أزمات.. هل يتمكن رئيس وزراء بريطانيا الجديد من إصلاح الاقتصاد وتوحيد المحافظين؟

فاز وزير الخزانة السابق ريشي سوناك بسباق قيادة حزب المحافظين، ولكن هل سيكون أكثر حظا من سلفيه من حزب المحافظين، ليز تراس وبوريس جونسون؟

وقال أليستير جونز، أستاذ مشارك في السياسة في جامعة دي مونتفورت في بريطانيا: “ريشي سوناك هو إلى حد بعيد المرشح الأكثر شعبية بين نواب حزب المحافظين، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار، فقد كان أيضا الأكثر شعبية إلى حد بعيد عندما كان يقاتل من أجل القيادة عندما فازت ليز تراس. لذلك، بين النواب المحافظين، يحظى سوناك بشعبية كبيرة جدا وهناك اعتقاد بينهم بأنه أفضل مرشح لقيادة حزب المحافظين على المدى القصير”.

وأضاف: “الآن ، لماذا هذا؟ حسنا، أعتقد أن الأمر يتعلق بزوج الأيدي الآمن الذي كان عليه خلال الوباء عندما كان وزيرا للخزانة، حيث أدخل سياسة الإجازات، على سبيل المثال، والتي مكنت العمال من الحصول على أجر على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من العمل. وهذا منع الناس من فقدان وظائفهم، وأوقف الكثير من الشركات من الإغلاق”.

ووفقا للبروفيسور، يتوقع العديد من النواب البريطانيين أن يطبق سوناك نهجه العاقل والعملي على مجموعة من السياسات الأخرى أيضا. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة الآن، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بما في ذلك تكاليف مساكن الشاغلين المالكين، وهي مقاييس شائعة لقياس التضخم، بنسبة 8.8٪ في الأشهر ال 12 حتى سبتمبر 2022، ليعود إلى أعلى مستوى له في يوليو مؤخرا.

أما بالنسبة للجنيه الإسترليني، فلا يزال منخفضا بنحو 16٪ مقابل الدولار الأمريكي هذا العام.

على الرغم من ارتفاع السندات البريطانية بسبب أنباء فوز سوناك، إلا أن الاستراتيجيين في مورجان ستانلي “ما زالوا ينظرون إلى المملكة المتحدة على أنها ضعيفة الأداء الهيكلي في مجموعة ال 10 نظرا لضعف النمو”.

ارتفاع أسعار الطاقة والفائدة.. اقتصاد بريطانيا يدخل حالة ركود

توقعي تحقق.. ديفيد كاميرون يعلق على فوز سوناك برئاسة وزراء بريطانيا

وكتب الاستراتيجيون في مذكرة للعملاء: الخطة المالية المخففة هي الآن عائق أمام النمو، ولا يزال صافي موقف الاستثمار الدولي الضعيف في المملكة المتحدة يتركها تعتمد على التدفقات الأجنبية.

وأضافوا: “الآن هناك عدد من المشاكل الكبيرة في المملكة المتحدة في الوقت الحالي ، والتي يمكن القول إن أزمة الطاقة وأزمة تكلفة المعيشة هما الأكثر أهمية. ما سيتعين على سوناك القيام به هو إظهار الاستقرار للأسواق المالية”.

كما افترض أن سوناك من المرجح أن يحتفظ بجيريمي هانت كوزير للخزانة وأن بن والاس سيبقى وزيرا للدفاع. وفي الوقت نفسه، يعتقد جونز أنه مع تأخر حزب المحافظين حتى الآن في استطلاعات الرأي، فمن المهم بالنسبة لسوناك أن يضم جميع أجنحة الحزب في حكومته، وبالتالي عدم تكرار خطأ بوريس جونسون وليز تراس. 

وقال جونز: “اعتاد أسلاف سوناك على تعبئة حكوماتهم مع حلفائهم المقربين، مما أثار انقسامات داخل الحزب.لذلك، سيحاول سوناك إظهار درجة من الاستقرار التي كانت تفتقر إليها في نظام تراس، الذي كان يفتقر أيضا تحت قيادة جونسون، وأن يثبت للعالم أن المملكة المتحدة هي في الواقع دولة قابلة للحكم وهي دولة معقولة”.

لكن في الوقت نفسه، يقال إن الكثيرين ينظرون إلى رئيس الوزراء القادم على أنه رجل كانت حياته المهنية حتى الآن مليئة بالتناقضات.

وفي الوقت نفسه، قال سوناك مخاطبا المحافظين خلف الأبواب المغلقة اليوم الإثنين،، إن الحزب بحاجة إلى التوحيد، وقال للنواب إنه “يتحد أو يموت”.

كما حذر زملاءه في الحزب من أن التهديد الذي يواجه المحافظين هو تهديد وجودي. وشدد سوناك كذلك على أهمية الانضباط المالي ورفض فكرة إجراء انتخابات مبكرة.