الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثقافة العمل التطوعي في مصر.. الوجه الآخر للحقيقة

ولاء عزيز
ولاء عزيز

كنت من بين حضور إحدى الجلسات النقاشية عن المجتمع المدني ومعوقات عمله، رفقة أساتذة كبار لهم باع كبير في مجال المجتمع المدني، مشتكيا من عدم الإقبال عليه، واقترح أن يتم تدريسه في المدارس بالمراحل التعليمية المختلفة، إلا أن هذا الأمر استوقفني كثيرا،  لأني شخص له باع في المجال الخدمي، وذلك لانتمائي لكنيسة تعتمد على العمل الخدمي والتطوعي، وهي الكنيسة الإنجيلية، وشاركت في الكثير من البرامج والأفكار،  وذهبت لأماكن ريفية، وهو ما أمدني بخيرات كبيرة في هذا المجال، لذا أرى أن الحقيقة لها وجه آخر.

نعم اختلفت ثقافة المتطوعين، واختلف تفكير الشباب، الذي أصبح يسأل سؤالا مشروعا من وجهة نظري، ما هو المقابل الذي سأبذل من أجله هذا الجهد؟، وهو أمر يجب أن يضعه القائمين على العمل المدني والخدمي في الحسبان،  فيجب أن يكون هناك مقابل،  لهذا العمل التطوعي، حتى يقبل عليه الشباب، وأن يكون هناك قيمة مضافة تضيف إلى حياة المتطوع،  والمقابل ليس ماديا فقط، قد يكون المقابل خبرة في أحد المجالات أو اكتساب ثقافة معينة، وربما علاقات قد تفيده فيما بعد، ولكن مؤسسات المجتمع المدني في مصر، أو   المؤسسات الخيرية تحكمها بعض  العلاقات الوطيدة بين الأعضاء القدماء، ينفردون  بالقرارات، دون الرجوع لباقي المجموعة للمشاركة، ولا يفكرون في الاستماع إليهم وإعطائهم تقدير يليق بجهدهم، وهو ما يعطي الشباب إحساسا بأن هذا العمل مضيعة للوقت والجهد، دون فائدة. 

لذا أرجو من جميع الأطراف إعادة الحسابات والتفكير في القيمة المضافة وما الذي سيستفسده المتطوع،  وإعادة النظر في المحفزات بهذا الملف والاقتراب من فكر الشباب، والاستماع لهم، حتى نرسخ ثقافة العمل العام في المجتمع لأنه من الأعمدة الهامة جدا في التأثير داخل المجتمع.