الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعمًا للاقتصادات الناشئة

حرب بين الروبل الروسي والدولار.. ماذا يعني استخدام العملات الوطنية بين الدول؟

العملات الوطنية مقابل
العملات الوطنية مقابل الدولار

تعمل روسيا على تقوية عملتها "الروبل"مقابل الدولار خاصة بعد الحرب الشرسة الأخيرة التي شنتها الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بفرض العقوبات على الاقتصاد الروسي وتقويض عمليات الاستيراد والتصدير لضمان إنهاير الاقتصاد الروسي، الأمر الذي لم يأتي بفائدته حتي الآن بل نري إنطلاقا للعملة الروسية صعودا.

استخدام العملات الوطنية

وبذلك دارت حرب أخرى غير مرئية بين الروبل الروسي والدولار الأمريكي، في إطار هذه الحرب، دعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام العملات المحلية للتعامل بين الدول لضرب الدولار الأمريكي وتقليل قيمته، حيث قال بوتين: "بإن التحول إلى العملات الوطنية في العلاقة بين أعضاء الرابطة يعزز السيادة ويعمق التكامل"، وجاء ذلك خلال الاجتماع غير الرسمي لرؤساء رابطة الدول المستقلة.

وخلال الاجتماع، أضاف بوتين أن ذلك لا يتعلق بالوضع السياسي الراهن، واشار إلى أن أحداثا مأساوية تحدث في أوكرانيا، وصراعات بين بلدان الرابطة الأخرى، وهو ما يتطلب وضع تدابير لحلها.

ولفت بوتين إلى أنه سيتم التركيز في قمة رابطة الدول المستقلة في كازاخستان على استدامة الاقتصادات، وستتم مناقشة اندماج الدول الأعضاء في السياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات، إضافة إلى القضايا الأمنية". 

كما أيد الرئيس الروسي اقتراح الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكاييف، بإنشاء منظمة دولية تابعة لرابطة الدول المستقلة لتعزيز اللغة الروسية.

الضغط على الدول الناشئة

وجاء تصريح الرئيس الروسي باستخدام العملات المحلية، في الوقت الذي يزداد فيه الدولار قوة وارتفاعا في العالم، وهو ما يزيد الضغوط على البنوك المركزية في الدول الناشئة، حيث إن قوة الدولار ترفع قيمة السلع والخدمات على حائزي العملات الأخرى، وهو ما يدفع الدول للبحث عن بديل، ليأتي المقترح الروسي باستخدام العملات الوطنية مع الدول، ضمن الحلول الاقتصادية للدول الناشئة، حتى وإن كان مؤقتاً.

وقد ارتفع مؤشر الدولار أمام سلة العملات الرئيسية مؤخرا، لأعلى مستوى في أكثر من 20 عاماً، وهو ما يزيد الضغوط على الدول التي تعاني من تراجع اقتصاداتها نتيجة تداعيات كورونا والحرب الروسية ومعدلات التضخم.

ولم تكن تصريحات بوتين جديدة من حيث التنفيذ، حيث إن هناك تبادلات تجارية بين الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وروسيا، من أكبر اقتصادات العالم، بالعملات الوطنية، اليوان الصيني والروبل الروسي، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية التي تدفع بالروبل الروسي مقابل الغاز لتجنب وقف الإمدادات.

كما ذكر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في حديث سابق، أن تركيا ستحول جزءاً من مدفوعات الغاز الروسي إلى الروبل، وتخطط لتمديد استخدام نظام الدفع الروسي "مير" لتعميق العلاقات الاقتصادية.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك: "إننا نتحدث حول التحول إلى العملات الوطنية، بشكل تدريجي، وفي المرحلة الأولى، سيتم دفع جزء من التوريدات بالروبل الروسي".

الجدير بالذكر، أنه قد أعلنت روسيا في وقت سابق، دفع ثمن الغاز الروسي الذاهب إلى أوروبا عبر خطوط غاز نوردستريم، بالروبل الروسي، وهو الأمر الذي قبل بالرفض من قبل دول الاتحاد الأوروبي ولكنها أضطرت إلى دفع ثمن الغاز بالروبل حتي يتم إيصال إمدادات الغاز إليها.