الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذاق مرارة المرض منذ نعومة أظافره.. كيف كانت الأيام الأخيرة في حياة طه حسين؟

طه حسين
طه حسين

عاني الكاتب الكبير طه حسين عميد الأدب العربي، في أيامه الأخيرة الكثير من الأزمات الصحية، ربما يعود ذلك إلى كبر سنه، ومشاكل الشيخوخة،  وكفاحه الطويل في مجال الفكر والسياسة، خاصة أن طه حسين ذاق مرارة الأمراض منذ نعومة أظافره ونقلته من عالم الإبصار إلى عالم الظلام.

بداية مرض طه حسين في أيامه الأخيرة

وبدأت معاناة طه حسين مع المرض في أواخر أيامه من مطلع عام 1961، حسب ما جاء في كتاب "الأيام الأخيرة في حياة هؤلاء" للكاتب حنفي الموحلاوي الصادر عن دار المعارف، وكان وقتها قد بلغ طه حسين من العمر حوالي الثانية والسبعين عامًا، عندما اجريت له جراحة عاجلة، وقد ذكر الدكتور محمد حسن الزيات: " في حديقة رامتان، كان يخرج الدكتور محمد كامل حسين من المنزل إلى الحديقة مع طه حسين بعد أن قام بفحصه فحصا دقيقا، وطه حسين يسير متعبا وكامل حسين صامت قليلا ولكنه متمالك لنفسه، عندئذ قال الدكتور كامل حسين وهو يتحدث بجدية لابد من نقل طه حسين غلى المستشفى حالا، لأن العمود الفقري يحتاج إلى عملية ضرورية قطعا وإلا واجهنا خطر الشلل.

وتم نقل طه حسين بالفعل إلى المستشفى الفرنسي آنذاك، وخضع لإجراء عملية استغرقت ساعتين، وكان ينتظره في القاعة الخارجية من المستشفى عدد كبير من الأطباء والأصدقاء والاساتذة والطلاب في حالة سكون وقلق على طه حسين.

 

وعقب الإنتهاء من العملية مخرج الطبيب، ليطمئن الحضور بنقل عميد الأدب العربي إلى غرفة الإنعاشن ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف زحف المرض في اتجاه صحة الدكتور طه حسين إذ ظلت صحته في تدهور مستمر.

 

وظلت ىالصحف متابعة للحالة الصحية لعميد الأدب العربي، ففي 1963 أغمي عليه في مجمع اللغة العربية لمرتين، وظل هناك إلى أن استقرت حالته وعاد إلى منزله.

 

ورغم مرض طه حسين الذي استمر معه حتى وفاته عام 1973 ظل حريصا على حضور جلسات المجمع اللغوي، ولا يتخلف عنها إن استطاع.

وكان في تلك الفترة الموت يقترب منه رويدا رويدا وهو طريح الفراش، ويلتقى ببعض الأصدقاء والزملاء والتلاميذ في حجرته بالدور الأول من فيلته الخاصة به.

 

طه حسين،  هو أحد أشهر الكتاب والمفكرين المصريين في القرن العشرين، ومن أبرز رموز حركة النهضة والحداثة المصرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واشتهر "بعميد الأدب العربي.

 

وُلد طه حسين في عزبة الكيلو، إحدى قرى مركز مغاغة، محافظة المنيا في صعيد مصر، ذهب إلى الكتاب، والتحق بعدها بالأزهر، حيث درس الدين والأدب العربي، من سن مبكرة، لم يكن طه حسين يميل إلى التعليم التقليدي، وكان طه حسين الابن السابع من بين ثلاثة عشر طفلاً، ضمن أسرة فقيرة-متوسطة، فقد بصره في سن الثالثة، نتيجة لتلقيه علاج خطأ، الحالة التي تسببت له بالكثير من المعاناة طيلة حياته.

والتقى وتزوج بسوزان برسو، أثناء دراسته في جامعة مونپلييه بفرنسا كان يشار إليه "بالصوت العذب" اكتسبت هذا الاسم بسبب قدرتها على القراءة له أثناء محاولته تحسين لغته الفرنسية.

 أصبحت سوزان زوجته، وأقرب أصدقاءه ووالدته طفليه ومعلمته طوال حياته، أنجب منها ابنته أمينة وشقيقها الأصغر موينيس، وكانا من الشخصيات البارزة في مصر.