الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد أنقذ جورج.. حكاية بطل اقتحم نيران كنيسة أبي سيفين وأخرج 5 أطفال ومسن قبل إصابته

محمد يحيى
محمد يحيى

في رباط إلى يوم الدين.. على أرض السلام تتردد دائما عبارات مثل تحيا الهلال مع الصليب و كلنا ايد واحدة وغيرها مما يعكس علاقة المسلم والمسيحي على أرض مصر والتي قد يعتبرها البعض مجرد عبارات رنانة إلا إنها تتجلى بوضوح في الأزمات قبل الأفراح.

 الشاب محمد يحيى كان خير مثال على الوحدة الوطنية وترابط أبناء الوطن الواحد عندما خاطر بحياته واقتحم نيران كنيسة أبي سيفين التي التهمت المبنى الكنسي لإنقاذ جيرانه وأبنائهم من جحيم النيران. 

 

الشاب محمد يحيى يرقد داخل المستشفى يعتلي وجهه قناع الأكسجين بينما قدمه ساكنة داخل "الجبس" تعكس جزءا من بطولته في إنقاذ عدد من الأطفال من حريق كنيسة أبي سيفين حيث يقطن الشاب في منزل مجاور للكنيسة وكان أول لاحظ تصاعد الأدخنة بكثافة من داخل المبنى وتعالي صرخات من بداخله فلم يمهل نفسه وقت حتى للتفكير وأسرع خارجا من منزله متجها صوب باب الكنيسة مع عدد من جيرانه ليشاهد أحد عمال الكنيسة يلقي بنفسه من الطابق الخامس هربا من النيران ليسقط جثة هامدة فأسرع الشاب صاعدا على السلالم للطابق الثالث الصادر منه الاستغاثات إلا أن كثافة الأدخنة التي قابلته أعاقت تنفسه ورؤيته فخرج إلى الشارع مرة أخرى وقام بخلع "التيشرت" الذي كان يرتديه وأغرقه في المياه ووضعه على أنفه حتى يحجب عن الأدخنة عن مجراه التنفسي. 

إنقاذ عجوز 

كان أول ما خلع قلب محمد أحد المسنين الذي أمسك بقدمه فشاهده راقدا على الأرض لا يتمكن من التحرك فحمله ونزل به إلى الشارع بعيدا عن النيران والأدخنة ثم صعد إلى الطابق الرابع ليفاجأ بتفحم حضانة الأطفال وبدأ في إخراج الأطفال واحد تلو الآخر وتسليمهم لسيارات الإسعاف. 

وعن إصابته قال انه حاول إنقاذ عجوز يدعى "عم جورج" الذي كان يقاوم الموت وحمله أعلى ظهره وهبط به من الطابق الرابع إلى الطابق الثالث إلا أن قدمه انزلقت بسبب كثرة مياه خراطيم الإطفاء فسقطا أرضا سويا وهرع اليه رجال الحماية المدنية إلا أنه طالبهم بإنقاذ المسن المصاب أولا لاختناقه من الأدخنة. 

وعاد رجال الحماية المدنية لإخراج محمد الذي كان قد فقد وعيه في تلك اللحظة وتم نقله الى المستشفى وتبين إصابته بكسور في القدم ويستقبل زيارات من مختلف القساوسة للاطمئنان على صحته كأحد المصابين من أبناء الكنيسة وتقديم الشكر له على بسالته في إنقاذ أشقاء الوطن ويتردد اسم محمد يحيى بين أهالي إمبابة بعبارة "محمد أنقذ عم جورج"