الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترجمة "هرمس العربي من حكيم وثني الى نبي العلم" تفوز بجائزة اتحاد الكتاب.. تفاصيل

صدى البلد

أعلن اتحاد كتاب مصر فوز ترجمة كتاب “ هرمس العربي من حكيم وثني الى نبي العلم” لكڤن ڤان بلادل  بجائزة فرعه الترجمة للمترجم محمد سالم عبادة.

وكتب محمد سالم عبر حسابه الرسمي على فيسبوك قائلا:" الحمد لله. فازَت ترجمَتي لكتاب (هِرمِس العربيّ: مِن حكيمٍ وثنيٍّ إلى نبيِّ العِلم) لكِڤِن ڤان بلِادِل بجائزة اتّحاد كُتّاب مصر في فرع الترجمة :)


وهذا التكريمُ الثاني للكتاب في ترجمتِه العربية بفضل الله، إذ كان قد وصلَ إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة في موسمِها الماضي. فالحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مبارَكًا فيه".


وتابع قائلا:" مازلتُ ممتنًّا لكلّ مَن رافَقوني رحلة ترجمة هذا الكتاب، بدءًا بالصديق العزيز أ. وليد عبد العزيز، من المكتب الفنّيّ للمركز القومي للترجمة، الذي اقترحَ الكتابَ عليّ، ومرورًا بالأستاذ زياد إبراهيم عبد المجيد مُدير بيت الياسمين للنشر، الذي استجابَ لطلباتي المتكررة لنُسَخٍ إضافيّةٍ من الكتاب، فضلًا عن إخراجِه الكتابَ في صورةٍ محترَمة، وليسَ انتهاءً بصغيري سليم (سُلُم بابا البقلوظ) الذي كان أثناءَ عكوفي على الكِتابِ رضيعًا يجلسُ في حِجري ويُفاجئني بضربات كفّه الصغيرة على لوحة المَفاتيح، ويُصادفُ اليومَ عيدُ ميلاده الرابع".


وأوضح متابعا :"الترجمةُ مُهداةٌ إهداءَين، أولُهما مطبوعٌ في مقدمتِها إلى جماعة سيميا الأدبية وإلى الصديق العزيز الشاعر محمد مجدي، الذي اتخذ اسمَ (هرمس) اسمًا أدبيًّا له، وثانيهما مطبوعٌ في رُوحي، وهو إلى عمّي الحبيب الراحل صلاح الدين أحمد سالم عبادة، أوّل مَن رأيتُه يتساءل عن سِرّ اقتران اسمَي (إدريس) عليه السلام و(هرمس الهرامسة) في قِطاعٍ كبيرٍ من كتُب التراث الإسلامي".
 

من ترجمته للفصل الخامس من الكتاب 
 

وأضاف متابعا :"من ترجمتي للفصل الخامس (هرمسُ النبيُّ):
"وقد كانَ لتصويرِ أخنوخَ في هذه الأسفارِ غير القانونيةِ بصِفَتِهِ نبيًّا زارَ السماواتِ العُلَى، نقولُ كان لهذا التصويرِ أصداؤُهُ كذلك في التراث العربي . فقد كان هذا الصعودُ السماويُّ معروفًا للمسلمين بما يكفي لأن يُطابِقُوا بين أخنوخَ وإدريسَ الذي رَفَعَهُ اللهُ مكانًا عَلِيًّا كما جاءَ في القرآن، ويجدُ المرءُ مثالاً على ذلك في تاريخِ الأندلسيِّ (عبد الملِك بنِ حَبيب) (ت. 853م) – وهو أحدُ أقدمِ الأعمال التاريخية الحَولِيَّةِ الباقية في العربيةِ – وقد كُتِبَ قريبًا من وقتِ كتابةِ (أُلوف) أبي معشَر . وبمجرَّدِ تعرُّفِهم على إدريس القرآنِيِّ في شخصيةِ أخنوخَ تمكَّنَ المسلمون من استغلالِ الحكاياتِ القديمةِ عن صُعودِ أخنوخَ ورُؤاهُ باعتبارِها جُزءًا مِن تُراثِهم المقبول. ولا سبيلَ إلى التيقُّنِ مِمّا إذا كانت أيةُ أسفارٍ منسوبةٍ إلى أخنوخَ متداوَلَةً بين المسلمين الأوائلِ، ولو كانت الإجابةُ بالإيجابِ، فأيةُ أسفارٍ وفي أي صيغة؟ فإنه ليس ثَمَّ أَثَرٌ مباشِرٌ لمِثلِ تلك الأسفارِ بالعربيةِ في حُدودِ عِلمِنا الحالِيِّ، ولِذا لا يَجِدُ الباحِثُ مَناصًا من افتراضِ انتقالٍ شَفاهِيٍّ فلكلوريٍّ لتلكَ الحكاياتِ، أو أن نفترِضَ أنّ المتحوِّلين إلى الإسلامِ هُم مَن قدَّموها إلى المسلمين . رغم ذلك تُثبِتُ المَصادِرُ أنَّ قَدرًا مِن الحكاياتِ الأخنوخيةِ كان مُتاحًا بالتأكيدِ لأوائلِ المُسلِمين الباحِثينَ في التراثَين اليهوديِّ والمسيحيِّ والكتابِ المقدسِ العبريِّ وما يَمُتُّ إليه بصِلَةٍ مِن نُصوصٍ، وهم الخُبراءُ بالقِصَصِ المعروفةِ بالإسرائيليات . وقد أصبح المؤرخون العربُ في القَرنِ العاشرِ وما بعدَهُ تمامًا كأسلافِهم الذين كَتَبُوا باليونانيةِ والسريانيةِ يَقتَبِسُون هذه المادَّةَ جنبًا إلى جنبِ التُّراث التأريخيِّ كالذي ناقَشناهُ في الفصلِ السابِق."