EN 
خبراء التعليم:
افضل سن لتدريس قضية التغيرات المناخية
دمج القضايا المناخية بشكل تدريجي بالمناهج يتناسب مع المرحلة الدراسية
وزارة التربية والتعليم تسعى لتعريف الطلاب بكافة الاهتمامات البيئية ودمجهم في قضايا المناخ
تدريس التغيرات المناخية ضمن منهج الدراسات الاجتماعية يساعد على محو الأمية المناخية بين الطلاب
تعد قضية التغيرات المناخية قضية عالمية ذات تأثيرات محلية، وتعد هذه القضية حقيقة علمية ومشكلة اقتصادية وبيئية تؤرق دول العالم على حد سواء، في ظل ما يمكن أن يترتب عليها من تغيرات خطيرة تهدد مستقبل الإنسان.
وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى زيادة معدلات النشاط البشري الصناعي، الذي أدى إلى زيادة تركيز غازات معينة فى الغلاف الجوي، وحدوث ما يسمى بـ"الاحتباس الحراري"، وتلوث فى الهواء والماء والتربة، ما أدى إلى الفقر والمجاعات فى مناطق مقابل رفاهية وتقدم فى مناطق أخرى.
وتعد مصر من أكثر الدول تأثرًا بالتغيرات المناخية، وخاصة القطاع الزراعي، ما تسبب فى اختلال ميزان الأمن الغذائى المصرى، فى ظل عدم وجود اهتمام كافٍ بهذه القضية القومية، خاصة فى ظل تَسارع حدوث هذه التغيرات على عكس كل التوقعات.
ولذلك قررت وزارة التربية والتعليم، تدريس التغيرات المناخية ضمن منهج الدراسات الاجتماعية الجديد المقرر على الصف الخامس الابتدائي هذا العام .
سيجد طلاب الصف الخامس الابتدائي في الكتاب المقرر على مادة الدراسات الاجتماعية في العام الدراسي 2022 / 2023 درس بعنوان "التغيرات المناخية وأثرها على بلدي".
وفى إطار ما سبق، أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، في السنوات الأخيرة، أصبح التعليم البيئي أحد العناصر البارزة في تطوير المناهج الدراسية في مصر، ولذلك تم توجيه الجهود لتضمين المحتوى البيئي في المناهج والكتب المدرسية، ولذلك، سعت وزارة التربية والتعليم على دمج القضايا المناخية في المناهج الدراسية بالصف الخامس الابتدائي، من خلال مناقشة القضايا البيئية التي تؤثر على بيئة الطالب، مما يفتح المجال لمناقشة الحلول المستدامة.
وأشار أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن ظاهرة التغيرات المناخية تعتبر ظاهرة عالمية، وتأتي في إطار الجهود الدولية والاهتمام بتغيرات المناخ لذلك أصبح العالم بأكمله يهتم بقضية تغيرات المناخ وما لها من آثار كارثية على العالم وتحديد دور كل فرد فى الحفاظ على البيئة، ومصر تعتبر من ضمن خمس دول تتعرض للآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتتمثل أهمية العناصر المناخية في أثرها على المسكن والبيئة الخارجية ومحوري الإنسان والمبنى.
وأوضح الخبير التربوي، أن هناك دور هام تلعبه وزارة التربية والتعليم باعتبارها من أكثر الوزارات قدرة على الوصول بشكل مباشر إلى الطلاب والشباب والمجتمع المحيط بالمدرسة من خلال التوعية البيئية والأنشطة المصاحبة من المسابقات وكل ما ستقوم به المدرسة من توعية للمجتمع والبيئة المحيطة.
وتابع: ولذلك حرصت وزارة التربية والتعليم على ربط الدراسة في مختلف المواد بحياة الإنسان عن طريق إدخال بعض الموضوعات المرتبطة بالبيئة وتعرف التلاميذ على بعض المشكلات التي تواجهها، مع مراعاة تضمين وحدات ضمن المناهج الدراسية ذات الصلة بالموضوعات البيئية وتدريسها بصورة متكاملة في المناهج الدراسية المرتبطة بها الدراسات الاجتماعية وغيرها في مراحل التعليم العام.
وأشار الدكتور تامر شوقي، إلى أن قرار وزارة التربية والتعليم، لتدريس قضية التغيرات المناخية ضمن منهج الدراسات الاجتماعية الجديد المقرر على الصف الخامس الابتدائي هذا العام تهدف إلى إعداد الطلاب منذ الصغر للتعامل الناجح مع قضايا بيئته بعناصرها المختلفة، موضحًا أن توعية الطلاب بالقضايا المناخية هي التعلم للعيش في البيئة.
وصرح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، بأن مواجهة قضايا المناخ تتطلب شراكة كافة مؤسسات المجتمع وعلى رأسها المؤسسات التعليمية والبحثية التي يجب أن تقدم مشاريعها البحثية وابتكاراتها بما يخدم توجهات الدولة في خفض الانبعاثات الكربونية وحماية التنوع البيولوجي وإدراج قضايا التغير المناخي ضمن المناهج الدراسية بجميع المراحل التعليمية، لزرع الوعي المناخي لدى الطلبة وتشجيعهم على إدراك الأبعاد المناخية ومراعاة الأبعاد البيئية للأنشطة المختلفة.
ومن جانبة أكد الدكتور ماجد أبو العينين، عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، الخبير التربوي، أن التعليم يشجع طلاب المدارس على تغيير مواقفهم وسلوكهم ويساعدهم على اتخاذ قرارات صحيحة في الفصول الدراسية، وتعليم الطلاب منذ الصغر مدى تأثير الاحتباس الحراري وكيفية التكيف مع تغير المناخ.
وأوضح عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، أن قرار وزارة التربية والتعليم، لتدريس قضية التغيرات المناخية ضمن منهج الدراسات الاجتماعية الجديد المقرر على الصف الخامس الابتدائي هذا العام يمكن الطلاب من معرفة الحقائق وكيفية التعامل معها.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن قرار وزارة التربية والتعليم، لتدريس قضية التغيرات المناخية ضمن منهج الدراسات الاجتماعية الجديد المقرر على الصف الخامس الابتدائي هذا العام يأتي ضمن إبداعات وزارة التربية والتعليم فى مجال التغيرات المناخية التي لا تنتهى ابتداء من التوعية الجماعية لكافة طلاب المدارس مرورا بحملات الاطفال كن صديقا للبيئة وعمل الندوات الثقافية والدينية لتوعية الطلاب ومن قبلهم المعلمين.
وأضاف الدكتور ماجد أبو العينين، أن وزارة التربية والتعليم تهدف إلى مساعدة الطلاب على فهم تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري اليوم والقضاء علي محو الأمية المناخية بين الطلاب، وتكوين طفلاً ينشأ في عصر التغير المناخي السريع.
وأضاف الخبير التربوي، إلى أن فعاليات تدريبات الترقي للمعلمين والتدريب على حقيبة المعلمين للتغير المناخي جاءت لدعم مهارات المعلمين في تنمية الوعي الطلابي بالتغيرات المناخية، في ضوء متطلبات التنمية المستدامة اللازمة لمنح شهادة الصلاحية للترقي لوظائف المعلمين.
ونوه عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، إلى أن الوزارة تسعي إلى التربية البيئية السليمة وضرورة وضع أنشطة تفاعلية بيئية في المناهج الجديدة والعمل على ترسيخ القيم لدى الفرد وتعديل السلوكيات تجاه البيئة، وذلك في إطار تنفيذ الأهداف الرئيسية لمشروع دعم بناء القدرات الوطنية لتعزيز المشاركة العامة في المجال البيئي.
ومن جانب اخر أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن قرار وزارة التربية والتعليم، لتدريس قضية التغيرات المناخية ضمن منهج الدراسات الاجتماعية الجديد المقرر على الصف الخامس الابتدائي هذا العام تهدف إلى زيادة معرفة الطلاب ووعيهم للبيئة والتحديات المرتبطة بها، وهي تسهم في تطوير المهارات والخبرات اللازمة للمواجهة وتعزز المواقف والدوافع والالتزامات لاتخاذ قرارات مستنيرة وإجراءات مسؤولة.
وصرحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، بأن سن الأطفال في المراحل التعليمية الأولى هو أفضل سن لغرس هذه المفاهيم وتدريس قضايا التغيير المناخية في عقول الأطفال، فضلًا عن أن التأثير سيكون أقوى، موضحًا أن من الضروري أن تتولي طلابنا المسؤولية المجتمعية واندماجهم في خدمة بيئتهم، وهو ما تقوم به وزارة التربية والتعليم الان".
وأوضحت الخبيرة التربوية، أن تجربة مصر فى لتدريس قضية التغيرات المناخية ضمن منهج الدراسات الاجتماعية الجديد المقرر على الصف الخامس الابتدائي هذا العام هي عملية تعلم، موضحًا أن تلك القرارات سيتم تطويرها بشكل مستمر لتعريف الطلاب بكافة الاهتمامات البيئية ودمج الشباب في قضايا المناخ، وفهم الطالب كافة المعلومات عن البيئة المحيطة به، مع تقديمها للطلاب بشكل تدريجي يتناسب مع سنهم.
وأضافت الدكتورة سامية خضر، أن قضية التغيرات المناخية ليست حديثة العهد بل لها أصولها التي تمتد في مختلف ثقافات الشعوب وقد اكتسبت أهمية كبرى في العقود الثلاثة الماضية نتيجة انبثاق الوعي بالمشكلات المناخية الكبرى وأصبحت ركناً من أركان المحافظة على البيئة ليتكامل دورها مع والإجراءات البيئية والعلمية والتكنولوجية.
وتابعت الخبيرة التربوية: "ويجب التركيز في المناهج على القيم الأساسية مثل قيم المحافظة على البيئة ومواردها والاعتزاز بالجهود التي تبذلها الدولة لحماية البيئة والحفاظ على التراث وتقدير النواحي الجمالية وقيمة العمل الجماعي والتطوعي بالإضافة إلى إكساب الطلاب في السنوات الأولي قدر أكبر من القيم والاتجاهات الايجابية نحو البيئة والمهارات التي من شأنها مساعدته في التعايش والتفاعل مع بيئته بصورة راشدة وعقلانية".
وكانت قد أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بيانا عاجلا بشأن الجدل المثار حول مناهج الصف الرابع الابتدائي بالعام الدراسي الجديد 2022 / 2023.
وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إنه جارٍ إجراء بعض التعديلات على مناهج الصف الرابع الابتدائي للعام الدراسي الجديد 2022/2023، حتى تتناسب مع الخطة الزمنية.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن التعديلات التي ستتم على مناهج الصف الرابع الابتدائي للعام الدراسي الجديد 2022/2023، سوف تتم بما لا يخل بتحقيق نواتج التعلم، وذلك بالتركيز على المفاهيم الكبرى والأنشطة التعليمية.
تعديل مناهج الصف الرابع الإبتدائي
وقالت وزارة التربية والتعليم: “سيتم الإعلان عن تفاصيل التعديلات التي ستتم على مناهج الصف الرابع الابتدائي للعام الدراسي الجديد 2022/2023، قبل بدء العام الدراسي الجديد”.
وأضافت وزارة التربية والتعليم: “جاء قرار إجراء تعديلات على مناهج الصف الرابع الابتدائي للعام الدراسي الجديد 2022/2023، في ضوء ما نتج عن تقويم تنفيذ منهج الصف الرابع للعام الدراسي الماضي، وفي ظل الحوارات المجتمعية التي دارت حول ذلك والاستماع لآراء المعلمين ولجنة التعليم بمجلسي النواب والشيوخ وأساتذة المناهج بكليات التربية”.
