تغيرات قواعد الحروب والأسلحة المستخدمة بها بشكل كبير خلال الألفية الحالية واستحدثت تكتيكات جديدة أقل تكلفة وأكثر فاعلية، وعلى سبيل المثال الطائرات المسيرة التي انتشرت وكثر استخدامها في السنوات الماضية بشكل خطير.
ومن أهم مميزات الطائرات المسيرة والتي أكسبتها الميزة في الحروب ولدى الدول، هي تكلفتها الرخيصة وفاعليتها في الحروب والعمليات العسكرية الصغيرة، فهي تشكل أداة تفجيرية تستطيع حمل جميع أنواع الصواريخ والذخيرة، وتقوم بجميع المهمات الاستطلاعية والهجومية والتشويش الإلكتروني، ومنها أيضا الطائرات الانتحارية التي تلقي بنفسها على الهدف لتدميره، وذلك بسعر زهيد مقارنة بالطائرات المقاتلة الأخرى.
وظهرت الطائرات المسيرة أو الطائرات بدون طيار بكثرة في الحرب الروسية الأوكرانية والتي أثبتت جدارتها وفاعليتها في ميدان القتال على أرض الواقع، وشاهدناها أيضا في اليمن عند توجية الضربات الإرهابية في الأراضي السعودية على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتي تزودها بهذه الطائرات.
خطورة الطائرات المسيرة
وقال اللواء محمد نادر، رئيس أركان قوات الدفاع الجوي السابق، إن الطائرات المسيرة يكون حجمها والمقطع الراداري لها صغيرا، لذلك عند التعامل مع مثل هذه الطائرات يجب أن يكون هناك بعض الرادارات المعينة التي تستطيع كشفها والتي تعمل على كشف المقطع الراداري الصغير.
وأضاف نادر، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه إذا تم كشف هذه الطائرات المسيرة عن طريق الرادار، يمكن توجيه الصواريخ الموجهة أو المدفاعيات التي تستطيع اصطياد هذه الطائرات عليها.
وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية في الطائرات المسيرة في إمكانية كشفها، لذلك إذا تم كشفها في الجو يمكن بسهولة التعامل معها.
وعن أنواع الطائرات المسيرة، أوضح نادر أن هناك العديد من أنواع الطائرات بدون طيار التي تقوم بجميع المهام المختلفة، ومنها الطائرات المخصصة للاستطلاع والتصوير في مناطق العدو، والطائرات الحاملة للقنابل والصواريخ، وطائرات تقوم بعمليات الحرب الإلكترونية عن طريق التشويش على المعدات الرادارية واللاسلكية، وأيضا الطائرات الانتحارية التي تكون عبارة عن طائرة قنبلة ذاتية تقوم بتفجير نفسها في الهدف.
ولفت رئيس أركان قوات الدفاع الجوي السابق، إلى أن نسبة التدمير للطائرات المسيرة ليست قوية، وخطورتها في عدم رصدها لصغر حجمها وصغر المقطع الراداري لها.
استخدام الطائرات المسيرة
وفي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أشارت الصحيفة إلى أن "المسيرات الانتحارية"، ستصبح عنصرا أساسيا في النزاعات المسلحة الحديثة.
واستخدمت المسيرات في عدة حروب من اليمن إلى سوريا ثم في نزاع أرمينيا وأذربيجان، ومؤخرا الحرب الأوكرانية، وبرز دور المسيرات في الحرب الأوكرانية لاستخدامها في الاستطلاع والاستهداف، كما كشفت عن نقطة ضعف لدى الجيش الروسي بالنسبة لهذه "الدرونز".
وأيضا مثَّل دخول المسيرات التركية إلى جانب الطرف الأوكراني تحولا مهما بمسار الحرب إبان أشهرها الأولى، وفي الأسابيع الماضية كانت المسيرات الإيرانية ترسم واقعا جديدا لمصلحة الروس.
وقد اتهم الغرب طهران منذ أيام بتزويد روسيا طائرات انتحارية بلا طيار، فيما تنفي موسكو وطهران بشدة وجود أي شراكة بشأن هذه الطائرات من طراز شاهد 131 و136.
كيفية التصدي لها
وهناك 4 تكتيكات ووسائل مختلفة، تتصدى بها أوكرانيا للمسيرات المستخدمة من الجانب الروسي، وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، التي قالت إن كييف تتبع استراتيجية تقوم على:
- جهات فاعلة على الأرض وفي الجو، تعمل بشكل وثيق معا لمدة 24 ساعة.
- استخدام طائرات مقاتلة تقوم بدوريات على مدار الساعة.
- صواريخ أرضية مضادة للطائرات.
- فرق من الجنود المسلحين بالبنادق الآلية.
كما طوّرت مجموعتا "تاليس" الفرنسية و"سي إس" نظام "باراد" لرصد وتحييد المسيرات من 100 جرام إلى 25 كيلوجراما، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وبحسب تييري بون، مسئول مكافحة المسيرات في الشركة، فإن نظام باراد يعمل عبر بيانات رادار تكتشف المسيرات على بعد 5 كيلومترات، ويحدد موقع المسيرات عبر موجات الراديو، ومزود بكاميرات ضوئية وأخرى بالأشعة دون الحمراء يلتقط المسيرات، وبعد رصدها يقوم جهاز بالتشويش عليها على بعد كيلومترين، ما يجبرها على الهبوط أو الوصول إلى نقطة محددة مسبقا.
كما تعمل مجموعة "تاليس" على "مستجيب كهرومغناطيسي" يصدر موجة قوية تصل إلى مئات الأمتار تعطل الطائرة المسيرة في غضون ثانية، وتقوم بتطوير طائرات مسيرة اعتراضية ومسيرات للتشويش.