الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخرجات قمة المناخ COP 27.. آليات التنفيذ وإلزام الدول الكبرى بتقليل الانبعاثات|قراءة

قمة المناخ COP 27
قمة المناخ COP 27

انطلقت صباحا فعاليات اليوم الثالث لـ قمة المناخ COP 27، في مدينة شرم الشيخ، حيث شهد انطلاق قمة مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أكد على أن مصر حريصة على الانضمام إلى مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط، منذ إطلاقها للمرة الأولى في عام 2019، إيمانا منها بأهمية الدور الذي يمكن لهذه المبادرة أن تقوم به في إطار تنسيق سياسات مواجهة تغير المناخ بين دول أعضاء المبادرة.

وقال الرئيس السيسي إن مصر تهدف للمساهمة في تعزيز عمل المناخ عبر جهود التغلب على آثاره السلبية في محيطنا الإقليمي، وهى منطقة كما تعلمون تعد من أكثر مناطق العالم تأثرا بتبعات التغيرات المناخية، وآثارها المدمرة على كافة الأصعدة، وهو ما بات واضحا بشكل ملموس خلال السنوات القليلة الماضية التى شهدت أحداثا مناخية قاسية في المنطقة من حرائق للغابات إلي فيضانات وسيول خلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة.

من تصريحات الرئيس السيسي، الواضحة والقوية، يظهر جليا رغبة مصر في أن تكون قمة المناخ COP 27، هي قمة الحسم والتنفيذ، وتبذل القاهرة الجهود المطلوبة للدفع في هذا الإطار.

أهمية قمة المناخ والنموذج المصري

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قمة المناخ COP 27 شرم الشيخ، تكتسب أهمية كبيرة من حيث دلالات المكان والتوقيت والمضمون والمخرجات، موضحا أن انعقاد المؤتمر يعكس ثقة العالم الكبيرة فى مصر والأهمية الاستراتيجية لها كدولة بارزة بالشرق الأوسط.

قمة المناخ COP 27

وأضاف الدكتور أحمد سيد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك رهان عالمي على الدور المصري في بناء توافق عالمى لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وتقديمها نموذجا عملياً على أرض الواقع، وفق الاستراتيجية الشاملة التي تتبناها القاهرة وترتكز محاورها على التالي:

  • تقليل الانبعاثات الكربونية، ومصادر التلوث، والتوسع فى الاقتصاد الأخضر والهيدروجين الأخضر، ومصادر الطاقة النظيفة المتمثلة فى الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.
  • دفاع مصر عن دول الشرق الأوسط وإفريقيا التي تأثرت بالتغيرات المناخية مع تزايد الجفاف وشح الأمطار والتصحر، وهو ما انعكس على تراجع معدلات إنتاج الغذاء.

وأكد على أن استضافة مصر لقمة المناخ، يعكس قدرتها التنظيمية واللوجستية العالية فى تنظيم مؤتمر دولي مهم يشارك فيه أكثر من ١٢٠ رئيسا وملكا ورئيس وزراء من الدول المختلفة.

دلالات توقيت قمة المناخ

أما فيما يتعلق بتوقيت قمة المناخ COP 27، أكد خبير العلاقات الدولية الدكتور أحمد سيد، أن القمة تأتي وسط استقطاب حاد فى النظام الدولى بين القوى الكبرى سواء بين أمريكا والغرب وروسيا وحلفائها على هامش الحرب الروسية الأوكرانية، أو بين أمريكا، والصين على هامش أزمة تايوان، وهو ما أثر سلبيا على مفهوم العمل الجماعى الدولي بين القوى العالمية لمواجهة آثار التغيرات المناخية.

وأشار إلى أن الصين علقت بالفعل قنوات الاتصال بينها وبين أمريكا فيما يتعلق بالمناخ وذلك على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إلى تايوان، كما أن الثقة مفقودة بين روسيا والغرب بسبب حرب أوكرانيا، وهذا الاستقطاب الدولى أدى لتداعيات سلبية وأضعف من إمكانية بناء تحالف عالمى لتقليل الانبعاثات الحرارية، التى تمثل تهديدا عالميا للسلم والأمن الدوليين، نظرا لأن ضحايا التغيرات المناخية لا تقل عن ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة.

مخرجات قمة المناخ المأمولة

أما من حيث مخرجات قمة المناخ، أكد خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات، أن مؤتمرات المناخ السابقة أصدرت قرارات عديدة متعلقة التزامات دول العالم، خاصة الدول الصناعية الكبرى، لتقليل الانبعاثات الكربونية خلال فترات زمنية محددة، أو الالتزام بمساعدة الدول النامية، وهو ما لم يحدث، لغياب آلية دولية محددة، للمتابعة والمراقبة وإجبار الدول المختلفة على الوفاء بالتزاماتها وفرض عقوبات على الدول غير الملتزمة، ما شجع الدول الغنية على عدم الالتزام.

وتابع أنه في ظل المعطيات والتحديات المختلفة، تظهر أهمية مؤتمر شرم الشيخ والدور المصرى الذى يقود تيارا دوليا لتحقيق توافق عالمي حول المناخ، عبر التوصل إلى قرارات قابلة للتطبيق، كما أكد الرئيس السيسى، وأن تلتزم بها الدول المختلفة، خاصة الدول الصناعية، فى إطار تحقيق العدالة المناخية، من أجل إنقاذ كوكب الأرض، لأنه إذا استمر ارتفاع معدلات درجة الحرارة بهذا المستوى مع التقاعس الدولى، فإن الحياة على الأرض مهددة بشكل خطير خاصة مع انتشار حرائق الغابات فى أوروبا وأمريكا اللاتينية وتصاعد خطر السيول والأعاصير، وارتفاع معدلات التصحر والجفاف مع شح الأمطار خاصة فى إفريقيا.

واختتم أن كل هذه الظواهر تمثل جرس إنذار لكل الدول وتدفع إلى ضرورة الارتقاء إلى مستوى المسئولية العالمية والتحرك بشكل عملى، وفقا لخريطة طريق محددة الأهداف والآليات، لتقليل درجة حرارة الأرض وتبنى استراتيجية التوسع فى الطاقة النظيفة، وهو ما يعكس أهمية مؤتمر شرم الشيخ كمرحلة فارقة فى مسار المواجهة العالمية للتغيرات المناخية.