أسرار تكشف لأول مرة.. مدير التصوير محمود عبدالسميع يروى ذكرياته مع نور الشريف.. (حوار)

** نور الشريف من أذكى الممثلين ولديه وعى بفنون التصوير

** هذا مايميز نور الشريف عن ابناء جيله.. ولا أنسى اول لقاء بيننا

** لديه موقف نادر في اخر الرجال المحترمين.. وتعجبت مما فعله بمهرجان الإسكندرية السينمائي

** نور الشريف مثقف جدا ويقرأ في كل مناحي الحياة 

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير نور الشريف الذي ولد في 28 أبريل عام 1946، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2015، ورغم غياب نور بجسده؛ إلا أنه حاضر دائمًا بأعماله المهمة التى قدمها على مدار مشواره الفني سواء فى السينما أو فى الدراما التليفزيونية، وسيرته الطيبة بين نجوم الوسط الفني.

وللراحل ذكريات كثيرة مع مدير التصوير محمود عبد السميع، وحرصنا على إجراء حوار معه ليحدثنا فيه عن تعاونتهما سويا وكيف كان يتعامل نور في اللوكيشن ومواقف بينهما التي لا تنسي، وسبب عدم الذهاب لحضور فيلم اخر الرجال المحترمين بمهرحان الإسكندرية.

والي نص الحوار:

وعى بالتصوير

بدأ مدير التصوير محمود عبد السميع حديثه  لـ صدى البلد:" وقال:"نور الشريف فنان لا يختلف أحد على موهبته فهو من أذكى الممثلين في التعامل مع الكاميرا ولديه وعى بفنون التصوير رائع وكان يتميز بثقافة كبيرة في هذا المجال.

وتابع:" كما كان يتميز عن غيره من الفنانين بأن لديه كما كبيرا من الأفلام الجيدة المختارة لها موضوع ومضمون، فقد كنت في مناسبة تابعة لدار الأوبرا بجامعة بني سويف لأتحدث عنه وأقدمه للطلبة هناك. 

تقديم قضايا

كما حكي عن الميزة التي تميز نور عم ابناء جيله وقال: "قارنت بين أعماله وأعمال ممثلين جيله مثل عادل إمام ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز فأغلبهم قدموا أعمالا أكثر منه، لكن نور صاحب الأعمال الأكثر اختيارا من حيث الموضوع والفن وتقديم القضايا.

اللقاء الأول

ولاينسى "عبد السميع" اول لقاء بينهم ويحكي قائلا: “أول لقاء جمعني بنور الشريف كان من خلال فيلم (الصعاليك) وكان أول فيلم إخراج داوود عبد السيد، وكانت ملاحظات نور قوية جدا كشخص فاهم جيدا لأهمية التصوير وحين كنت أقول له أى ملاحظة كان يراعيها وينفذها بحرفية ومهنية عالية جدا، فقد كان محبا للتصوير الفوتوغرافي وكان لديه كاميرات”. 

أسرار أخر الرجال المحترمين

وتحدث عن اسرار فيلم أخر الرجال المحترمين وقال:"اختارني نور الشريف في فيلم من انتاجة وهو أخر الرجال المحترمين، بعد الصعاليك حينما رأني اقدم صورة متميزة وقالي انت متميز ومختلف في احساسك للمهنة وملاحظاته كنت اهتم بها جدا.

وتابع:" وحينما بدأنا بافعل العمل وكان هناك مشاهد في حديقة الحيوان، وجدت التصوير الساعة الثانية عشرة ظهرا، فتعجبت جدا لانني اريد ان اصور في الثامنة صباحا لان ذلك افضل لي في الإضاءة، وذهبت وقلت لنور الشريف وقالي انت تريد ان تبدأ في الثامنة فقلت له اجل، وبالفعل قرر ان نبدأ في الميعاد الذي طلبته، وكان نظامه عظيم جدا وقبل الميعاد بساعة كنا نتواجد في الموقع، وكان منظما جدا.

واضاف:"من الملاحظات الجميلة حينما كنا نصور اخر الرجال المحترمين كان هناك مشهدا لعدد من الاطفال هيفتقدوا احد زملائهم وتتحول الفرحة الي حزن، فقلت له اريد الأطفال ان يسيروا والشمس شبه عموديه في الثانية عشرة، وبررت له الطلب فقال لي ان تقدم صورة شرقيه لها معني، وجو خاص بالبيئة الخاصة بنا، واستخدمنا في هذا الفيلم عدسة لا تستخدم ابدا طويلة البعد البؤري، وظهر وهو يسير بأماكن باهته وهو ظاهر لنوصل معاني التوهان والضياع. 

إعلان نادر

وحكي ايضا عن موقف نادر لنور الشريف يظهر مدى تقديره لمن يعمل معه وقال:" لا انسي ايضا ان فيلم اخر الرجال المحترمين حدث فيه مالم يحدث في السينما المصرية، فقد قام بوضع اعلان عن الفيلم في الشوارع ونحن مازلنا نصور، ووجدته يكتب قريبا نور الشريف بوسي سمير سيف محمود عبد السميع، فقلت له كيف هذا ورد ان الصورة التي قدمتها في العمل مميزة وتستحق كل التقدير.

وأكمل حديثه قائلا: "في المراحل النهائية لطبع النسخة الخاصة للفيلم كان هناك مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط وكنا مدعويين في المهرجان لعرض الفيلم هناك، ولكن لم استطع الحضور لانشغالي في عدد من الاعمال ووجدته هو يصعد ويتسلم الجائزة بدلا مني واتي بها لي، واعطاني مبلغ كبير من الفلوس، فتعجبت وقلت له ماهذا، ليرد قائلا لقد كنت تعمل لمدة اسبوعين ورفضت ان تأتي المهرجان وهذا اجرك لمدة الاسبوعين. 

مثقف 

وأكد "عبد السميع" ان نور الشريف كان مثقف جدا ويقرأ في كل مناحي الحياة، وقال:" حينما صورنا فيلم الزمار ذهبت لشراء كتاب فن العمارة الإسلامية لثروت عكاشة، وبمجرد ان شاهد الكتاب في يدي قال لي سأخذ هذا الكتاب، فقد كان متنوعا في مواضيعه التي يقرئها ولذلك كان يؤدي ادواره بعمق وبمستوي افضل من الأخرين وافلامه ذات قيمة في السينما المصرية ولن تنسى.