الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليز تشيني|ابنة الصقر تفشل في السير على خطى والدها وتخسر أمام ترامب

ليز ترامب
ليز ترامب

تعهدت النائبة الأمريكية الجمهورية ليز تشيني، العدوة اللدودة للرئيس السابق دونالد ترامب، ابنة الصقر الأمريكي الكبير والنائب السابق للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش "2001 - 2009" ديك تشيني، الثلاثاء بـ"فعل كل ما يلزم" لكي لا ينتخب الملياردير رئيسا من جديد.

ليز تشيني تخسر أمام ترامب

جاء هذا التصريح بعد أن خسرت تشيني الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لنيل ترشيح حزبها لإعادة انتخابها نائبة عن ولايتها وايومينغ، أمام هارييت هيجيمن "التي يدعمها ترامب".

وفي خطاب أقرت فيه بهزيمتها، قالت تشيني: "لقد قلت منذ السادس من يناير إنني سأفعل كل ما يلزم لضمان أن لا يقترب دونالد ترامب مجددا من المكتب البيضاوي، وأنا أعني ذلك".

وأضافت تشيني تعليقا على خسارتها: "قبل عامين، فزت في هذه الانتخابات التمهيدية بنسبة 73% من الأصوات، كان بإمكاني أن أفعل نفس الشيء بسهولة الليلة، لكن الأمر كان سيتطلب مني مواكبة كذبة ترامب حول الانتخابات، كان هذا طريقا لم أستطع أن أسلكه ولن أسلكه".

وحول تبعات تصريحات  ليز تشيني تواصل "صدى البلد"- مع بعض المحللين السياسين المتخصصين فى الشأن الأمريكي، وقال الدكتور مهدي عفيفي المحلل السياسي والعضو بالحزب الجمهوري، إن ليز تشيني لها تاريخ معروف، حيث أنها ابنة ديك تشيني، الذي كان يعمل مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، وتعهدها وتوعدها للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ينجم عن إنها من المعتدلين فى الحزب الجمهوري.

وأضاف عفيفي، أن ليز تشيني رآت أن ما قام به ترامب هو تهديد للديمقراطية الأمريكية التي نعرفها لذلك ليست ليز تشيني فقط من تقف ضد ترامب، بل هناك كثيرون حتى في التحقيقات الخاصة بـ 6 يناير، ومسألة محاولة عزل ترامب مرتين، كانت "تشيني" من مؤيدين ذلك الأمر.

ولفت: تعتبر ليز تشيني من الشخصيات القوية داخل الحزب الجمهوري وتوعدها لترامب بأنها لن تسمح له بالعودة للبيت الأبيض ينجم عن من نقاط معينة منها: المسألة القضائية، حيث أن هناك كثيرين يرون أن ما قام به ترامب يستوجب العقوبة وكانت على رآسهم ليز تشيني.

عداء أم مجرد خلاف سياسي 

وأشار عفيفي: المسألة الأخرى ما قام به من إساءة لـ البيت الأبيض والولايات المتحدة الأمريكية فيما فعله وقاله، سواء كان مع بعض الرؤساء وبعض الحلفاء الأوروبين أو حلف الناتو، مما أساء إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع: المسألة الثالثة إنه من خلال الحزب الجمهوري ستحاول  ليز تشينى  إظهار ما تعرفه عّن  التحقيقات الخاصة بـ 6 يناير للتقليل من شعبية دونالد ترامب خلال الانتخابات الأمريكية المقبلة 2024، مستطردا: لكن لا بد أن نكون واقعيين ونعترف أن له شعبية لدى فريق كبير من الحزب الجمهوري، ويعتقد كثيرون أن نجاح شخصيات معينة في الحزب يعود لشعبية ترامب، بالإضافة إلى أن الشعبوية التي أنتجها ترامب ساهمت في رفع أسهم كثيرين من الحزب الجمهوري.

وأشار إلى إنه لا يمكن القول بأن هناك عداء بين ليز تشيني ودونالد ترامب، بل  ترامب  هو "الذي يختار أن يكون له أعداء"، فليز تشيني معروفة بأنها إنسانة عاقلة معتدلة في اختياراتها لكن ترامب يريد أن يكون مسيطرا، كما يريد أن يدين الجميع له بالولاء وليس القانون والدستور لذلك نتج هذا العداء.

وأوضح أن ليز تشيني امرأة متحررة لها آرائها واختياراتها وتعتقد أن وجود دونالد ترامب داخل البيت الأبيض هو الخطر على الولايات المتحدة الامريكية، كما يعتقد كثيرين من المعتدلين إنه قد يؤدي إلى العداء بين الشعب الأمريكي وحدوث انقسام  شديد.

وعلى صعيداً أخر يرى الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي، أن النائبة ليز تشيني خسرت الانتخابات  التمهيدية للحزب الجمهوري بخسارة فادحة، معتفداً أن للرئيس السابق دونالد ترامب دوراً فى خسارتها لإنها "ناصبت ترامب العداء في أكثر من موضع".

وأضاف شرقاوي: إذا كانت لا تستطيع أن تحشد ناخبين لها في ولاية صغيرة، "صوت 70% من هذه الولاية للرئيس دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يعتقد أغلب سكان هذه الولاية أن انتخابات 2020، قد سرقت من الرئيس ترامب"، فكيف لها أن تمنع ترامب من الوصول للبيت الأبيض مجددا؟.

سبب الخلاف بين ترامب وليز

وتابع: أعتقد أن قاعدتها الانتخايية تضائلت بسبب عدائها مع الرئيس ترامب، مستبعدا قدرتها على حشد الأصوات ضد ترامب، وأن تهديداتها لترامب ناجمة عن كونها عضو بلجنة 6 يناير وهي تحاول جاهدة أن تلصق الاتهامات بترامب حتى لا يمكنه الترشح.

ولفت: عدائها لترامب تولد منذ صوتت ضمن عشرة من الجمهوريين ضد ترامب، وهذا بالتأكيد وضعها في قائمة الأعداء مع ترامب نظراً لشعبوية ترامب داخل الحزب الجمهوري، وهذا ما أعلن عنه ترامب بأنه إذا لم يناصره الحزب في انتخابات 2024 سوف ينشىء حزبا بمفرده  يضم فيه كل مناصرينه.

واختتم شرقاوي: تعود أسباب عداء ليز تشيني لإدانة ترامب لوالدها على ما فعله بالعراق ومعاونة جورج بوش بالتدخل في الشئون العربية "كان والدها ديك تشيني نائبا للرئيس بوش الابن إبان غزو العراق 2003".

وتحولت تشيني (56 عاما) إلى واحدة من أشد أعداء  ترامب منذ أن انضمت إلى لجنة برلمانية تحقق في دور الرئيس السابق في الهجوم الذي شنه حشد من أنصاره على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

وسارع ترامب إلى الترحيب بهزيمة عدوته، وكتب على "تروث سوشل"، شبكة التواصل الاجتماعي التي أسسها، إنه يتعين على تشيني "أن تخجل من نفسها، من الطريقة التي تتصرف بها"، مضيفا: "الآن، يمكنها أخيرا أن تقع في غياهب النسيان السياسي".

وفي ولاية محافظة للغاية، حيث صوت أكثر من 70% من ناخبيها لترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تؤيد هارييت هيجيمن النظرية التي يعتنقها أنصار ترامب ومفادها: أن انتخابات العام 2020 "سرقت" من الرئيس السابق.