الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا تشن هجومًا مضادًا شرق أوكرانيا.. هل يقلب بوتين موازين الحرب؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حذر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكو اليوم الاثنين من هجوم روسي مضاد في الشمال الشرقي للبلاد وذلك بعد ساعات من إعلان موسكو بعد أن قواتها هاجمت جيش أوكرانيا في خاركيف شرق البلاد.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأحد، إن قواتها ضربت مواقع للجيش الأوكراني في منطقة خاركيف بضربات دقيقة التوجيه، مشيرةً إلى أن تلك الضربات نفذت من خلال قوات محمولة جوًا وصواريخ ومدفعية، فيما بلغت خسائر القوات الأوكرانية على محوري الجنوب وشمال الشرق 4 آلاف قتيل و8 آلاف جريح، من يوم 6 إلى 10 سبتمبر.

وجاء ذلك بعد إعلان الجيش الأوكراني أن قواته واصلت التقدم شمالاً في خاركيف وجنوبًا أيضًا، بعد السقوط السريع للمعقل الرئيسي للقوات الروسية، في شمال شرقي البلاد.

روسيا تتخلى عن كوبيانسك

وكانت روسيا قد أعلنت بشكل مفاجئ السبت تخليها عن كوبيانسك معقلها الرئيسي شمال شرقي أوكرانيا، في انهيار مباغت لواحد من الخطوط الأساسية المهمة هناك، وهو ما يعتبر أكثر تحول ميداني أهمية في القتال على المحور الشرقي حيث رجحت الكفة لصالح روسيا على مدى أشهر طويلة.

وضع غامض

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية تقريرًا أكدت فيه أن الأوضاع الميدانية في شرق أوكرانيا تتسم بالغموض مشيرةً إلى أنه ثمة دلائل أولية على أن القوات الروسية نجحت على الأقل في إضعاف التقدمات الأولى للقوات الأوكرانية في منطقة خيرسون.

وبحسب التقرير، يصعب على أوكرانيا تحقيق مكاسب سريعة في الجنوب في منطقة شاسعة، لأن روسيا كانت تتوقع هجومًا مضادًا تعد له أوكرانيا منذ أشهر، مما جعلها تعزز مواقعها في خيرسون بدفع مزيد من القوات والعتاد إلى هذه المنطقة.

فرصة قد تضيع

وقال خبراء غربيون أنه بمجرد مرور منتصف أغسطس، فإن فرصة تحقيق إنجاز على صعيد الهجوم الأوكراني المضاد في الجنوب قد تبددت، نظرًا إلى التعزيزات الروسية الهائلة. ومع ذلك، فإن الهجوم المضاد-الذي يعتبر أجرأ محاولة من كييف حتى الآن لإمتلاك اليد العليا بعد سبعة أشهر من الغزو الروسي- يخدم عددًا من الأهداف العسكرية والسياسية التي حددتها أوكرانيا منذ وقت طويل.

وبينما يتركز الانتباه الروسي على الجنوب، شنت أوكرانيا هجومًا "مفاجئًا" في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد وبدأت القوات الأوكرانية بالتقدم شرقاً، في إتجاه مدينتي إيزيوم وكوبيانسك، في محاولة واضحة لقطع خطوط الإمداد والتنقلات الروسية في المنطقة.

وكتب مدير روسيا في مركز الدراسات البحرية مايكل كوفمان، أن الهجوم الأوكراني قد يصل إلى إيزيوم، المدينة الرئيسية التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خاركيف. ويبدو أن الهجوم الأوكراني في الشمال الشرقي قد وضع القوات الروسية في موقف تراجعي.

وبحسب ما صرح المسؤول المعين من روسيا في المنطقة فيتالي جانتشيف، "يتم تأخير العدو قدر الإمكان، لكن مناطق عدة باتت تحت السيطرة الأوكرانية".

قلب موازين الحرب

بحسب تقارير إعلامية، فإن الهجوم الروسي الذي تحذر منه أوكرانيا قد يقلب موازين الحرب التي استمرت لأكثر من 6 أشهر، فقد كان يتوقع من وراء الهجوم الأوكراني في خاركيف أن يكون المعركة الرئيسية الأولى التي تهزم فيها أوكرانيا القوات الروسية منذ انسحابها من منطقة كييف في مارس. وعلى رغم الإخفاقات الروسية الأولية في تحقيق نصر سريع في أوكرانيا، فإن الكرملين لا يزال يعتقد أنه سينتصر في نهاية المطاف لأن الوقت يلعب لمصلحته، ذلك أن لجيش الروسي يغير تكتيكاته من محاولة السيطرة على مدن كبرى، إلى حرب استنزاف.

ويطرح الخبراء شكوك حول قدرة أوكرانيا على ترجمة نجاحاتها في انتزاع قرية من هنا وقرية من هناك، إلى عمليات برية شاملة تتمكن من طرد القوات الروسية من مواقعها المحصنة في المدن الكبرى بما فيها خيرسون وميلتوبول وبيرديانسك.

وفي الوقت الذي ينهار الإقتصاد الأوكراني والقدرة القتالية البشرية تتعرض لخسائر كبيرة، فإن موسكو تعتقد أنه في شتاء 2022 وربيع 2023 وما بعدهما، لن تواجه مقاومة فعالة من أوكرانيا وبالمعيار ذاته، يساور المسؤولين في الكرملين الاعتقاد بأن الغرب ليست لديه الوسائل التقنية أو الإرادة السياسية لتعويم الجيش الأوكراني على المدى الطويل.

هذا فضلاً عن أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي الخميس، أكد أنه لا يزال من المبكر إعطاء تقويم للهجمات الأوكرانية المضادة في الجنوب والشمال الشرقي، قائلاً إن "روسيا بلد كبير. ولديهم طموحات جدية جداً بالنسبة إلى أوكرانيا".