الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

50 عامًا من الإخوة والشراكة..

سفيرة الإمارات بمصر: التقارب بين البلدين عماده الفهم المشترك للمتغيرات الدولية

في إطار احتفال مصر والإمارات بأخوتهما الوثيقة، وبمرور 50 عاما على بدء علاقاتهما الثنائية، تنظم احتفالات  كبرى تحت شعار "مصر والإمارات قلب واحد" تتضمن أجندة متنوعة من الفعاليات، من اليوم وحتى الجمعة.

وحول ذلك، قالت السفيرة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية لدى مصر، إن التقارب بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية يستند إلى الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية والتحديات التي تشهدها المنطقة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف حكيمة ومتكاملة ترسخ الأمن العربي والإقليمي، وتحافظ على استدامة التنمية.

وأضافت سفيرة الإمارات، أن تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية يرجع  إلى ما قبل العام 1971 الذي شهد قيام دولة الإمارات تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " والذي ترك وصية خاصة بمصر، قال فيها: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر"، فهذه الكلمات لم تأت من فراغ ولكنها جسدت انعكاسا لما بين البلدين من ارتباط وثيق وفهم من مؤسس الدولة وأبنائه لمكانة مصر ودورها في المنطقة كدرع وسيف للعرب.

وتابعت أنه في "المقابل كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية  عام 1971، والاعتراف به فور إعلانه ومساندته دوليا وإقليميا باعتباره إضافة جديدة لقوة العرب".

وأكدت أنه "منذ ذلك التاريخ استندت العلاقات الإماراتية المصرية على أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة تحديات المنطقة".

وحول النمو في حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات العشر الأخيرة، قالت السفيرة إن هناك تطورا كبيرا ونوعيا شهدته العلاقة بين البلدين خلال السنوات الماضية في عدة قطاعات رئيسية، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري الذي أدى إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى مستويات قياسية عام 2020 محققا نحو 26 مليار درهم، كما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال النصف الأول من عام 2021،  13.5 مليار درهم.

وأضافت أن مصر تمثل الشريك التجاري الخامس عربيًا للإمارات والشريك الـ 21 عالميا، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عربيا لمصر والعاشر عالميًا.

وتعليقًا من السفيرة الإماراتية على استضافة مصر لمؤتمر الأطراف cop27 الأممي المعني بتغير المناخ الشهر المقبل، ذكرت أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من التعاون بين الإمارات ومصر في مجال البيئة وتغير المناخ، خاصة أن أيامًا قليلة تفصلنا عن مؤتمر قمة المناخ كوب 27 التي تنظمها مصر بشرم الشيخ، فيما ستقوم الإمارات بتنيظم مؤتمر المناخ التالي كوب 28، وهناك اهتمام كبير بتبادل الخبرات في موضوعات تغير المناخ، خاصة فيما يتعلق بمخاطر تغير المناخ على قطاعات التنمية المختلفة.

هذا، إضافة إلى تطوير وتنمية المحميات الطبيعية، وذلك في ضوء الأهمية الكبيرة التي تضعها دول العالم على البلدين في تحقيق تقدم ملموس في قضايا البيئة وتجاوز العقبات التي واجهت مؤتمر كوب 26.

وحول نظرتها إلى الشراكة الإماراتية المصرية في تحقيق الازدهار الاقتصادي في كلا البلدين، أكدت أن الإمارات تعد أكبر مستثمر في مصر، كما تعمل أكثر من 1250 شركة إماراتية في مصر في جميع القطاعات الاقتصادية، والاستثمارات الإماراتية في مصر مرشحة للزيادة بسبب ارتفاع عائد الاستثمار، إضافة إلى النجاحات التي حققها الاقتصاد المصري رغم جائحة كورونا بفضل نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي.

وأشارت إلى أن الدولتين بدأتا خلال الفترة الأخيرة الدخول في مجال التصنيع المشترك للسيارات البيك أب من خلال تأسيس شركة مصرية/إماراتية لإنتاج وتصنيع السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي والبنزين بسواعد مصرية، وذلك تنفيذا لتوجيهات قادة البلدين بشأن توطين تكنولوجيات صناعية حديثة وخلق كوادر فنية محترفة.

وقالت السفيرة، إنه دخل بالفعل عدد من  رجال الأعمال الإمارتين في الاستثمار بمشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، بسبب آفاق الاستثمار العقاري الكبيرة في مصر وكذلك مشروعات البنية التحتية ومشروعات الطاقة ومجالات التصنيع المختلفة.

أما عن فعاليات الاحتفال بمرور 50 عاما على العلاقات بين البلدين، فقالت إن كلا من قيادات الإمارات ومصر حرصت على الاحتفال بمرور 50 عامًا على العلاقات الإماراتية المصرية، لتعميق العلاقات القوية المتينة على مستوى الحكومتين والشعبين إيمانا منهما أن  البلدين قلب واحد، والإمارات ومصر يربطهما نموذج متميز من الشراكة قامت على التكامل وتعزيز المصالح.

وأضافت أن الاحتفال سيكون انطلاقة لعلاقات أكثر تعاوناً وشراكة مع الوطن العربي لتحقيق المصالح المشتركة، وصياغة مستقبل أكثر تعاوناً وإنجازاً بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.

وختمت بقولها: “يعد الاحتفال خطوة نوعية في سبيل تعزيز أواصر التعاون في المجالات كافة، انطلاقاً من حرص القيادة الإماراتية والمصرية على تسريع وتيرة التعاون وتوسيعه ليشمل مختلف القطاعات الحيوية”.