الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إعلان التعبئة بروسيا.. وزراء خارجية العالم يجتمعون بمجلس الأمن|على ماذا اتفقوا؟

مجلس الأمن
مجلس الأمن

عقدت اليوم جلسة لـ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة علي مستوي وزراء الخارجية، وكان العنوان الأبرز بها القضية الأوكرانية وتطورات الأوضاع خاصة بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية للجيش وبدء إجراء الإستفتاء لضم منطقة دونباس إلى روسيا غدا.

وبدأت الأحداث في أخذ منحني خطير خلال الأيام القليلة الماضية خاصة مع تراجع الجيش الروسي على مستوي العمليات العسكرية وتقدم القوات الأوكرانية وإعادة أراض كبيرة كانت تسيطر عليها القوات الروسية، كما زادت حدة التوتر بعد الإعلان عن إجراء استفتاء شعبي يشمل منطقتي لوجانسيك ودونيستك اللذان يشكلان إقليم دونباس للتصويت على الإنضمام إلى روسيا بشكل رسمي، الأمر الذي قبل برفض من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الذين أعلنوا عدم موافقتهم لهذه الانتخابات.

وكان الحدث الأخطر هو إعلان فلاديمير بوتين أمس، التعبئة الجزئية للجيش وإستدعاء 300 ألف مقاتل من القوات الاحتياطية للبلاد لإرسالهم للقتال في أوكرانيا، الأمر الذي علقت علية الدول الغربية بأنه قرار جاء من موقف ضعف نتيجة تقدم القوات الأوكرانية وتحقيقها للعديد من المكاسب على الأرض.

كلمة وزير الخارجية الأمريكي اليوم

وخلال جلسة مجلس الأمن اليوم، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلنكين، إن حرب روسيا على أوكرانيا تشتت انتباه مجلس الأمن، بل ونظام الأمم المتحدة بأكمله، عن العمل على القضايا الجادة التي يرغب الجميع في التركيز عليها.

وأضاف بلينكن خلال كلمة ألقاها أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، أن من بين تلك القضايا التي يتشتت المجلس عن النظر فيها هي السعي للحيلولة دون وقوع كارثة مناخية، وإطعام عشرات الملايين من الأشخاص الذين على شفا المجاعة، والوفاء بتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030، وكذلك دعم الأمن الصحي المترابط.

وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن امتنانه للجهود المبذولة للتحقيق بموضوعية ومهنية في الأعمال التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا، على حسب تعبيره، والدعم والتنسيق مع المحققين الأوكرانيين.

وتابع: "سمعنا عن العديد من الانقسامات بين الدول في الأمم المتحدة، لكن ما هو ملفت للأنظار خلال الفترة الأخيرة هي الوحدة الرائعة بين الدول الأعضاء عندما يتعلق الأمر بالحرب الروسية في أوكرانيا".

وأوضح أن الدول المتقدمة والنامية والكبيرة والصغيرة والتي تقع في الشمال أوالجنوب تحدثت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الآثار المترتبة على تلك الحرب، والحاجة إلى إنهائها، موضحًا أن جميع الدول دعت أيضًا إلى إعادة التأكيد على التمسك بميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك السيادة ووحدة الأراضي، وحقوق الإنسان.

وأضاف بلينكن أن النظام الدولي الذي نجتمع حاليا لدعمه يتعرض للتهديد، ولن نسمح للرئيس بوتين بالإفلات من ذلك بدون عقاب؛ الأمر لا يتعلق فقط بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، بل بأكثر بكثير من الدفاع عن حق دولة واحدة، ويتعلق أيضًا بحماية النظام الدولي حيث لا يمكن لأي دولة تجاوز حدود دولة أخرى بالقوة.

وأكد أنه في حالة الفشل في الدفاع عن تلك المبادئ، فإننا نعرض كل دولة للخطر ونفتح الباب إلى عالم أقل أمانًا وسلامًا، مشددا على أنه يتعين على كل فرد في مجلس الأمن إرسال رسالة واضحة مفادها بأنه يجب وقف التهديدات النووية المتهورة على الفور.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن العالم تقع عليه مسؤولية حث الرئيس بوتين على وقف الحرب، داعيًا إلى اتخاذ القرار الصحيح من أجل "العالم الذي نرغب فيه وما تستحقه الشعوب بشدة.

اتهامات وزير الخارجية الروسي 

وعلى الجهة الأخري، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن النظام في كييف يسعى لتأجيج الأحقاد ضد روسيا .

وأشار لافروف في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، إلى أن أوكرانيا قامت بحذف اللغة الروسية من المناهج الدراسية في ممارسة مشبها ذلك بما فعله النازيون.

وأضاف وزير الخارجية الروسي، أن كييف عملت على فرض اللغة الأوكرانية على السكان الأصليين وحظر اللغة الروسية.

وكشف لافروف أن حلف شمال الأطلسي "الناتو"،  يوفر معلومات استخباراتية عن الجيش الروسي لصالح السلطات الأوكرانية، لافتا إلى أنه يرفض الاتهامات التي يوجهها الغرب لبلاده بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

وتابع: "الدول التي تدعم أوكرانيا بالسلاح متورطة بشكل مباشر في الحرب"، مضيفا أن الغرب يسعى لمنع التسوية بين موسكو وكييف.

كما أعلن وزير الخارجية الروسي، أن الدول التي تقدم الأسلحة إلى أوكرانيا يعني تورطها مباشرة في الحرب، لافتا إلى أن تقديم الأسلحة لأوكرانيا يعني التورط المباشر للغرب في الصراع، وأن الدول التي تقدم السلاح تطمح بوضوح إلى إطالة أمد القتال لأطول فترة ممكنة على الرغم من الضحايا والدمار.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن حلف الناتو يوفر معلومات استخباراتية عن الجيش الروسي لسلطات كييف، موضحا أن هناك محاولات لإظهارنا كمعتدٍ وتجاهل حقيقة أن المسلحين يقتلون سكان دونباس منذ 8 سنوات.

وتابع: الأوكرانيون يسعون لتدمير روسيا والغرب الذي يؤجج النزاع يفلت من العقاب والجيش الروسي لا يواجه القوات الأوكرانية فقط بل الآلة العسكرية الغربية.

وأكمل: "ليس لدينا أدنى شك في أن أوكرانيا أصبحت دولة استبدادية تماما مثل النازية حيث تداس قواعد القانون الدولي".

كما اتهم لافروف الغرب بالتستر على "جرائم كييف" منذ 8 أعوام، مشيرا إلى أن أوكرانيا تستعمل المدنيين دروعا بشرية.

جلسة مجلس الأمن تحصيل حاصل

وفي هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن مجلس الأمن اليوم على مستوي وزراء الخارجية هي مجرد تحصيل حاصل بسبب انسداد الأفق السياسي وعدم وجود حل سياسي في المريمي القريب في الأزمة الروسية الأوكرانية، على إعتبار أن كل طرف مازال متمسك بأهدافة الذي دخل من أجلة هذا الصراع.

وأضاف فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن روسيا أعلنت التعبئة العامة بأكثر من 300 ألف مقاتل جديد في خطوة خطيرة من شأنها تعقيد المشهد بشكل كبير، وأيضا هناك تصعيد متبادل من قبل الغرب والإدارة الأمريكية بزيادة حجم التسليح للجيش الأوكراني.

ولفت إلى أنه كان هناك نوع من أنواع الإمدادات لأوكرانيا بصواريخ بعيدة الدمي مما يستهدف العمق الروسي، الخطوة التي من شأنها أن تزيد الأزمة خطورة والتلويح بحرب عالمية ثالثة والإقدام على أن تكون هذه الحرب هي حرب نووية.

وأشار فارس أن جلسة مجلس الأمن لن يكون لها أي مخرجات على واقع الأرض تؤدي إلى حلحلة المشهد في أوكرانيا، في ظل عدم أفق للحل وتمسك كل طرف بالتصعيد المتبادل من كافة الأطراف الفاعلة في المشهد العالمي في هذه القضية.

القضاء على إنضمام أوكرانيا للناتو

وبالنسبة للاستفتاء الذي سيتم في إقليم دونباس، أوضح أستاذ العلوم السياسية، أن هذا الاستفتاء هو حديث الساعة الآن في العالم وهي خطوة ستغير من موازين القوي على الأرض، حيث أعلنت منطقة دوناس تنظيم استفتاء للإنضمام إلى الأرضي الروسية لتصبح بذلك أولي المناطق التي تنضم قانونيا ودستوريا إلى روسيا والسيطرة الروسية في أوكرانيا.

وأشار فارس إلى أن هذه الخطوة تفتح الباب لإنضمام العديد من المناطق الأخري في أوكرانيا، خاصة أن هناك مناطق كبيرة في أوكرانيا ترغب في أن تنتضم إلى روسيا، وهذه المناطق طبقا للقانون الدولي لها الحق في تقرير مصيرها مثل ما حدث لإقليم كاتالونيا في أسبانيا، وشبة جزيرة القرم في عام 2014.

ولفت إلى أن إنضمام إقليم دونباس إلى روسيا تقضي تماما على فكرة إنضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وأيضا تؤدي إلى إطالة أمد الصراع بعد الخطوات التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية بتسليح أوكرانيا بدلا من السعي لعقد مباحثات روسية أوكرانية لإنهاء الحرب وإحترام كبرياء الدولة الروسية.