الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمس.. قاهر الهكسوس

هند عصام
هند عصام

أحمس أعلم جيداً أنَ انتظارك قد طال وإنى قد تمهلت كثيراً على الخوض فى سيرتك و أعلم إنى قد تحدثت عن جميع أفراد السلالة إلا أنت البطل الحقيقى للحكاية وذلك ليس تقليل من شانك أو لعدم أهميتك بلى ولكن تأنيت على أمل أن تأتى لي فى منامى مثلما فعل الملك رمسيس الثانى ويصبح الأمر أكثر شغفاً لى وأكثر تشويقاً  للقارئ. 

 

كما أنني كنت أخشى من مسؤولية الخوض فى سيرتك لأنك الأفضل و الأهم فكيف لا أتحدث عنك وأنت المنتصر القاهر البطل الحقيقى سليل عائلة الشجعان فخر عائلة الابطال أخر بطل من سلالة الأسرة السابعة عشر ومؤسس الأسرة الثامنة عشر. 

 

ولد أحمس عام 1560 قبل الميلاد ، فماذا ننتظر من ملك جدته الملكة تيتى شرى سيدة الأرضين  ووالدة الملك الشهيد سقنن رع  وأخيه كامس الشجاع فضلاً عن والدته ملكة المعارك إياح حتب التى وجهت له رسالة تحمل فى طياتها معانى كثيرة  فمن الممكن أن تراها تهديد وضغط على أحمس ومن الممكن أن تراها نصيحة فأيا كانت تحمل من معانى لا يهم سوى نتيجة الرسالة ألا وهو النصر وتحمل الرسالة كلمات وهى   : " لن أسمع منك كلمة أمى، ولن تسمع منى كلمة ابنى حتى نحرر كيمت أرضنا المقدسة " هكذا قالت ملكة المعارك سيدة الحروب حاملة المهام الشاقة الملكة " إياح حتب "  لنجلها الملك أحمس من أجل تحرير الأرض المصرية من ايادى الهكسوس وكانت هى تلك الكلمات التى أشعلت الحماس فى قلب الملك أحمس وبالفعل أخذ الأبن البار بنصيحة والدته إياح حتب وجدته تيتى شرى بعد إستشهاد والدة الملك سقنن رع وأخيه كامس الذى استشهد أمام عينة سانداً رأسه على كتيفيه ممسكاً بيديه وأخر ما أوصى به قبل ان تنفد أنفاسه الأخيرة قال لأحمس أن يخبر الجدة تيتى شرى أنه لحق أباه ومات ميتة سقنن رع وأوصى أحمس على مواصلة الكفاح وأخذ الثأر.

 

وواصل أحمس الكفاح بمساندة والدته سيدة المعارك إياح حتب ونصائح جدته تيتى شرى ، حيث جرى احمس بجيوشه و كان عمره فى ذلك الوقت حوالي 19 عاماً واستخدم أحمس  بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية  ، وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبة  ، وذهب هو وجيوشه إلى أواريس عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين ،  وفتت شملهم حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ . كانت هذه المعركة فى عام 1580 قبل الميلاد و قضى على الهكسوس وأصبح هو البطل الحقيقى قاهر الهكسوس ، و انهي نهائياً خلال فترة حكمه على غزو الهكسوس وطردهم طرد مهين من منطقة الدلتا بأكملها واستعادت طيبة سيادتها على جميع أنحاء مصر . و اعاد تنظيم إدارة البلاد وفتحت المحاجر والمناجم كما فتح أيضا طرق  جديدة للتجارة، وبدأت مشاريع البناء الضخمة من النوع الذي لم يحدث منذ ذلك الوقت من عصر الدولة الوسطى. وضع عهد أحمس الأسس لعصر الدولة الحديثة . 

 

وكتب المؤرج مانيتون لاحقًا خلال عهد البطالمة معتبرًا طرد الهكسوس النهائي بعد ما يقرب من القرن لتواجدهم واستعادة الحكم المصري على كامل أنحاء البلاد كان حدثًا كبيرًا بما يكفي لتبرير بداية أسرة جديدة.

 

ووفقاً لتقاليد الملكات فى مصر أن يتزوج الأخ والأخت حفظاً على الدم الملكى أتبع أحمس تقاليد والده وتزوج العديد من أخواته، وجعل أخته الملكة أحمس نفرتاري زوجته الرئيسية و أنجبا منها العديد من الأبناء بمن فيهم من الإناث  أحمس ميرت أمون وأحمس سيت أمونومن فضلاً عن الذكور سي أمون وأمنحتب الأول و أحمس عنخ ورع موس ويقال أنه قد يكونوا  أبًا لموتون أيضاً التى  تزوجت من تحتمس الأول كما قيل على ما يبدو أن أحمس عنخ كان ولي عهد الملك أحمس الأول، لكن مع الأسف شاء القدر و توفي ما بين العام 17 و22 من حكم أحمس. و تبع الملك أحمس الأول في الحكم الأبن الأكبر المتبقي على قيد الحياة أمنحتب الأول و لم يكن هناك خط فاصل واضح بين الأسرة السابعة عشر و الأسرة الثامنة عشر. 

 

ولقب الملك أحمس بالعديد من الألقاب مثل لقب الشديد البأس الذى يمنح الحياة ملك الملوك على كل الأرض واحداً فى السماء والثاني على الأرض و رب الانشراح ومانح النفس في أنوف السيدات و ابن آمون رع من جسده ومحبوبه ووارثه، ومن أعطى له عرشه، الإله الطيب حقيقة، وهو قوي الساعد والذي لا يشوبه أحد. وإنه أميرًا يشبه الإله رع، وتوءم ولدي جب أي إله الأرض، ووارثه الذي يتمتع بالسرور. وصوره لرع الذي فطره، والمنتقم الذي جعله على الأرض والذي يضيء دهورًا. وبعد انتهاء احمس من حروبه لطرد الأعداء وتأمينه لحدود مصر وجه اهتمامه إلى الشئون الداخلية . 

 

كان الملك أحمس عادلاً  يكره الاستعباد فأصلح نظام الضرائب وأصلح القنوات المائية ونظام الرى.


كما قام بإعادة بناء المعابد التي تحطمت واتخذ من طيبة عاصمة له، وكان  أمون هو المعبود الرسمي في عصره. وفى  عام 1571 اتجه للإصلاح الداخلي مما جعل المؤرخون يعدونه مؤسس الدولة الحديثة .  كما أمر الملك أحمس الأول بعمل لوحة تذكارية لجدته الملكة تتي شرى من الحجر الجيري في أبيدوس لتخليد ذكراها اكتشفت عام 1902م، بارتفاع 225 سم، وعرض 106.5سم، ووجد مدونا عليه حديث دار بين أحمس الأول وزوجته أحمس-نفرتاري يتحدث فيه عما صنعه لأجداده وخاصة جدته وأمه جاء فيه مخاطبا زوجته (حقا لقد مر بخاطري أم والدتي، والدة أبي الزوجة الملكية العظيمة، والأم الملكية تيتي – شيري المرحومة) ، و أمر راعيته أن يقدموا له الاحترام كما دعا القوم أن يقوموا بتبجيل والدته الملكة إياح حتب قائلاً قوموا بتقديم المديح لسيدة البلاد، وسيدة جزر بحر إيجة، فاسمها رفيع الشأن في كافة البلاد الأجنبية، واستمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا 35 عاما.

 

يعتقد أن لأحمس مقبرتان أحدهما في أبيدوس وتتكون من معبد منحدر ومقبرة جنائزية وبقايا هرم اكتشفت عام 1899 ، وعُرف أنه هرمه عام 1902 ومعبد للهرم والأخرى في طيبة وقد تعرضت للنهب بواسطة اللصوص. وقد اكتشفت مومياؤه عام 1881 في خبيئة الدير البحرى مع مومياوات بعض من ملوك الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والواحد والعشرون، وتم التعرف على مومياؤه في 9 يونيه عام 1886 بواسطة جاستون ماسبيرو وكان طول المومياء1.63 سم ولها وجه صغير نسبيا بالقياس مع حجم للصدر.