الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زمن الفنانين

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

لم يكن عاديا أن نترك حادثا تناقلته وسائل الإعلام كافة وأفردت له وسائل التواصل الاجتماعى وقتا طويلا بل أوقاتا متواصلة  ؛وهو وفاة الفنان هشام سليم  ؛ فالكل اتفق على انسانيته ورقيه وأخلاقه ؛ وأنا على  المستوى الشخصي تعاملت معه فى بداياتى الإعلامية وأكاد اجزم بمصداقية كل ماقيل عنه وأضيف عليه أنه كان حزينا دوما مهما حاول أن يثبت عكس ذلك. 

 حكى يوما عن واقعتين غيرتا مجرى حياته ؛ أولاهما من أبيه مايسترو النادى الاهلى صالح سليم فقال ؛ عندما كان عمرى يقارب العاشرة وكنت فى النادى وهم أحد العاملين بلومى على شىء اعترف بخطأه ؛ فقلت له مكابرا معاندا : أنت مش عارف أنا مين ومين اهلى أنا ابن صالح باشا سليم . 

مضى يومى ولم أتذكر حتى الواقعة ولا ماذا فعل العامل فقد اكتفيت بالانتصار والتعالي أمام كل من فى النادى وأصدقائي ؛ وفى الليل وجدت ابى ينادى علىّ وفى عيونه غضب وبيده حزام ؛ وساعتها أدركت ان الواقعة لم تمر مرور الكرام وعلمنى يومها درسا كان نبراسا فى حياتى فقد قال لى حينها : أنا صالح سليم عملت أسمى ووضعى ومكانتي ، أنت عملت ايه عشان تاخد اللى عملته أنا من غير وجه حق ... تعلمت حينها ان من واجبى على نفسى ان افتخر بها وازداد افتخارا برصيد اهلى وليس العكس. الموقف الثاني وكان مؤلما على نفسى لانه حولنى من صاحب بيت للاجىء ؛ فقد كان ابى رحمه الله واضعا لقوانين صارمة فى العودة الى المنزل مسنا موعدا ينبغى ان نعود فيه الى بيتنا مهما حدث ؛ وأنا يطلعو كنت أميل الى التمرد وأهوى معرفة ردة الفعل مهما كانت عواقبها وعدت متأخرا وإذا به واقفا امام البيت كالأسد الجارح ويشير لى بإصبعه ان اعود من حيث أتيت ولا مكان لك فى البيت اليوم حتى تتعلم احترام المكان واهله وقوانينه ؛ توسلات أمى لم تنفع ونظرات اخى لم تشفع ؛ وهمت على وجهى من منطقة عرابى الى المقطم حيث طرقت باب سناء جميل وزوجها لويس عوض فى الفجر وخرجا خائفان مذعورين. 

وعندما قصصت عليهما الموقف ضحكا وعادا بى إلى أبى الذى سامحني وداعبهما قائلا : ماتتبنوه وتريحونى من عنده وصلابة رأيه.. تعلمت من هذا الدرس ان لا أقدم على خطوة الا وعندى بدائلها ويبدو خيوط حلها حتى لا أهيم على وجهى طامعا فيمن يمد لى يد المساعدة ..برحيل هشام يتأكد لنا ان الفن بالفعل قيمة يبقى فى ذاكرتها الأوفياء والمخلصين على عكس ماتناقلته لنا وسائل الاعلام والاتصال من فيديوهات واخبار عن فنان يتحدى ماقيل عنه بأنه فير مرغوب فيه وانقسام الآراء حول ماهية التصريحات وأهدافها  ؛ وأيضا تصريحات مماثلة عن فنان آثر العيش فى الظل منتظرا لقاء ربه وإعلامي شهير يتحدث عن ان الجنة مصير اى فنان يسعد البشرية . الساحة الحالية اصبح الفن والفنانين محورها ومركز اهتمامها لدرجة انك تستطيع ان تصف هذه المرحلة بأنها زمن الفنانين ...رحم الله هشام سليم وزمن الفن الجميل والفنانين .