الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتخابات إيطاليا.. مخاوف من عودة الفاشية وسط أزمة اقتصادية طاحنة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

توجه الناخبون في إيطاليا صباح اليوم، الأحد، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات التشريعية التي يتوقع أن يهيمن عليها تحالف ثلاثي يميني يقوده "إخوة إيطاليا" بقيادة جورجيا ميلوني.

وبحسب تقاير إعلامية، فإنه في حالة فوز ميلوني برئاسة الوزراء، فإن الحكومة في إيطاليا ستكون الأكثر يمينية في تاريخ البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.

وقالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إنه من متوقع يفوز تحاول "إخوة إيطاليا" بأكثر من 60% من مقاعد البرلمان وأن تتولى ميلوني رئاسة الوزراء، مشيرةً إلى أن الحكومة ستكون مكبلة بأزمة اقتصادية طاحنة بسبب أزمة الطاقة والغذاء الناجمتين عن الحرب في أوكرانيا.

فيما ترجح استطلاعات أخرى للرأي أن يحصل الحزب على ما يتراوح بين 24 و25% من نوايا التصويت، مقابل بين 21 و23% من نوايا التصويت للحزب الديموقراطي، وبين 13 و15% لـ"حركة 5 نجوم" الشعبوية و12% لحزب "الرابطة" و8% لـ"فورتسا إيطاليا".

وقد يحصل ائتلاف اليمين واليمين المتطرّف على 45 إلى 55% من المقاعد في البرلمان، فيما قد يتجاوز الامتناع عن التصويت 30% في هذه الانتخابات، وفقًا للمحللين، وهو رقم مرتفع لإيطاليا.

جذور فاشية

وقالت المجلة البريطانية إن الحزب اليميني له جذور فاشية، ذلك أن زعيمته ميلوني تعادي الهجرة وتتهم الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في "الاستبدال" العرقي، وتدافع عن فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر الشعبوي.

وحذرت "إيكونوميست" من أن أوروبا تشهد تناميًا كبيرًا في أيديولوجية اليمين القومي، فقد حصلت مارين لوبان في فرنسا على 41% من الأصوات في سباقها ضد إيمانويل ماكرون في أبريل الماضي، مشيرةً إلى أن ميلوني مع ذلك لن تتمكن من الإبقاء على وعودها الانتخابية.

ومن المتوقع أن تشن ميلوني حملة شعواء على الهجرة غير المنظمة، وهو نفس الأمر الذي تعهد به رئيس الوزراء الأسبق ماتيو سالفيني حينما كان في الحكومة منذ 2018 حتى 2019، لكنه وجد نفسه أمام قوانين دولية ولوائح في الاتحاد الأوروبي منعته من ذلك.

أزمة اقتصادية

وأشارت المجلة البريطانية إلى الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيطاليا، خاصة أن الاتحاد الأوروبي ينفذ مبادرة إصلاح اقتصادي لمعالجة ديون إيطاليا البالغة 2.7 تريليون دولار أي 150% من الناتج الإجمالي القومي، فضلاً عن البطالة وجودة التعليم.

لكن وبحسب وسائل إعلام إيطالية، سيكون منح إيطاليا تمويلًا أوروبيًا مشروطًا بسلسلة من الإصلاحات احترمت حكومة دراجي بدقّة إدخالها حيز التنفيذ لكن تبدو حاليًا معرّضة للخطر.

وتعتبر ميلوني أن، في حال فوزها، "ستنتهي الحفلة بالنسبة لأوروبا" وستبدأ إيطاليا "بالدفاع عن مصالحها الوطنية كما يفعل الآخرون".

ولفتت المجلة إلى أن ميلوني وعلى النقيض من سالفيني وبيرلسكوني، أو لوبان وأوربان، ليست من المعجبين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فمنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، كانت صوتا ثابتا وقويا في دعم أوكرانيا وحلف الناتو.

وحافظت إيطاليا عبر التاريخ على علاقات ودية مع روسيا، لكنها بقيت متضامنة مع حلف الناتو منذ بداية الحرب في أوكرانيا في ظلّ حكومة ماريو دراجي.

ووعد ائتلاف اليمين واليمن المتطرّف أن يفي بالتزاماته الأوروبية، وتراجعت ميلوني بشكل رسمي عن مشروعها بإخراج ايطاليا من منطقة اليورو، لكن تبقى المخاوف قائمة خصوصًا مع إعادة تأكيد دعمها للنظام المجري بقيادة القومي المتطرّف فيكتور أوربان.