EN 
"ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده عليه الصلاة والسلام"، كانت هذه كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حول الجد والاجتهاد والكفاح والعمل، فما أجمل أن يكافح الإنسان لكسب لقمة العيش؛ وفي الإسكندرية قصة كفاح جديدة بطلها محمود سعيد، 20 عامًا، طالب بكلية الآداب.
نجح محمود في إعادة تدوير برميل حديدى واستخدامه كأداه لصناعة القهوة، ووضع أدوات صناة القهوة في البرميل بدلًا من الكشك أو الشكل التقليدي لصناعة القهوة.
انتشرت صور محمود على مواقع التواصل الاجتماعي لتجربته المميزه، وكفاحه، رغم حداثة سنه، ورغم أنه لا يزال طالبًا بالكلية.
في محطة الرمل تحديدًا، يقف شاب أمام برميل يصنع القهوة، ويبيعها للمارة في المكان، وسط إشادات من كل الزبائن بالفكرة، وبالقهوة التي يصنعها.
وفي تصريحات لموقع صدى البلد، قال محمود إنه يعمل منذ كان عمره 10 سنوات، ليستطيع أن يصرف على نفسه، بدلاً من أخذ المصروف من أسرته، التي كانت تشجعه، وفي البداية كان يبيع القهوة باستخدام الدراجة الهوائية، لكن كانت هناك مشكلة أثناء فصل الشتاء.
ومن هنا جاءت فكرة البرميل وإعادة تدويره، ويكمل محمود أنه قرر أن يبحث عن أدوات جديدة يستطيع وضع القهوة فيها، ففكر في إعادة تدوير البرميل واستخدامه، لأنه يستوعب كافة الأدوات الخاصة بالقهوة.
وأضاف محمود أنه قام بتزويده بعجلات ليصبح متحركًا وليس ثابتُا وبعد ذلك جمله ببعض الديكورات والأدوات الزخرفية الجميلة ليلفت الأنظار إليه، وبالفعل لاقت الفكرة اقبالاً واعجابًا من العديد من المواطنين.
واستطرد محمود حديثه أنه يعمل طوال العام، وليس في فترة الإجازات فقط حتى أصبح له زبائن، وفي فترة الدراسة، يحضر محاضراته ويستكمل عمله بعدها.
وأشار إلى أنه يدرس التاريخ بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وبعد بدء الدراسة يستمر عمله ولم يتوقف عنه نهائيا ولكنه ينظم وقته خلال الدراسة.
وحول وجود مشكلات أوعوائق أثناء وقوفه في محطة الرمل، قال محمود إن كل الباعة من حوله يحبونه، بل ويساعدونه ويشجعونه باعتباره نموذج كفاح لشاب صغير يعمل لكسب لقمة العيش.
وأشار إلى أنه يصنع القهوة على الرملة وهو ما يعطي مذاقًا جيدًا للقهوة ويجعلها مميزه، فالنار الهادئة تخرج أفضل أنواع القهوة، بنكهة وطعم مميز لدى المواطنين.
وطالب محمود الشباب بالسعي والمثابرة والاجتهاد حتى يحققوا أفضل النتائج، فالعمل عبادة والسعي هو أساس الرزق.
