الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير أدلة جنائية يكشف روشتة النجاة.. القاتل الصامت يخطف العرسان ومينا وماريا أحدث الضحايا

صدى البلد

مع حلول فصل الشتاء، يبحث الجميع عن مختلف أساليب التدفئة، التي تنتهي أغلبها بكارثة، إما بمصرع أفراد أسرة بالكامل، أو إصابة بعض افرادها، ويبرز القاتل الأشهر وهو الغاز الذي يتسبب في الاختناق.

وينصرف الشتاء كل عام، تاركا آلام وأحزان لعائلات بعد فقدان أحبائهم اختناقا بالغاز، خاصة عندما تنتهي حياة عروسين حديثي الزواج قبل بدايتها. 

 

 

زفاف مينا وماريا في السماء 

 

وشهدت الأيام الأخيرة، عدة حوادث راح ضحيتها عدد من السيدات والأطفال وعروسين، نتيجة إصابتهم بالاختناق وإستنشاق غاز أول أكسيد الكربون السام، ومن ضمن الوقائع أيضا مصرع مينا ميخائيل، في العقد الثالث من العمر، وعروسه ماريا ماجد إثر اختناقهما بالغاز، بعد مرور نحو 48 ساعة فقط من زفافهما.

 

وتزوج العروسان يوم الأحد الماضي، وأُقيمت صلاة الإكليل لهما، بكنيسة العذراء مريم والقديسين يوحنا المعمدان وبولس الرسول، بعين شمس الغربية، إلا أنهما لقيا مصرعهما مختنقين بالغاز، داخل مسكنهما.

وقالت إحدى شهود العيان إن أحد الأصدقاء، حاول الوصول إليهما عبر الاتصال بالهاتف المحمول، إلا أنهما لم يجيبا لفترة طويلة، حتى توجهوا إلى مقر السكن، ليجدوهما في حالة اختناق تام، توفيا على أثرها.

سرعان ما انتشرت صورة العروسين، ودشن أصدقائهما حملة دعاء لهما.

وكتب أحد الأقارب، عبر صفحته الخاصة على فيس بوك: “يارب نحن لا نعلم ماذا نفعل، ولكن نحوك أعيننا، انتقل إلى الأمجاد السماوية العريس مينا ميخائيل إسكندر، وزوجته العروس ماريا ماجد”.

وأضاف: يوم الأحد 20/11/2022 كان إكليلهما معا على الأرض، يوم الثلاثاء 22/11/2022  كان إكليلهما معا في السماء.

واختتم المنشور: صلوا ربنا يبعت تعزية وسلام لقلوبنا على قد التجارب الصعبة.

 

الغاز يخطف فرحة عروسي البحيرة 

 

عزبة الرازق صيره؛ التابعة لمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، كانت شاهدة على مأساة جديدة عندما عثر على عروسين متوفيين داخل شقتهما بعد أسبوع من زفافهما.

واكتُشفت الفاجعة عندما قام أحد أفراد عائلة العريس بالاتصال به، إلا أنه لم يرد على الهاتف لمدة أسبوع كامل من زواجه، الأمر الذي دفعه للذهاب إلى منزل العروسين بعدما تسلل الشك والقلق إلى الجميع، وأسرعوا لكسر باب الشقة لاستيضاح الأمر ، ليجدوا العروسين جثتين هامدتين ، و على الفور تم نقل الجثتين لثلاجة حفظ الموتى بمستشفى كفر الدوار العام تحت تصرف النيابة العامة.

وكشفت التحقيقات الأولية التى أجرتها النيابة العامة حول الواقعة أن الوفاة حدثت نتيجة تسريب للغاز، ما أدى لاختناقهما بسبب إستنشاق الغاز، وكلفت النيابة بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة، وسيطر الحزن على اهالي القرية التي تحولت فجأة من "فرح" إلى "جنازة". 

 

القاتل الصامت

 

شرح خبير بالأدلة الجنائية، طريقة حدوث الوفاة قائلا: إن البخار الناتج من مياه السخان، والأدخنة الناتجة من نيران التدفئة أو الدفاية الكهربائية، تقوم بتكسير جزيئات الأكسجين من الهواء، وتترك فقط غاز أول أكسيد الكربون، السام للغاية، الذي يرتبط بالهيموجلوبين 3 أضعاف الأكسجين وبسرعة شديدة، ويتسلل إلى الجسم دون شعور، خاصة أنه عديم اللون أو الرائحة او المذاق، فيؤدي إلى إرتخاء بعضلات الجسد وفقدان الوعي، ويتسبب في الوفاة دون أدني مقاومة، لعدم الشعور بالألم أو الاختناق.

وأشار الخبير، إلى أن الغاز نظرا لتسببه في ارتخاء العضلات؛ يلاحظ دائما على الجثث ابتسامة تعلو الوجوه، لذلك سمي بالغاز "الباسم القاتل".

 

إرشادات للوقاية

 

وقدم خبير الأدلة الجنائية عدة نصائح للمواطنين، يجب إتباعها في تلك الفترة، خاصة مع برودة الجو ولجوء المواطنين إلى طرق التدفئة المختلفة، أبرزها التأكد من وجود فتحات تهوية بالمنزل، وعدم إغلاق كافة المنافذ للسماح للأكسجين بالدخول وتغيير الهواء، وصيانة الأجهزة التي تعمل بالغاز مرة في السنة على الأقل، مع ضرورة وجود مدخنة للسخان، وإذا كان لا يسمح حجمه بتركيب مدخنة يجب وجود شفاط داخل الحمام، علاوة على مراقبة لون شعلة أجهزة السخان، مع العلم أن اللون الأزرق دليل على أن الاحتراق تام (عدم تكون غاز أول أكسيد الكربون)، أما إذا كان لون الشعلة مختلف (أصفر، برتقالي أو أحمر) يدل علي أن الاحتراق غير تام وهو مؤشر علي إنبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام.