المدرسة هي صاحبة الفضل الأول والذكريات الأولى، فمن منا يمكن أن ينسى تلك المرحلة، التي اختلطت فيها البراءة والطفولة بعذوبة الأيام ونقاء الطبيعة، فمدرستنا كانت تشبهنا كثيراً، نقية نظيفة مليئة بالأزهار التي زرعناها مع أساتذتنا الأجلاء في فنائها، فكانت أجمل أزهار تلك التي كبرنا معها، وكبرت وهي تحمل ذكرياتنا وعبق أيامنا.
كل ذكريات المدرسة جميلة، فكلما مرت رائحة عطر طفولي رحلت معها إلى مدرستي القديمة عبر الزمن، استنشق ذلك الهواء العذب، واستمع للموسيقى المنبعثة من حجرة الموسيقى والفنون بالمدرسة، أرى اللوحات العبثية التي رسمناها معاً، ومن أجمل ذكريات المدرسة:
طابور الصباح
طابور الصباح في المدارس زمان ، كان يتسم بوقوف الطلاب والمعلمين بوقار شديد، احتراما للحرم المدرسي الذي كانت له في مصر قديما قدسية في نفوس أبناء مصر.
في بداية اليوم الدراسي، تقوم المدرسة بعمل الطابور، الذي ينتظم فيه الطلاب صفاً واحداً، ويقوموا بعمل التدريبات التي من شأنها أن تنشط الجسم والعقل، وبعدها تقديم الإذاعة المدرسية، التي تحتوي على فقرات مميزة، من قرآن وسنة ومعلومات مفيدة لكل الطلاب، كما كان هناك كلمة تلقيها فينا مديرة مدرستنا الفاضلة، التي كانت أم لنا جميعاً لتزرع فينا أحد القيم الفاضلة.
وفي الصورة التالية نري مشهد لـ طابور الصباح بإحدى مدارس البنات في محافظة القاهرة، ومن الملاحظ في هذه الصورة قلة عدد التلميذات في المدرسة وعدم التكدس، إضافة إلى التزام التلميذات بالزي المدرسي
أما عن طابور الصباح بالمدارس في وقتنا الحالي، فإنه يتسم بزيادة ملحوظة في اعداد الطلاب، مع اختلاف شكل الزي المدرسي الذي لا يلتزم به بعض الطلاب اثناء الوقوف في الطابور.
ويهدف طابور الصباح إلى ترسيخ القيم التربوية في نفوس الطلبة ، ويحفز الطلاب على الانتظام والمواظبه علي الحضور للمدارس مبكرا ، إضافة لتأثيره العميق في تكوين شخصية وزرع الروح الوطنية في نفوس الطلاب.
ومن أهم الفعاليات التي تتم في طابور الصباح : تحية العلم في فناء المدرسة ، وترديد النشيد الوطني ، مع أداء بعض تمارين التربية البدنية.