الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أجرة الأم على إرضاع طفلها.. أستاذة بالأزهر توضح الحكم الشرعي بالأدلة

الرضاعة
الرضاعة

قالت الدكتورة فتحية الحنفي، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الإسلام قد حرص علي حماية حقوق الأطفال، ومن هذه الحقوق حق الرضاعة ، فقد أجرى الله سبحانه وتعالى اللبن في صدر الأم جامعا لكل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل منذ ولادته ،وألهم الله الأطفال وهداهم الي امتصاص ثدي الأم منذ ولادته ، لما يحمله هذا الثدي من اللبن وهو سائل يشبه الحليب.

 

 

وأضافت الحنفي، لصدى البلد، أن هذا اللبن النازل من ثدي الأم، يعتبر تحصين للطفل ضد العدوي ،كما أنه يساعد علي نمو الجهاز العصبي ،أي انه يعطي المناعة للطفل وهذا لا يكون الا من الأم، ويؤكد ذلك في قصة ام موسي قال تعالي "وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ"، فألهم الله عزوجل أم موسي حين ولدته وخشيت عليه أن يذبحه فرعون أن ترضعه مطمئنة ، فالأمر بالرضاع يكون للأم لأنها أكثر شفقة، وأكثر حبا لما باشرته من الولادة .


كما نظم الله سبحانه وتعالي مدة الرضاعة لمن أراد إتمامها في قوله تعالي"وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ" منوهة أن الخطاب هنا للأمهات  بوجوب الإرضاع، فكان لزاما علي الأم أن تقوم بإرضاع ولدها مادامت قادرة ، لأنه حق الطفل الذي أجراه الله في صدرها ، هذا إذا كانت في منزل الزوجية.


اما اذا كانت مطلقة فالواجب عليها إرضاع طفلها حيث لها حق الحضانة للقيام علي حفظه وتربيته، وعلي الوالد أن يتكفل بما تحتاجه الأم من طعام وكسوة علي الوجه المستحسن شرعا وعرفا ، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولا يصح للوالدين أن يجعلوا المولود وسيلة للمضارة بينهما. 

وذكرت الحنفي، أنه إن اتفق الوالدين علي إرضاع المولود من مرضعة أخرى غير والدته لأسباب  صحية مثلا ، أو عدم قدرتها علي الرضاعة فلا مانع من ذلك ، ولا تأثم الأم في ذلك.

 

واستشهد البعض أن العرب كانوا يلمسون المراضع في البادية لأولادهم ابتعادا عن أمراض الحواضر ،وكذلك لتقوي أجسامهم،  وتشتد اعصابهم ، ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم ، طما التمس عبد المطلب لرسول الله صلي الله عليه وسلم الرضعاء (حليمة السعدية) .

 

فكانت هناك أسباب اعتادها العرب في ذاك الوقت ، أما في يومنا هذا وانتشار الأمراض والأوبئة فالأفضل أن تقوم الأم بإرضاع طفلها حماية له ، وهذا ما أكده العلماء حيث قالوا: أن ارضاع الأم لولدها واجب عليها حال الزوجية، وهو عرف يلزم اذا صار كالشرط، إلا أن تكون من بيت يتنزه عن ارضاع الطفل فينزل  عرفها منزلة الشرط، ويجب علي الأم اذا لم يوجد غيرها ، أو وجد ولم يقبله الطفل ، وتأثم الأم اذا امتنعت عن ارضاع ولدها في هذه الحالة.

 

وتابعت: وفي يومنا هذا هناك من ينادي بأن الأم اذا ارضعت طفلها لها أجر الرضاعة ، وهذا لا يكون إلا للمطلقة ، أما حال الزوجية فلا تطالب بذلك لأن الحياة بينهما مشتركة، وكل له اختصاصه حيث أن الأب يسعي لكسب الرزق وينفق علي بيته، والأم تقوم بوظيفتها الأساسية المؤهلة  لها وهي الحمل والولادة والإرضاع والتربية ، فكل في تخصصه الذي خلق من أجله كي تتحقق السعادة الزوجية القائمة علي السكن والمودة والرحمة،  وعملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم " ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راع ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية ومسؤولية عن رعيتها).