الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمل في COP27.. صحيفة بريطانية تنتقد غياب سوناك عن قمة المناخ

رئيس الوزراء البريطاني
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك

مع اقتراب موعد انعقاد قمة المناخ COP27 في منتجع شرم الشيخ في مصر، يتطلع قادة العالم إلى المشاركة فيها بشغف كبير، كونها الملتقى الدولي الأبرز في الشأن البيئي والمناخي، في محاولة جادة منهم لتبادل الأفكار والخبرات والمقترحات البناءة التي تمكنهم من التوصل إلى حلول جذرية لأزمة تهدد التنوع البيولوجي والنشاط البشري على الأرض.

وتحيي قمة المناخ القادمة الأمل في إمكانية تجنيب الكوكب مصير مظلم، حيث أعرب عدد من الزعماء والمسئولين الدوليين المشاركين فيها عن رغبتهم في الحضور واستعدادهم للعمل سويا من أجل إنقاذ البشرية، وقد أعلن منظمو القمة عن مشاركة قادة 90 دولة ومنهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث تحظى قمة هذا العام باهتمام عالمي واسع.

لكن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أعلن عدم حضوره رغم ما تمثله قمة المناخ COP27 من فرصة أمام الجميع لتفادي كارثة عالمية، وكان سوناك قد اعتذر بانشغاله بالعمل على خطته المالية بالتزامن مع انعقاد القمة هذا الخريف، وهو ما يعكس قصر نظره الذي يمكن اعتباره نذير سوء فيما يتعلق بأسلوب إدارته لبلاده، حسبما رأت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية.

وأضافت الصحيفة أن تبرير تيريز كوفي وزيرة البيئة البريطانية عدم حضور سوناك المؤتمر بزعم كونه "مجرد اجتماع روتيني"، يؤكد حالة انعدام الكفاءة المتفشية في الإدارة الحالية للملكة المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن سوناك طلب من ألوك شارما الذي كان رئيس مؤتمر المناخ السابق COP26 في جلاسجو، وكذلك جراهام ستيوارت وزير المناخ، عدم حضور اجتماعات مجلس الوزراء، مما يعكس اهتمام القادة البريطانيين بمجدهم السياسي وحده متجاهلين أزمة تتجاوز حدود نظرتهم الضيقة، فإعلان بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق نيته حضور المؤتمر يضع سوناك في موقف حرج بشكل أكبر مما يتوقعه.

وتابعت الصحيفة أن المملكة المتحدة لا يسعها الوقوف في صفوف المتفرجين حين يتعلق الأمر بكارثة تتكشف آثارها على كوكب الأرض يوما بعد يوم، بل إن لديها الكثير لتفعله بالنظر لكونها أحد أكبر المتسببين في تفجر الأزمة، فالثورة الصناعية التي اجتاحت العالم المتقدم انطلقت من أرضها، وهي أول من استعمل الوقود الأحفوري بدءاً من عصر الفحم وصولا لاستبداله بالبترول والغاز فيما بعد بكميات هائلة، كي تتمكن من تحقيق طموحها السياسي في السيطرة على العالم خلال القرن التاسع عشر، وأول أثر للاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري في العالم انبعث من هذا البلد، لذا فإن تنصل قادتها من الاضطلاع بمسئولياتهم في هذا الشأن هو أمر مخزي.

صحيفة أوبزرفر تنتقد غياب سوناك عن قمة المناخ

يذكر أن الانبعاثات الكربونية التي تنعكس آثارها سلبا على المناخ، والتي تسببت فيها الرغبة البشرية في التطور باستعمال الوقود الأحفوري، أصبحت تشكل تهديدا بارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية.

ويتوقع خبراء المناخ أن يؤدي هذا لمضاعفة وتيرة وشدة كوارث تحدث الآن بالفعل مثل هبوب العواصف وموجات الجفاف والفيضانات، كما تدور المخاوف الأسوأ حول انهيار المسطحات الجليدية في جرينلاد وغرب أنتاركتيكا وتدمير الشعاب المرجانية الاستوائية وذوبان الجليد في كندا وروسيا، وهو ما سيؤدي لتصاعد انبعاثات ضخمة من غاز الميثان الذي يفوق غاز ثاني أكسيد الكربون ضررا وخطرا.

وفي حال لم يتم التصدي لهذه الأزمات بتقليص الانبعاثات ستكون العواقب وخيمة على العالم الذي سيشهد كارثة جوية في خلال بضعة عقود، بالإضافة إلى انقراض الكثير من الحيوانات البرية بالآلاف واتساع رقعة الجفاف وحدوث المجاعات التي ستقضي على ملايين البشر، وفقدان الأرض لمواردها البيولوجية.

ومن المؤكد أن لا أحد يرغب في تسليم أرض محترقة ومستنفدة الثروات للأجيال القادمة مستقبلا، لذا يتعين على الجميع التكاتف لتفعيل خطة جادة لوقف الانبعاثات التي تعد السبب الرئيسي في تعقيد أزمة المناخ، إذا كانوا يرغبون في النجاة من تداعياتها المدمرة.