كشفت "يسرائيل هيوم" العبرية أنه في الأيام الأخيرة، تم إحراز تقدم مع عُمان في المحادثات حول فتح المجال الجوي للسلطنة أمام الرحلات الجوية من وإلى “إسرائيل”، بما في ذلك “شركات الطيران الإسرائيلية”.
وكانت المملكة العربية السعودية سمحت ل “الرحلات الجوية الإسرائيلية” بالمرور عبر أراضيها كجزء من صفقة أعلن عنها خلال زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة، لكن هذا التصريح بات لا جدوى منه عملياً طالما أن عُمان ترفض فتح مجالها الجوي.
وكان الافتراض العملي في “إسرائيل” هو أن الحصول على التصريح من عُمان هو مسألة رسمية حيث تسود العلاقات الجيدة بين الدول على مر السنين. فعلى الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين “تل أبيب” ومسقط، فقد قام رؤساء الوزراء رابين وبيريز ونتنياهو بزيارة عمان بشكل علني.
ومع ذلك، أصبح من الواضح على عكس التقديرات، أن عمان ترفض منح الموافقة التي طال انتظارها، مما يمنع تقصير مسارات الرحلات من “إسرائيل” إلى مجموعة متنوعة من الوجهات في الشرق الأقصى وخفض ثمن تذاكر الطيران اليها.
ونشرت الصحيفة العبرية قبل نحو شهر ونصف أن السبب في ذلك هو الضغط الإيراني على السلطات العمانية والذي قد يكون مصحوباً بتهديدات صريحة.
لكن الأيام الأخيرة، شهدت نشر تقارير على شبكات التواصل الاجتماعي باللغة العربية حول تقدم كبير في الاتصالات بين الدول.
وبحسب التقارير التي لم يتم التحقق منها من مصدر آخر، حددت عمان الشروط التالية ل “الرحلات الجوية الإسرائيلية”:
-ستكون سلطات السلطنة قادرة على تفتيش “الطائرات الإسرائيلية” التي تضطر إلى الهبوط في مطار عمان.
-سيكون التصريح للرحلات التجارية والمدنية فقط؛ للسلطنة الحق الكامل في تجميد التصريح بما يتناسب مع مصالحها.
-ولن تهبط “الطائرات الإسرائيلية” في مطار في عمان إلا في حالات الطوارئ.
وعلمت “إسرائيل اليوم” أن المباحثات مع العمانيين حول الموضوع جرت على ما يبدو خلال اجتماع الأمم المتحدة الذي انعقد الأسبوع الماضي في نيويورك، ولم يتضح ما إذا كانت هناك محادثات مباشرة مع العمانيين، أو ما إذا كانت المحادثات قد جرت من خلال وساطة الإمارات العربية المتحدة وربما حتى السعودية التي لها تأثير كبير على عمان.
وفقًا للدكتور “يويل غوزانسكي”، زميل أبحاث كبير في معهد دراسات الأمن القومي ومسؤول سابق عن ملف إيران والخليج العربي في وزارة التجارة والصناعة، تحاول “إسرائيل” ممارسة الضغط على عُمان التي لها علاقات مباشرة معها من خلال جيرانها في الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة.
ولا يمكن استبعاد أي احتمال، بما في ذلك أن السعوديين كانوا يعرفون مسبقًا أن عمان ستتردد في فتح مجالها الجوي، وكان من الملائم لهم إعطاء موافقة رسمية وإلقاء الكرة في حضن عمان. السعوديون لديهم نفوذ على عمان، وتحسنت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة وإذا أرادوا ذلك فسيضغطون عليها.
وحسب “تقديرات إسرائيلية” فإن هناك شيئين على الأقل قد أخرا حتى الآن فتح سماء السلطنة أمام “الرحلات الجوية الإسرائيلية”: تهديدات إيران لعمان وجيرانها بعدم تعزيز العلاقات مع “إسرائيل”، وربما أيضًا رغبة عمانية في المطالبة بنوع من المقابل من “إسرائيل” أو الولايات المتحدة سواء في الموضوع الفلسطيني أو في مجالات أخرى.