EN 
بعد جهود كبيرة وفعاليات وجلسات نقاشية مكثفة دامت على مدار أكثر من أسبوعين متواصلين في الفترة ما بين 6 إلى 20 نوفمبر وصلت قمة المناخ COP 27 التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ إلى محطتها النهائية، واختتمت فعالياتها اليوم بشكل رسمي.
وافقت الجلسة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP27 اليوم الأحد، على اتفاق يغطي ترتيبات التمويل "للخسائر والأضرار" الناجمة عن تغير المناخ، وأقر المؤتمر إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، لتعويض الدول النامية عن الأضرار التي تتكبدها جراء التغير المناخي.
وًقال الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، إن إنشاء صندوق تمويل الخسائر والأضرار يمثل نقلة نوعية بكل المقاييس، لأن هذا الموضوع مطروح على مائدة المباحثات والمفاوضات من قبل اتفاق باريس، مشيرًا إلى أنه في اتفاق باريس تمت الإشارة لهذا الموضوع من دون تفعيل.
ردود فعل عالمية
قال تارون جوبالاكريشنان، زميل أبحاث في جامعة تافتس: "أبدت الهند تضامنها مع هذه القضية في مؤتمر الأطراف، حتى لو كان من غير المرجح أن تكون الهند هي المستفيد الرئيس من ذلك".
ومن جانب آخر قالت أولكا كيلكار، الخبيرة الاقتصادية في بنجالورو التي تترأس برنامج المناخ الهندي لمعهد الموارد العالمية، إن صندوق الخسائر والأضرار الجديد هو شهادة على مثابرة البلدان المعرضة لتغير المناخ ومجموعات المجتمع المدني.
وقال آرتي خوسلا، مدير اتجاهات المناخ: "سيتم تذكر مؤتمر الأطراف هذا بسبب الاتفاق على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، والذي يتحدث عن حجم أزمة المناخ التي نحن فيها".
ونقلت صحيفة هندية عن الخبير الاقتصادي والزميل في مجلس الطاقة والبيئة والمياه، فايبهاف شاتورفيدي قوله" إن الأمل الذي أثير في اليوم الأول من مؤتمر الأطراف مع إدراج الخسائر والأضرار في جدول الأعمال دون أية مقاومة من العالم المتقدم، حقق نجاحا جزئيا على الأقل بحلول نهاية المؤتمر".
باكستان
وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بإنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 27 التي عقدت في شرم الشيخ، واصفاً بأنها "الخطوة المحورية الأولى نحو تحقيق هدف العدالة المناخية".
واعتبرت وزيرة المناخ الباكستانية شيري رحمن أن التوصل إلى "إجماع تاريخي" بشأن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار كان استجابةً "لأصوات الضعفاء والمتضررين في العالم بأسره"، وأضافت: "لقد كافحنا لمدة 30 عاماً.. واليوم في شرم الشيخ، نحقق أول خطوة نحو تحقيق إنجاز حقيقي في هذه الرحلة، فالصندوق يمثل دفعةً أولى للاستثمار في العدالة المناخية ".
من الوعود إلى التنفيذ
قالت صحيفة واشنطن بوست إن توصل القادة إلى اتفاق بشأن صندوق الخسائر والأضرار يمثل تحولا كبير للقادة الأمريكيين، الذين طالما خشوا أن مثل هذه الأموال يمكن أن تجعل البلاد عرضة لمبالغ هائلة، نظراً لمساهمة الولايات المتحدة التاريخية الهائلة فى الانبعاثات، إلا أن إدارة بايدن ربما لم تعد تقاوم فى ظل الإدانة العالمية الممكنة فى كوب 27.
قال كولينز نزوفو، وزير البيئة في زامبيا، إنه ينوب عن القارة الأفريقية عندما يحتفل بقرار إنشاء صندوق للخسائر والأضرار. منوّهاً بأن مصر وعدت أن تشكّل هذه القمة نقلةً من الوعود إلى التنفيذ "ووفت بوعدها".
عبرت وزيرة المناخ الألمانية جنيفر مورجان، عن استيائها من عدم وجود اتفاق على تخفيضات أكثر صرامة للانبعاثات، لكنها قالت إن "الاتفاق حول صندوق الخسائر والأضرار خرج إلى النور، رغم ذلك، لأننا نريد الوقوف مع الدول الأكثر عرضةً للمخاطر المناخية".
أمّا فرانس تيمرمانس، مسئول سياسات المناخ في الاتحاد الأوروبي، فشدّد على أن اتفاق المناخ الذي تمّت الموافقة عليه "ليس خطوة كافية للأمام"، منتقداً محدودية التزام بعض الدول بجهود الحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث قال: "هذا العقد هو عقد النجاح أو الفشل، لكن ما لدينا هنا ليس كافياً كخطوة للأمام للشعوب أو للكوكب".
صندوق للأضرار
سبق وقال الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة السابق، لـ"صدى البلد" إن هناك آمال على قمة المناخ COP27 وأن تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع، وذلك سيتم بوجود نية صادقة، لافتاً إلى ضرورة توفير صندوق للأضرار والخسائر لدعم الدول النامية التي تأثرت بسبب التغيرات المناخية وأن يكون الصندوق تابع للأمم المتحدة وأن يقدم له تمويلات ثابتة، ووضع قوانين صارمة وليست ورقية.
