الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوروبا تعيش أسوأ أيامها.. الغاز الروسي ينقطع مجددا ومخاوف من شتاء قارس|تفاصيل

الغاز الروسي
الغاز الروسي

تعمل روسيا على توجيه الضربات القوية للاتحاد الأوروبي على غرار العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الدول الأوروبية، وتستخدم سلاح الغاز الذي يعتبر الشوكة في ظهر أوروبا للضغط عليها بشكل كبير.

وقف خط الغاز نورد ستريم

وفي هذا الإطار، أعلنت روسيا وقف إمدادات الغاز عبر خط أنابيب رئيسي إلى أوروبا، اليوم الأربعاء، مما يزيد حدة المعركة الاقتصادية بين موسكو وبروكسل ويرفع احتمالات الركود وتقنين الطاقة في بعض من أغنى دول المنطقة.

وتزعم روسيا أن وقف إمدادات الغاز الذي يأتي من خط نورد ستريم 1 يأتي من أجل الصيانة، وهذا يعني عدم تدفق الغاز إلى ألمانيا بين الساعة 0100 بتوقيت غرينتش يوم 31 أغسطس وحتى 0100 بتوقيت غرينتش يوم الثالث من سبتمبر، وفقا لشركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم.

وتخشى الحكومات الأوروبية أن تمدد موسكو الانقطاع ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا، واتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام إمدادات الطاقة "كسلاح حرب"، وتنفي موسكو ذلك.

ومن شأن زيادة القيود على إمدادات الغاز الأوروبية أن تفاقم أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ارتفاع أسعار بيع الغاز بالجملة أكثر من 400% منذ أغسطس العام الماضي، مما تسبب في أزمة مؤلمة بتكلفة المعيشة للمستهلكين وزيادة التكاليف على الشركات وأجبر الحكومات على إنفاق المليارات لتخفيف العبء.

قطع الغاز الروسي عن أوروبا

وكانت روسيا خفضت بالفعل الإمدادات عبر نورد ستريم 1 إلى 40% من قدرته الاستيعابية في يونيو وإلى 20% في يوليو، وتلقي باللوم على مشاكل الصيانة والعقوبات التي تقول إنها تمنع إعادة معدات وتركيبها.

وعند الانتهاء من الإصلاحات، سيتم إعادة نقل الغاز إلى مستوى 33 مليون متر مكعب في اليوم، أو 20٪ من السعة القصوى لخط الأنابيب.

وقالت غازبروم إن الإغلاق الجديد ضروري لإجراء صيانة للضاغط الوحيد المتبقي لخط الأنابيب.

كما قطعت روسيا الإمدادات عن بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا تماما، وقلصت التدفقات عبر خطوط أنابيب أخرى منذ إطلاق ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.

خفض الغاز إلى فرنسا

وفي وقت سابق من اليوم، قالت صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية، إن شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم، أبلغت شركة الطاقة الفرنسية إنجي بخفض شحنات الغاز اعتبارًا من 30 أغسطس.

وورد في بيان صحفي أن سبب الخفض الفوري للإمدادات يرجع إلى الخلافات حول عقود التوريد.

وأشارت لو فيجارو إلى أن هذه الأنباء تأتي بعد أن تم بالفعل تخفيض شحنات جازبروم إلى المرافق الفرنسية الشهر الماضي. 

ومع ذلك، أكدت إنجي للعملاء أنها قامت بالفعل بتأمين الكميات اللازمة لضمان إمداد عملائها واحتياجاتها الخاصة.

وقالت إنجي إنها اتخذت تدابير للحد بشكل كبير من تأثير الإغلاق الكامل المحتمل لعمليات تسليم الغاز الروسي.

أوراق القوى في يد روسيا

وفي هذا الصدد، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن أوراق القوى لدى روسيا الآن، والاتحاد الأوروبي ضعيف أمام اعتماده على الغاز الروسي.

وأضاف البرديسي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العقوبات الغربية على روسيا ليست مجدية الآن، والدول الأوروبية في حالة ضعف وتخبط بشكل كبير.

وأشار إلى أن روسيا تعطي أوروبا النفط والطاقة، وكل العمليات الإنتاجية وعمليات التدفئة في أوروبا تعتمد على الغاز روسيا، لذلك تفرط موسكو الشروط التي تريدها مثلما فعلت في قرار دفاع ثمن الغاز بالروبل.

وتابع: "الآن تعود روسيا بشروط جديدة عن طريق وقف الغاز عن أوروبا بحجة إصلاح خط نورد أستريم 1 للضغط على أوروبا".

وأوضح أن اتباع أوروبا سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بفرض المزيد من العقوبات على روسيا ومعاداتها بشكل كبير، سيزيد الأمر تعقيدا بالنسبة لأوروبا وستكون هي الخاسر الأكبر.