يمكن للبروتين المكتشف حديثًا الذي ينتجه الكبد، والذي يساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم، أن يُحدث ثورة في علاج مرض السكر النوع الثاني.
فقد كشف باحثون في كلية الطب جامعة "واشنطن"، فى سياق النتائج المتوصل إليها ونشرت فى العدد الأخير من مجلة " Science Translational Medicine" الطبية، أن حقن هذا البروتين، المسمى SMOC1 ، في الفئران المصابة بداء السكر ساعدها على التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم بسهولة أكبر.
وقال الباحثون إنهم صمموا أيضا شكلًا طويل الأمد من بروتين " SMOC1" والذي ، إذا كان يعمل بنفس الطريقة لدى البشر كما هو الحال في الفئران ، فلن يحتاج إلا إلى الحقن مرة واحدة في الأسبوع ، بدلاً من إعطائه يوميًا كما هو الحال بالنسبة للعديد من أدوية مرض السكر الحالية.
وأشارت النتائج التى أجريت على عدد من فئران التجارب، إلى أن بروتين" SMOC1" أكثر فعالية من عقار " المتفورمين" عقار الخط الأمامى لمرض السكر النوع الثانى، فى تحسين التحكم فى نسبة الجلوكوز فى الدم وحساسية الإنسولين .. كما أنه بدون مخاطر انخفاض نسبة السكر في الدم بشكل خطير المرتبط بالعقاقير الحالية.
وأوضح الباحثون معظمنا لديه أصدقاء أو أفراد من العائلة أو زملاء يعانون من مرض السكر من النوع الثاني .. هذا ليس مفاجئًا، نظرًا لأن المرض يصيب أكثر من 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وما يقرب من مليون شخص في أستراليا وحدها.
يرتبط مرض السكر النوع الثانى إرتباطا وثيقا بالسمنة ، ومع تزايد حالات الإصابة بالسمنة ( أكثر من مليارى شخص فى جميع أنحاء العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ) ، فمن المتوقع أن يصاب 578 مليون بالغ بالسكر بحلول عام 2030 ، و 700 مليون بحلول عام 2045 .. كما يعاني مرضى السكر من العديد من المضاعفات التي يمكن أن تضعف نوعية حياتهم وتقلل من متوسط العمر المتوقع .. من المشاكل الرئيسية للأشخاص المصابين بداء السكر من النوع 2 ، إرتفاع نسبة الجلوكوز في الدم ، والتي إذا تركت دون فحص أو علاج ، يمكن أن تسبب العديد من المشاكل الصحية الخطيرة .. يعتبر مرضى السكر أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 4 مرات للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية .. كما يعد مرضى السكر النوع الثانى الأكثر عرضة للفشل الكلوى بمعدل ثلاث مرات ، وحالات البتر تعد الأكثر شيوعا بين هؤلاء المرضى.. كذلك ، يعتب مرض السكر السبب الرئيسى للعمى الذين يمكن الوقاة منه فى أستراليا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الباحثون ، فى سياق دراستهم ، أن خفض مستويات الجلوكوز فى الدم قبل ظهور أى آثار جانبية يمكن أن يقلل خطورة هذا المرض القاتل الصامت والمُستهان به، مشددين على أن أدوية السكر المعالجة الحالية ليست جيدة بما فيه الكفاية .. إلا نه مع إتباع نظام غذائى صحى وممارسة الرياضة تعد الخطوط الأولى لعلاج مرضى السكر.
و يرى الباحثون أن بروتين " SMOC1" ، المكتشف حديثا والمفرز من قبل الكبد بشكل طبيعى فى الدم عند إرتفاع مستويات الجلوكوز ، يمكن أن توفر طريقة جديدة للتحكم فى نسبة الجلوكوز فى الدم .. كما وجد أن هذا البروتين الهام قد تم إفرازه بمعدلات عالية من خلايا أكباد عدد من فئران التجارب عند تراكم الدهون الزائدة بين خلايا الكبد ... كما وجد أن مستويات هذا البرويتن فى الدم تنخفض لدى الأشخاص الذين يقاومون الأنسولين ( مرحلة ماقبل الإصابة بمرض السكر) .. وشدد الباحثون، فى ختام دراستهم ، على أنه إستنادًا إلى دراساتنا على الحيوانات والدراسات التي أجريت على خلايا الكبد البشرية ، نتوقع أن يكون بروتين" SMOC1 " فعالًا في الأشخاص المصابين بداء السكر من النوع الثانى ، سواء أكانوا متقدمين أم تم تشخيصهم حديثًا .. يمكن أن يجعل بروتين " SMOC1 " الأدوية اليومية شيئًا من الماضي ، مما يعزز نوعية حياة المريض .. و نظرًا لانتشار مرض السكر من النوع الثانى ، فإن هذا من شأنه أن يساعد في تقليل عبء المرض على الصحة العامة ، حيث من المحتمل أن يحتاج المرضى إلى زيارات أقل للمستشفى وإقامات أقصر في المستشفى.
باحثون يتوصلون لبروتين جديد يتم حقنه أسبوعيا لعلاج مرض السكر النوع الثاني
