الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زواج الضرورة بين ألمانيا وفرنسا.. تفاصيل لقاء الـ3 ساعات بين ماكرون وشولتز

ماكرون وشولتز
ماكرون وشولتز

أثارت المباحثات التي استمرت لأكثر من 3 ساعات بين مستشار ألمانيا أولاف شولتز ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون عدة تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين وذلك في خضم سلسلة من الخلافات بين البلدين على خلفية الحرب في أوكرانيا والأفق القاتم للنمو في أوروبا.

وخلال اللقاء، أعرب ماكرون وشولتز عن رغبتهما في إعادة إطلاق العلاقات بين فرنسا وألمانيا، فيما أكد شولتز أن اللقاء كان "مهمًا حول إمدادات الطاقة الأوروبية وارتفاع الأسعار ومشاريع التسلّح المشتركة".

ورحب الإليزيه بتبادل "مثمر جدًا" للنقاش، استعرض خلاله شولتز وماكرون "العلاقة الفرنسية الألمانية بروح من العمل الوثيق على المديين المتوسط والبعيد".

وأضافت الرئاسة الفرنسية في بيان أنّ الزعيمين يعتزمان "المضي قدمًا في أجندة مشتركة للسيادة وإعادة التصنيع والحد من انبعاثات الكربون في أوروبا".

واجتمع الزعيمان على مدى أكثر من ثلاث ساعات على مأدبة غداء بينها ثلاثون دقيقة أمضياها لوحدهما. إلّا أنّ الاجتماع لم يفضِ إلى أي بيان مشترك من ماكرون وشولتز اللذين ابتسما أمام عدسات الكاميرات في باحة الإليزيه.

زواج الضرورة

وكانت الخلافات بين باريس وبرلين تضاعفت في الأسابيع الأخيرة بشأن الاستراتيجية الواجب اعتمادها لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، والطاقة النووية والتسليح الأوروبي، وهو الأمر الذي يثير قلقًا في أوروبا، حيث يبقى المحرّك الفرنسي-الألماني قوة دفع رئيسية.

وظهر عمق الخلافات بين الطرفين في التأجيل الأخير لاجتماع وزاري مشترك بين باريس وبرلين، وهو أول لقاء من نوعه منذ أصبح شولتز مستشارًا.

وأثارت الخطة التي طرحها شولتز من دون التشاور مع شركائه الأوروبيي، قلقًا من ضرب مبدأ المنافسة في أوروبا، المتأثرة بشدة من تداعيات الحرب في أوكرانيا، وفقًا لتقارير إعلامية.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر قولها إن  "الألمان وضعوا أنفسهم في معسكر غير المتضامنين. ولكن عادوا إلى التفاوض لأنهم منزعجون".

وأعلنت ألمانيا عن تحوّل كبير في سياساتها الدفاعية بهدف جعل جيشها المنهك "القوة الأفضل تجهيزاً في أوروبا"، بعد عقود من نقص الإنفاق.

ورغم أن حلفاء برلين رحبوا بتغيير التوجه بعد سنوات من قلة الاستثمار، فإن تدفق السيولة لم يترجم إلى عقود كبيرة للاتحاد الأوروبي أو لشركات الأسلحة الفرنسية بشكل خاص، ما يشكّل أحد الدوافع وراء دعوات ماكرون لسيادة أوروبية أوسع.

بدلاً من ذلك، تسارع ألمانيا لشراء سلع أمريكية الصنع باهظة الثمن مثل مقاتلات "إف-35" وأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت".

ونقلت "فرانس برس" عن مراقبين قولهم إن الخلافات متأصلة في العلاقة بين الدولتين الكبيرتين اللتين لهما مصالح غالباً ما تتباعد، فيما اعتبر مصدر دبلوماسي فرنسي أن العلاقة بين ألمانيا وفرنسا أقرب إلى "زواج الضرورة"، وقال: "هذه ليست أزمة أساسية، بل قاعدة العلاقة".

بدوره، قال ستيفان ديون السفير الكندي في باريس، والذي سبق أن شغل المنصب ذاته في برلين: "هناك حاليًا توترات بين فرنسا وألمانيا لكنهما تظلان محرك أوروبا. فحتى تعمل أوروبا، يجب أن يعمل هذا المحرك".