الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل ساعات من انطلاق الانتخابات .. روسيا تشعل الجدل في إيطاليا .. وأوروبا تهدد بسيناريو المجر حال فوز "اليمين"

روسيا وأوروبا تشعلان
روسيا وأوروبا تشعلان الجدل في إيطاليا قبل انطلاق الانتخابات

مع بدء الصمت الانتخابي لأقصر حملة انتخابية في تاريخ إيطاليا، أطلق عميد قادة حزب "فورتسا إيطاليا" سيلفيو برلسكوني تصريحات حول روسيا أثارت حالة من القلق لدى الحلفاء الغربيين، تزامنا مع تصريحات أوروبية مثيرة للجدل حول النتائج المتوقعة للانتخابات.

وقال  رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دُفع إلى الحرب في أوكرانيا لتنصيب حكومة جديدة في كييف".

كانت نية بوتين، على حد تعبير "الفارس" كما يُطلق على بيرلسكوني، هي "استبدال حكومة زيلينسكي بحكومة من الناس المحترمين" في أوكرانيا، حسب وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء.

روسيا على الخط

دافع السياسي الإيطالي عن الروس قائلا "مرة أخرى.. وقع الرئيس الروسي في موقف صعب ودراماتيكي حقا" ودفع "حزبه، وزرائه، لابتكار هذه العملية الخاصة، حيث كان من المفترض أن تصل القوات الروسية إلى كييف من أجلها في غضون أسبوع"، لكن تلك الكلمات، بغض النظر عن الحملة الانتخابية، لم تمر مرور الكرام.

وذكر بيرلسكوني أن كلماته اجتزأت من سياقها، مضيفا "كان يكفي رؤية المقابلة بأكملها، وليس مجرد جملة مبسطة للغاية، لفهم أفكاري، التي كانت معروفة لبعض الوقت.. إن العدوان على أوكرانيا غير مبرر وغير مقبول، وموقف فورتسا إيطاليا واضح: سنكون دائمًا مع الاتحاد الأوروبي ومع حلف شمال الأطلسي الناتو".

وعلى الرغم من محاولة بيرلسكوني توضيح تصريحاته، كان أول من هاجم تعليقاته قادة الحزب الديمقراطي إنريكو ليتا والقطب الثالث كارلو كاليندا.

وفي هذا السياق، قال ليتا "إنها جملة فاضحة وخطيرة، لقد قال شيئا يؤمن به"، وبموجبها يتضح أن "هذا هو مفهوم "محترم" لدى برلسكوني"، بينما قال كاليندا "هل هؤلاء شعبك الكريم؟ برلسكوني.. عار عليك. و آسف.. غير المعتدلين والمؤيدين لأوروبا.. مع بوتين وجلاديه".

إلى ذلك، قال ماتيو رينزي "أعتقد أن برلسكوني ليس الشخص الأنسب للحديث معه عن بوتين"، فيما حاول أنطونيو تاجاني المنسق الوطني لـ"فورتسا إيطاليا"، تدارك الموقف، قائلا "موقفنا واضح جدا ولا امكانية للحوار مع الاتحاد الروسي".

على الجانب الآخر، لم يتطرق ماتيو سالفيني زعيم "ليجا" (الرابطة) إلى الأمر، لكنه أكد أنه في حالة انتصار يمين الوسط "سنفعل كل شيء لوقف الحرب.. لا تدعوني أفسر كلمات برلسكوني ولكن بالتأكيد، قبل الحكم على بوتين كان إيجابياً من قبل الجميع، لكن الآن لا توجد مبررات لمن يغزون".

فون دير لاين تشعل أزمة

جاءت كلمات زعيم "ليجا" أقل "ليناً"، بدلاً من ذلك الجدل الكبير الآخر الذي تفجر في هذه الساعات، حيث التأييد المستتر إلى حد ما، الذي يأتي من عبر الحدود وخاصة من الاتحاد الأوروبي.

وبعد الجدل الدائر حول رحلة ليتا إلى برلين، تسلطت الأضواء على رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي قالت "سنرى نتيجة التصويت في إيطاليا، كما كانت هناك انتخابات في السويد.. إذا سارت الأمور في اتجاه صعب، فلدينا أدوات، كما في حالة بولندا والمجر"، وهي التصريحات التي اعتبر سالفيني أنها "مثيرة للاشمئزاز".

ورداً على تصريحات فون ديرلاين، قال سالفيني إن "نبرة التهديد غير مقبولة.. لا تستطيع التأثير والابتزاز"، بينما قال ليتا "لا يوجد ابتزاز لأن تصويت الأحد سيكون حراً.. سيختار الإيطاليون من سيذهب إلى الحكومة ومن سيذهب إلى المعارضة.. البلد حر تماما".

واعتبر سالفيني أنه "إذا فكر أحد في بروكسل بقطع الأموال المخصصة لإيطاليا.. لفوز ليجا (الرابطة) في الانتخابات.. فهناك حاجة لإعادة التفكير في أوروبا هذه".

كما دعا سالفيني رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى "الاستقالة أو الاعتذار" بعد تلك التصريحات.

في حين عبر تاجاني عن استياء "فورتسا إيطاليا"، مؤكدا أنه "لا يمكن أن يكون هناك شكوك حول أي شخص في جدية حكومة يمين الوسط في المستقبل"، الأمر الذي دعمه منافسه رينزي، قائلا "أقول للرئيس فون دير لاين.. يجب ألا تدخل في الشؤون الإيطالية على الإطلاق".

في المقابل، نفت المفوضية الأوروبية تدخل رئيستها أورسولا فون دير لاين في الانتخابات البرلمانية، وقال  كبير المتحدثين في المفوضية الأوروبية إيريك مامير إن "فون دير لاين لم تتدخل في الانتخابات الإيطالية عندما تحدثت عن أدوات وإجراءات في بلدان أخرى"، في إشارة إلى تعليق أوروبا ضخ أموال من صندوق التعافي الأوروبي لحكومة المجر، بسبب مخاوف متعلقة بالفساد، وللحكومة البولندية لدفعها على إجراء إصلاحات من أجل استقلالية نظامها القضائي.

وأشار المتحدث إلى أن "فون دير لاين كانت في حديثها تسلط الضوء على دور المفوضية كحارس للمعاهدات الأوروبية.. ولا سيما في مجال احترام سيادة القانون".

يأتي ذلك في وقت تشير الاستطلاعات إلى تقدم الائتلاف اليميني، وزعيمة حزب "راتيلي ديتاليا" - إخوة إيطاليا - ذو الجذور الفاشية، وجورجيا ميلوني، في النتائج.

وحال فوزها، ستصبح ميلوني أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ البلاد، حيث تعمل السياسية المعجبة بالدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني، على حشد الدعم قبيل الانتخابات المقرر لها يوم 25 سبتمبر الجاري.

ويضم الائتلاف اليميني حزب "إخوة إيطاليا" وحزب "الرابطة" المناهض للهجرة بزعامة سالفيني، وحزب "فورتسا إيطاليا" بزعامة سيلفيو برلوسكوني.