الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انهيار عنيف للدولار عالميا.. وارتفاع جنوني لـ الذهب

سقوط عنيف للدولار
سقوط عنيف للدولار العالمي وارتفاع جنوني لـ الذهب

سجل الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء انهيارًا عنيفا، قرب الـ 110 نقاط، وسط تنامي التوقعات، بشأن أن تهدأ وتيرة التشديد من جانب الفيدرالي الأمريكي، تزامنا مع ارتفاع أسعار الذهب بقوة خلال تعاملات اليوم.

جاء ذلك، بالتزامن مع تسريبات صحفية، وفقًا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال"، نهاية الأسبوع الماضي، حول تفكير مسؤول "الفيدرالي"، في تهدئة مخاوف الأسواق بشان الزيادة المقبلة.

كما يأتي أيضا، بالتزامن مع تحذيرات بنوك عالمية وخبراء مصرفيون، بشأن موجة التشديد غير المسبوقة من "الفيدرالي" والتي تزج بالاقتصاد الأمريكي والعالمي نحو ركود أكيد، مؤكدين ضرورة توقفه عن هذا التشديد.

وقفزت أسعار  XAU/USD - والعقود الفورية للذهب، دولار أمريكي، خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء، بأكثر من 17 دولارًا، وصولا إلى مستويات 1,671.61 دولارا للأوقية، بزيادة أكثر من 1%.

وتعد المستويات الحالية هى الأعلى للذهب منذ تعاملات يوم 14 أكتوبر، بينما يبلغ فارق التذبذب بين قمة وقاع الأسعار اليوم، أكثر من 22 دولارا.

وفي سوق العقود الآجلة؛ ارتفع الملاذ الآمن بأكثر من 1.2% خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء، وصولا إلى مستويات قرب الـ 1680 دولارًا للاوقية، بمكاسب تخطت الـ 20 دولارا في الأوقية.

هبوط عنيف للدولار

وفي المقابل من ارتفاعات الذهب؛ جاء الهبوط العنيف لمؤشر الدولار الرئيسي، مقابل سلة من العملات، حيث هوى المؤشر الرئيسي قرب أدنى مستوياته منذ 3 أسابيع، وتحديدًا منذ تعاملات 5 أكتوبر.

وانخفض مؤشر الدولار الرئيسي، اليوم الأربعاء، بنسبة 0.8%، نزولا إلى مستويات قرب الـ 110 نقاط، بينما سحل أعلى مستوى عند 111.14 نقطة.

وتزامنًا؛ اتسعت تراجعات العائد على سندات الخزانة الأمريكية، نزولا من قمة 2008 عند مستويات 4.3%، بينما سجل العائد خلال هذه اللحظات على السندات لأجل 10 سنوات، مستويات قرب الـ 4%.

وارتفعت أسعار الذهب في نهاية تعاملات أمس الثلاثاء، مدعومة بضعف الدولار وعوائد السندات الأمريكية، وذلك بعد بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة أثارت الآمال في أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في إبطاء تشديد السياسة النقدية، في وقت لاحق من العام.

وفي ختام جلسة الثلاثاء، ارتفع سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب - تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.2%، ليصل إلى 1658.40 دولار للأوقية، وزاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنحو 0.3%، ليصل إلى 1654.34 دولار للأوقية.

وكانت أسعار الذهب قد أنهت تعاملاتها، أمس الأول، الإثنين، على تراجع لأول مرة في 3 جلسات متتالية، مع ارتفاع الدولار والأسهم الأمريكية.

وقال الشريك الإداري في “إس بي آي أسيت مانيجمنت” ستيفن إينيس، إن السوق يشعر أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يقترب من نهاية الجزء القوي من دورة رفع أسعار الفائدة.

وأضاف: "بمجرد أن تبدأ عائدات سندات الولايات المتحدة والدولار في الانخفاض بشكل ملحوظ، يجب أن يكون ذلك إيجابيًا للغاية بالنسبة للذهب"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

أظهر مسح ستاندرد آند بورز جلوبال انكماش النشاط التجاري الأمريكي للشهر الرابع على التوالي في أكتوبر، وهو أحدث دليل على ضعف الاقتصاد في مواجهة ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.

يبدو أن المصرف المركزي الأمريكي عازم على رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه المقبل بشأن السياسة، يُنظر إلى صانعي السياسة وهم يناقشون حجم الزيادات المستقبلية.

وتوقع غالبية الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم زيادة قدرها 50 نقطة أساس في ديسمبر وعلى الرغم من أن الذهب يعتبر تحوطًا ضد التضخم، إلا أن أسعار الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالسبائك ذات العائد الصفري، مع تعزيز عوائد الدولار والسندات.

حذر محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة أليانز (TADAWUL:8040)" من أن الاحتياطي الفيدرالي يواجه ثلاثة مشاكل تتمثل في النمو والتضخم والاستقرار المالي وليس التضخم وحده، متوقعًا قيام البنك المركزي بإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة لمنع حدوث أزمة في النظام المالي.

وتوقع أستاذ المالية الأمريكي جيرمي سيجل في كلية وارتون زيادة الفائدة 75 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر، يليها زيادة قدرها 50 نقطة أساس في ديسمبر، رغم أنه لا يرى ضرورة لهذه الزيادات، حيث أشار إلى أن هناك قدرًا كبيرًا من التقدم تم إحرازه في وضع التضخم.

وجدد كبار المصرفيين في وول ستريت يوم الثلاثاء تحذيراتهم بشأن الاقتصاد العالمي وسط توترات جيوسياسية وزيادات حادة في أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المرتفع منذ عقود.

قال رئيس بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) ، ديفيد سولومون ، إن الظروف الاقتصادية "ستشدد بشكل ملموس من هنا" وإن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يرفع أسعار الفائدة إلى ما بعد 4.5-4.75٪ إذا لم يشهد تغيرات حقيقية في السلوك.

وأضاف رئيس بنك جولدمان ساكس: "إذا لم يروا تغييرات حقيقية - لا يزال العمل ضيقًا للغاية - فمن الواضح أنهم يلعبون فقط مع جانب الطلب من خلال التشديد".

وفي حديثه في مؤتمر الاستثمار السعودي الرئيسي في الرياض ، قال جيمي ديمون ، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان (NYSE:JPM) تشيس إنه من الصعب الخروج من "التضخم الكامن" دون حدوث تباطؤ اقتصادي.

وأضاف الرئيس التنفيذي لبنك جي بي (EGX:AUTO) مورجان تشيس أن عملية فك 40 عاما من "أسواق الدخل الثابت المؤممة" "معطلة"، وقال ديمون إن الصراع بين روسيا وأوكرانيا والتوترات بين الولايات المتحدة والصين أكثر إثارة للقلق من ركود محتمل في الولايات المتحدة.