الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأوضاع صعبة ومقلقة.. لماذا طالبت الخارجية المصريين بالاستعداد لمغادرة أوكرانيا؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

خلال الـ 48 ساعة الماضية، شهدت عمليات القتال على الأرض بين روسيا وأوكرانيا تطورا كبيرا تمثل في ضرب روسيا لأهداف بعيدة المدى، خاصة داخل العاصمة الأوكرانية كييف، وهو الأمر الذي أثار مخاوف العالم كله وعلى رأسه مصر، التي حذرت  مواطنيها من عدم السفر إلى أوكرانيا.

عودة المصريين المُقيمين في أوكرانيا

وفي هذا الصدد، طالبت وزارة الخارجية مواطني البلاد بعدم السفر إلى أوكرانيا في الوقت الراهن، في ضوء التطورات السياسية والأمنية المتسارعة هناك، داعية رعاياها في كييف إلى الاستعداد للعودة إلى القاهرة.

وقالت الوزارة، في بيان، أمس الثلاثاء، إنه "في إطار الحرص على ضمان أمن وسلامة المواطنين المصريين المُقيمين في أوكرانيا، فقد صدرت توجيهات إلى السفارة المصرية في أوكرانيا بضرورة التواصل مع جميع أبناء الجالية المصرية، وحثهم على اتخاذ أقصى درجات الحذر والحيطة، والإقلال من التحركات غير الضرورية، وعدم التواجد في مناطق الخطر أو بالقرب منها".

وأهابت وزارة الخارجية بأبناء الجالية المصرية في أوكرانيا "اتخاذ جميع التدابير اللازمة، وتوفير الاحتياجات الضرورية تحسباً لتدهور الأوضاع"، كما أوصت المصريين المُقيمين في المدن الأوكرانية بـ"الاستعداد للعودة إلى أرض الوطن قريباً، حفاظاً على سلامتهم وأمنهم".

وفي هذا الصدد، قال  السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن تطورات الأوضاع بأوكرانيا نتيجة الحرب وعمليات التصعيد من الجانبين، تمثل خطرا كبير على المدنيين وليس العسكريين فقط، ولم تعد الأهداف مقتصرة على الأهداف العسكرية فقط.

الجانب الروسي لوح بالتهديد النووي

وأضاف حليمة، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه لا شك أنه يجب الحذر من خطورة الموقف، بسبب هذا التصعيد الذي يوجد بأوكرانيا، خاصة أن الجانب الروسي لوح بالتهديد النووي، وهذا يعد نوعا من أنواع الخطر التي يتم تطبيقه على أرض الواقع.

وأشار إلى أن الدولة المصرية تحاول أن تحمي شعبها من أي خطر يمكن أن يحافظ به، فلذلك تمنعها من السفر إلى أوكرانيا في هذه الظروف العصيبة.

من جانبه، قال الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، نبيل نجم الدين، إن الأزمة الروسية الأوكرانية يمكن وصفها بالحرب الأكبر في الساحة الأوروبية منذ نهاية ‏الحرب العالمية الثانية من حيث كمية النيران وكمية المباني التي ‏هدمت وكمية الخسائر في الأرواح وحجم التداعيات المحلية عبر ‏المستوى الروسي والأوكراني، وعلى المستوى الإقليمي الأوروبي ‏والبعد الدولي‎.

وأضاف نجم الدين، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن موقف روسيا اليوم لم يكن ‏كما كان قبل الحرب، والدليل على ذلك التغيرات المستمرة في قيادة ‏القوات المسلحة الروسية، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ‏وضع نفسه بهذه الحرب وهذا الاجتياح المسلح لأوكرانيا وضع نفسه ‏في اختبار سياسي كبير، فإما أن ينتصر في هذه المغامرة العسكرية او يخسر، وحيث إنه لا ‏يرى سوى الانتصار من حيث أنه يحلم بروسيا جديدة، فإن هذه الحرب ‏مرشحة للامتداد.

500 مليار دولار لـ إعادة أوكرانيا 

وعن عدم سفر المصريين لأوكرانيا، أشار نجم الدين إلى أن هناك 3 ‏تداعيات خلفتها الحرب الروسية، وأولها التداعيات المحلية، وهي ‏اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا والدمار الشامل الذي أحدثه في ذلك ‏البلد، حيث يحتاج ما لا يقل عن 500 مليار دولار، لإعادة أوكرانيا إلى ‏ما كانت عليه قبل 195 يوما، ‏فقد خلفت هذه الحرب خرابا شاملا للمنشآت والطرق والموانئ والمدن ‏والمزارع الأوكرانية، لذلك يكون الآمن للمصريين عدم السفر لأوكرانيا في تلك الظروف العصيبة.

من ناحية أخرى، كان آخر التطورات التي حدثت بالأزمة منذ أيام، انفجار السبت الماضي، حيث شهد جسر كيرتس الذي يربط شبه جزيرة القرم بالاتحاد الروسي انفجارا قويا.

وتسبب الانفجار في حدوث أضرار كبيرة، وظهر في الصور والڤيديوهات حدوث انهيار أجزاء من أطول جسر في أوروبا.

وكان مستشار الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ألمح إلى أن أوكرانيا لا بد أن تستعيد جميع أراضيها التي صادرتها روسيا، وأنه لا بد من رحيل الروس عن أوكرانيا، وهذا في ظل ما تشهده ساحة المعركة من تقدم كبير للقوات الأوكرانية.

استمرار الأزمات جراء الحرب الروسية

من أهم القرارات اللي حدثت منذ فترة في الشأن الروسي، وهو أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أصدر قرارا بتعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين قائدا للقوات الروسية في منطقة العمليات العسكرية الخاصة.

جدير بالذكر أن هناك استمرارا لتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية جراء الحرب الروسية التي من المتوقع أن تستمر لسنوات نتيجة تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وروسيا وحلفائها من جهة أخرى.

تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية أصبحت سريعة وعواقبها الإنسانية مدمرة، خاصة أن روسيا تحقق نجاحات عسكرية كبيرة في أوكرانيا، وآخرها السيطرة على لوجانسيك، حيث إن أغلب دول العالم تأثرت اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بهذه الحرب التي ألقت بظلالها في وقت قياسي، مقارنة بغيرها من الحروب.

ومنطقة الشرق الأوسط ودول شمال شرق أفريقيا كانت من أكبر المناطق التي تضررت اقتصاديا بعد دول الاتحاد الأوروبي، بحكم قربها من مناطق الصراع، وأنها من أكبر الشركاء التجاريين للدول الفاعلة في الأزمة الأوكرانية.