الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطر المجاعة يقترب.. 60 مليون شخص مهددون بالجفاف والقرن الأفريقي الأكثر تضرراً| ما القصة

القمح
القمح

خطر المجاعة يقترب.. بسبب الحرب الأوكرانية الروسية وتوقف سلاسل الإمداد والتوريد ، وقبلها أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، تمكن الجوع من بعض دول المنطقة العربية، فوفقاً لتقديرات منظمة  " فاو " عام 2021، بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في المنطقة 54,3 مليون نسمة، أو 12.2 % من السكان.

تحديات عدة وعواقب وخيمة

وتشكل الأرقام التى أعلنتها منظمة الفاو زيادة ثابتة على مدى العقدين الماضيين، اقتربت من الذروة في عام 2011، عندما عانت المنطقة صدمة كبيرة نتيجة الثورات والانتفاضات الشعبية" حيث قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" إنّ العالم واجه تحديات متعددة الأوجه في السنوات الأخيرة،كان آخرها الحرب الروسية الأوكرانية وفيروس كورونا ، كان لها عواقب وخيمة على الأمن الغذائي في مناطق عدة ومنها المنطقة العربية.

واصل انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الحاد اتجاهه التصاعدي، مؤثر اعلى ما يقدر بنحو 154,3 مليون شخص في عام 2021، بزيادة بلغت 11,6 مليون شخص مقارنة بالعام السابق، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل مطرد منذ عام 2014، وفي عام 2021، عانى ما يقدر بنحو 34.7 في المائة من سكان المنطقة من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الحاد وكانوا محرومين من الوصول المنتظم إلى الغذاء والتغذية الكافيين.

انعدام الأمن الغذائي 

ويقدر عدد الأشخاص الذين تعرضوا لانعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2021 بنحو 53.9 مليون شخص، بزيادة قدرها 5 ملايين عن العام السابق.

وأرجعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة " فاو " أزمة تعطل سلاسل الإمدادات بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية  وأكدت على لسان عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا إنه من الصعب إدارتها على المدى القصير، لأن ثُلث الصادرات العالمية من الحبوب تأتي من روسيا وأوكرانيا" ووكشف عن أن البلدان العربية هى  الأكثر تضرراً بأزمة كوفيد-19 ومن بعدها الحرب الروسية-الأوكرانية، بما في ذلك البلدان ذات الدخل المرتفع والتي قد تأثرت كذلك بسبب ارتفاع الأسعار ومشاكل سلاسل الإمداد، إلا أنه ووسط التحديات التي يشهدها العالم حالياً، مثل التغير المناخي، والنزاعات، كان التأثير واضحاً على كل من لبنان واليمن والعراق في منطقتنا".

وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن خطر المجاعة يهدد نحو 22 مليون شخص في منطقة القرن الأفريقي التي اجتاحها الجفاف، وتقول جماعات إغاثة إنّ "سنوات من الأمطار غير الكافية في كينيا والصومال تسببت في أسوأ موجة جفاف، وأدى ضعف الأمطار على مدار 4 مواسم بشكل غير مسبوق، إلى نفوق ملايين الماشية وتدمير المحاصيل وإجبار 1.1 مليون شخص على النزوح من منازلهم بحثاً عن الطعام والماء.

خطر انتشار المجاعة يقترب

وفي السابق قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، إنّ  "على العالم أن يتحرك الآن لحماية المجتمعات الأكثر ضعفاً من خطر انتشار المجاعة في القرن الأفريقي"، مضيفا "لا تلوح حتى الآن نهاية في الأفق لأزمة الجفاف هذه، لذلك يجب أن نحصل على الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح ومنع الناس من الانزلاق إلى مستويات كارثية من الجوع والمجاعة".

وفي بداية عام 2022، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 13 مليون شخص في البلدان الثلاثة يواجهون المجاعة، وناشد المانحين بالمساعدة في وقت الحاجة الماسة، لكن العاملين في المجال الإنساني قالوا إن وصول الأموال كان بطيئاً، حيث جذبت الأزمة الأوكرانية، من بين أزمات أخرى، الانتباه من الكارثة في القرن الأفريقي.

هذا التحذير نفسه، كانت قد تحدثت عنه ‏منظمة الأمم المتحدة في شهر أبريل هذا العام، وقالت حينها إنّ "6 ملايين شخص في الصومال، أي نحو 40% من سكان البلاد، يواجهون انعداماً للأمن الغذائي، في مستويات قصوى، بحسب البرنامج الأممي الذي حذّر من "مخاطر جدية للغاية من حدوث مجاعة في الأشهر المقبلة"، إذا بقيت الظروف على حالها.

أمَا في كينيا، فتهدّد المجاعة نصف مليون شخص، وخصوصاً في مناطق شمالي البلاد، التي يعتمد سكانها على المواشي. وارتفع عدد الكينيين الذين يحتاجون إلى مساعدات إلى أكثر من 4 أضعاف في أقل من عامين، وفق البرنامج الأممي.

كما قال البنك الأفريقي للتنمية إن القارة السمراء تخسر ما بين 5 و15٪؜ من نصيب الفرد من النمو الاقتصادي بسبب تداعيات تغير المناخ وتواجه نقصا كبيرا في التمويل المناخي، وتضررت ‏إفريقيا بشكل غير متناسب من تداعيات ‏تغير المناخ الذي أدى إلى تفاقم حالات الجفاف والفيضانات والأعاصير بأنحاء القارة في السنوات الأخيرة.

وقال كيفين أوراما، كبير الاقتصاديين بالإنابة في ‏البنك الأفريقي للتنمية، في بيان، إن ‏الدول الإفريقية تلقت حوالي 18.3 مليار دولار من التمويل المخصص لمكافحة ‏تغير المناخ بين عامي 2016 و2019. لكنها تواجه فجوة تقارب 1.3 تريليون دولار في تمويل المناخ للفترة من 2020 إلى 2030.

تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية 

ومن جانبه قال الدكتور صلاح حليمه نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية أن هناك مشاكل قديمة ومشاكل حديثة تواجه القارة السمراء ، موضحاً أن المشاكل القديمة متعلقة بالإرهاب والنزاعات المسلحة ، ومشاكل التنمية المستدامة، لافتا إلى أن :" الحاجة إلى إستثمارات تأتي  لحل مشاكل القارة الإفريقية".

وأضاف فى تصريحات خاصة لصدى البلد، المشاكل المستحدثه ناتجة عن تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية التى نتج عنها توقف سلالسل الإمداد والغذاء ، بالإضافة إلى أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد -19، وأخيراً ازمة المناخ.

وأوضح ، أن المشكلات الثلاث بينهما علاقة وثيقة فى صناعة الأزمات التى تعانى منها الدول اليوم ، وأن ذلك يحتاج إلى مساعدات من الدول القادرة التى تعهدت ب100مليار دولار، لافتاً إلى أن مصر قامت بدور حيوى فى هذا الصدد وقدمت لقاحات وحملة 100مليون صحة وبناء القدرات الثقافية والتنموية وتحديث النظام الصحى.

وأشار إلى أن الأزمة الأوكرانية الروسية مرتبطة بمشكلات الطاقة والأمن الغذائى ومشاكل الطاقة المتجددة ، موضحاً إنه فى هذاالصدد عقد مؤتمرالأمم المتحدة للتغير المناخى الذى عقد فى باريس عام 2015 ، وقدر ب100مليار دولار وسوف يعقد المؤتمر القادم بشرم الشيخ

واردف ، وفيما يتعلق بأزمة الغذاء والتصحر وأزمة سد النهضة التى أثرت على الأمن الغذائى لعدد من الدول ، ومنها دول الجوار مع إثيوبيا السودان ، كينيا ، إريتريا ، الصومال ، فكل هذه المشاكل والقضايا مرتبطة بالمياة والتصحر.

ويرى صلاح ، أن الحل يكمن فى الإتجاه ألى الإقتصاد الأخضر والإقتصاد الأزرق وذلك يحتاج إلى نوع من المساعدات والدعم والإستثمار فى مجال الطاقة المتجددة .

وكشف عن وجود 345 مليون شخص حول العالم مهددين بالمجاعة ، و60 مليون شخص فى القارة السمراء مهددين بالجفاف نتيجة التصحر والتغيرات المناخية ، وذلك يحتاج إلى مساعدات ودعم وإستثمارات واللجؤ إلى مجالات الطاقة المتجددة.