الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نحو عالم بعيد عن هيمنة الأمم المتحدة

د. عمرو الديب
د. عمرو الديب

منذ عام 2007 و في خطاب للرئيس فلاديمير بوتين في قمة ميونخ للأمن تحدث عن ضرورة أن يكون العالم متعدد الأقطاب و ليس عالم قائم على إرادة دولة واحدة و هي الولايات المتحدة. 

و بعد ذلك التاريخ مر العالم بالكثير من الأحداث الدولية و التي بدأت بالأزمة الجورجية 2008 و الربيع العربي 2010-2013 و كذلك الأزمة السورية و الليبية و اليمنية و مروراً بضم شبه جزيرة القرم و وصولاً بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان و الحرب الأذرية - الارمينية و حتى العملية العسكرية الروسية، و هنا نرى أن العامل المشترك في كل هذه الأحداث هو أن العالم أصبح بالفعل متعدد الأقطاب و باتت الولايات المتحدة لا تتحكم بشكل كامل في العالم.

و بالإضافة إلى وجود وجهة نظر مختلفة للأحداث العالمية التي مررنا بها منذ عام 2007، اتجهت روسيا مع حلفائها لتكوين منظمات دولية موازية للأمم المتحدة و المنظمات التابعة لها، و هنا كانت منظمة البريكس و التي عقدت أول قمة لها في يكاترينبورغ بروسيا في يونيه 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.

أما المنظمة الأخرى ( منظمة شنغهاي للتعاون) و التي بالرغم من أنه تم تأسيسها في عام 2001، إلا أن الدول القادة بها و على رأسها الصين و روسيا عملا على إعادة تشكيلها و كانت أهم الخطوات لذلك انضمام كل من الهند و باكستان في 2017 و قرار الموافقة على عضوية إيران في عام 2021، و كذلك حصول بعض الدول المهمة على وضع شريك للمنظمة، لتصبح الدول الأعضاء و الشريكة و الدول التي حصلت على وضع مراقب (الهند وكازاخستان والصين وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان. الدول المراقبة - أفغانستان ، بيلاروسيا ، ومنغوليا و إيران، دول شريكة - أذربيجان ، أرمينيا ، كمبوديا ، نيبال ، تركيا وسريلانكا. )

جدير بالذكر، في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في دوشانبي في سبتمبر 2021 ، تم إطلاق إجراءات قبول إيران في المنظمة ومنح وضع شريك الحوار لمصر وقطر والمملكة العربية السعودية. 

كما أن في هذا العام ، تقدمت بيلاروسيا رسميًا للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون كعضو كامل العضوية. أي اننا أمام توسع تدريجي و في نفس الوقت مهم لهيكل هذه المنظمة و التي بالفعل لها دور كبير في حفظ الأمن داخل القارة الاسيوية و كذلك قريبا في كامل أوراسيا.

فمنذ أن بدأت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، من الواضح أن كتلة أوروبية آسيوية أفريقية ضخمة للتجارة والأمن والاستثمار آخذة في الظهور الآن في جميع أنحاء أوراسيا و منطقة الشرق الأوسط، و ذلك بسبب تصورات الإدارة العالمية غير العادلة من قبل الأمم المتحدة و المنظمات الدولية الأخرى التابعة لها وكذلك كرد فعل على الهيمنة الأمريكية على هذه المنظمات.

و يتجلى ذلك مع منظمة شنغهاي للتعاون ، والاتحاد الاقتصادي الأورو آسيوي ، ودول البريكس ، فجميعهم ينظمون أنفسهم ويوقعون على مذكرات تفاهم مشتركة وخطط تنمية استراتيجية، فما يميز كل هذه المنظمات أن نفس الدول الكبيرة (الصين و روسيا و الهند) تشترك فيها و أن أهداف هذه المنظمات الحديثة واحد- و هو التأكيد على عالم متعدد الأقطاب و خلق  منظمات دولية موازية للمنظمات التي تتحكم بها الولايات المتحدة.

فلقد فقدت الأمم المتحدة كمنظمة دولية فعاليتها بشكل كبير في السنوات الماضية، و أهم مظاهر عجزها مرتبط بالأزمة الفلسطينية و الأزمة الليبية و كذلك أزمة سد  النهضة بين مصر و السودان و أثيوبيا و غيرها من الأزمات. فيمكن لمنظمة شنغهاي للتعاون أن تقرر حلول للقضايا التي ليس لدى الأمم المتحدة قدرة لتقررها. 

وبالنسبة لمصر ، تعتبر هذه المنصة فرصة لتطوير وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية، كما أن في هذه الكتلة ، يمكن للعلاقات المصرية وحلفائها أن تتطور تدريجياً. فكما نعلم قد حصلت مصر وقطر و السعودية على وضع شريك الحوار لمنظمة شنغهاي للتعاون و هذه المنظمة الأمنية الاقتصادية السياسية للدول الأعضاء هي ضامن للأمن وآلية لحل قضايا العلاقات الدولية بما في ذلك لمصر.