولهم ورغباتهم وطموحهم في الحياه فالتعليم إشباع للذات، ولا يجوز أن يكون مقيدًا بسلطة حتي نضمن تفوق الأبناء وفخرنا الحقيقي بهم.

وأوضح الدكتور محمد فتح الله، أن فرض دراسة معينة على أبنائنا في المرحلة الجامعية والإصرار علي التحاقهم ببعض الكليات الدراسية التي لا تتماشى مع إمكانياتهم الذاتية ودوافعهم ورغباتهم الحياتية، قد يعيق النمو العقلي والمعرفي ويعمق من مشكلات سوء التكيف الدراسي والشعور بالاغتراب داخل أسوار الحرم الجامعي، مما يؤدي إلى التعسر الدراسي وتكرار الرسوب أو الفشل العام في الحياة الجامعية.