الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

cop27|هل يعوض صندوق الخسائر والأضرار الدول النامية عن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية؟

إقرار صندوق للخسائر
إقرار صندوق للخسائر والاضرار

اتسمت قمة المناخ cop27، التي استضافت فعالياتها مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء لمدة أسبوعين،  بالتنفيذ ولا شيء غير التنفيذ، وهذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، عند افتتاح أعمال القمة - بأن يضع قادة العالم المجتمعين في cop27، حينها، أمام مسئوليتهم التاريخية تجاه حماية كوكب الأرض من آثار التغيرات المناخية.

الرئيس السيسي 

قمة المناخ cop27 بشرم الشيخ 

وبالفعل التنفيذ السريع والفعال والعادل هو ما تنتظره الشعوب، تنفيذ يمثل خطوات حقيقية وملموسة نحو خفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف مع تبعات تغير المناخ وتوفير التمويل اللازم للدول النامية، ومن هذا المنطلق جاء حرص مصر على تسمية هذه القمة قمة التنفيذ لتؤكد للعالم قدرتها على تنظيم هذا الحدث العالمي.

وكان هدف مصر الأول هو أن تشعر الدول النامية، خاصة في قارتنا الأفريقية، أن أولوياتها يتم التجاوب معها، وأخذها في الاعتبار وأنها تتحمل مسئولياتها، بقدر إمكانياتها، وبقدر ما تحصل عليه من دعم وتمويل مناسبين، وفقاً لمبدأ المسئولية المشتركة بما يتيح لها درجة من الرضا والارتياح، إزاء موقعها في هذا الجهد العالمي.

لذلك، وافقت فجر اليوم الأحد الجلسة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (cop27) الذي عقد في مدينة شرم الشيخ، على اتفاق يغطي ترتيبات التمويل "للخسائر والأضرار" الناجمة عن تغير المناخ.

وأقر المؤتمر إنشاء صندوق  الخسائر والأضرار، الذي سيكون مكرسا لتعويض "الدول النامية" عن الأضرار التي تتكبدها من جراء التغير المناخي.

وصفق المندوبون بعد إقرار إنشاء الصندوق خلال جلسة عامة ختامية، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة حول مطالبة الدول النامية بتعويضات من الدول الغنية الملوثة، عن الأضرار الناجمة عن تداعيات التغير المناخي.

وحث سامح شكري الدول على الموافقة على اتفاقيات المناخ النهائية المقدمة في نهاية المؤتمر، وقال شكري في الجلسة العامة الختامية: "أناشدكم اعتماد مشاريع القرارات التي سأقدمها لكم".

وأضاف وزير الخارجية ، أن "العالم يتابع، وأنا أدعونا جميعا إلى الارتقاء لمستوى التوقعات التي عهد إلينا بها المجتمع الدولي، خاصة المتعلقة بالدول الأكثر تأثرا التي ساهمت بأقل قدر في تغير المناخ".

وزير الخارجية سامح شكري 

إنشاء صندوق الخسائر والأضرار 

ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن مؤتمر قمة المناخ "cop27" اتخذ خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة، مرحبًا بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار وتفعيله في الفترة المقبلة.

وقد كانت، مددت الدورة السابعة والعشرون لمؤتمر المناخ أعمالها بعد أن كان مقرراً ختامها يوم 18 نوفمبر، في محاولة للتوصل إلى آلية واضحة لتمويل الأضرار الناتجة عن الكوارث المناخية التي تضرب الدول النامية أو الفقيرة وتقود دول الـ 77، وهي تحالف من الدول النامية، بجانب المجموعة الإفريقية، جهود إلزام دول الشمال بالموافقة على إنشاء الصندوق الخاص بتلك الآلية، وتحديد طرق تمويله.

وقد اقترحت مجموعة الـ77 والصين، إنشاء صندوق  الخسائر والأضرار خلال Cop27، المبني على اتفاقية باريس للمناخ، بموجب الفقرتين 1 و3 من المادة 11 من الاتفاقية، لتغطية معالجة الخسائر والأضرار الاقتصادية وغير الاقتصادية، الناجمة عن التغير المناخي، بما في ذلك الظواهر الجوية الشديدة والظواهر البطيئة.

والجدير بالذكر، يُقصد بالخسائر والأضرار، الآثار السلبية لتغير المناخ وكذلك الخسائر الناتجة عن الكوارث المناخية التي تضرب دولاً عدة بفعل التغيرات المناخية، الناتجة عن الغازات الدفيئة الناتجة جراء استخدام الوقود الأحفوري في الصناعة ووسائل النقل.

وقد تسببت دول الشمال في ارتفاع متوسط درجة الحرارة عالمياً بمقدار 1.2 درجة مئوية عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، ما أدى إلى بعض ظواهر التطرف المناخي، بينها جفاف الأنهار في مناطق والفيضانات في مناطق أخرى، بالإضافة إلى ذوبان الثلوج وارتفاع مستوى سطح البحر، وهي ظواهر تضرب الدول النامية بشكل أكبر من غيرها، بالرغم من مساهمتها القليلة جداً في مسبباتها.

الخسارة والضرر معترف بهما رسمياً من قبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، ودائماً ما تتم مناقشتهما في مؤتمرات الأطراف، ولكن لم يوفر تمويل مخصص لهما، وخلال قمة المناخ العام الماضي، كانا نقطة شائكة في المفاوضات، لخوف الدول المتقدمة من المسؤولية القانونية، وأن تقع في مطب التقاضي المفتوح والتعويض عن الكوارث المناخية.

فإن الخسائر والأضرار تشمل مجموعةً واسعةً من الظروف، هي الطقس القاسي أو الأحداث السريعة الحدوث، مثل العواصف والأعاصير وموجات الحر والفيضانات، وكذلك الأحداث البطيئة الحدوث، مثل الجفاف والتصحر وارتفاع درجة الحرارة والأرض التدهور وارتفاع مستوى سطح البحر وتملح التربة.

كوب 27

الدول المتقدمة تعرقل الصندوق

وكانت تسعى الدول المتقدمة خلال مؤتمر المناخ، وعلى رأسها أمريكا ونيوزيلندا والنرويج وأستراليا، إلى عرقلة أي تقدم حول إنشاء صندوق تمويل الخسائر والأضرار المناخيّة، الذي تعول الدول النامية المتضررة من تأثيرات التغيرات المناخية على إنشائه، بينما بدت أوروبا أكثر استجابةً للنقاشات.

ومن أرض السلام “شرم الشيخ” أنشئ صندوق لتعويض الدول النامية وهي الدول الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية والدول الفقيرة مالياً وتكنولوجياً، كون الدول الغنية المسؤولة تاريخياً عن أزمة الاحتباس الحراري، وبجانب المساعدات المالية، وتسعي مصر في مساعدة هذه الدول بوسائل وأدوات جديدة وحلول محلية فاعلة، كي تقلل فاتورة الضرر الواقع عليها.

في هذا الصدد، قال المهندس حسام محرم، المستشار الأسبق لوزير البيئة، إن إنشاء صندوق لتعويض الدول النامية هو ما يعرف أولا بـ "العادلة المناخية" وهذا يوضح التنفيذ الفعلي لقمة المناخ من أرض مصر.

وأوضح محرم - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تغير المناخ يتسبب في أضرار مكلفة، من خلال الظواهر المناخية الشديدة مثل الأعاصير المدارية والتصحر وارتفاع مستوى سطح البحر، ولأن اشتداد هذه "الكوارث الطبيعية" يعود إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي تصدر بمعظمها من البلدان الصناعية الغنية، فكان لا بد من انشاء الصندوق لتعويض البلدان النامية الأكثر تضررا في كثير من الأحيان.

وتابع: لذلك كان لابد بأن يكون مسألة مدفوعات "الخسائر والأضرار" موضوعاً رئيسياً للمناقشة في COP27 وهذا ما تم بالفعل.

وأكد أن مصر أوضحت للعالم أنه لم يعد هناك وقت للوعود وهو ما بدأته مصر فعليا بتقديم مجموعة مبادرات مصرية وإفريقية وعالمية منها مبادرة الانتقال العادل والميسر للطاقة لإفريقيا، وحياة كريمة لإفريقيا، تكيف المرأة الإفريقية، مبادرة مخلفات إفريقيا 50 لعام 2050، حلول مناخية للحفاظ على السلام، أصدقاء تخضير الموازنات الوطنية للدول الإفريقية والنامية.

واختتم: بجانب الانتقال المستدام للغذاء والزراعة، دعم الموارد المائية للتكيف والمرونة، دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، النقل المستدام والتنقل الحضري، استدامة ومرونة المجتمعات الحضرية للأجيال القادمة، شراكة شرم الشيخ للحلول المستدامة القائمة على الطبيعة، وتغير المناخ والغذاء.

قمة المناخ