الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد واقعة حضانة الإسكندرية| خبراء تعليم يكشفون ضرر العنف في تربية الأبناء.. ويحذرون: لا يمكن علاج آثاره النفسية بسهولة

ضرب الصغار في الحضانة
ضرب الصغار في الحضانة

خبراء التعليم:

هذه آثار ضرب وتعذيب الصغار داخل الحضانات

ضرب الأبناء يقودهم إلى العنف

مخاطر كبيرة بسبب العائد النفسي لاستخدام العنف 

 

أثارت واقعة التعدي بالضرب على الصغار في حضانة بمحافظة الإسكندرية، حالة من الغضب الشديد، لما تعرض له هؤلاء الصغار من أعمال عنف.

وترجع القصة، عندما اكتشف مجموعة من أولياء الأمور ما يتعرض له أطفالهم من عنف في الحضانة، إذ تقول إحدى الأمهات إنها لاحظت آثار كدمات على جسد ابنتها، وعندما سألتها انفجرت في البكاء، لافتة إلى أن ابنتها كانت تستيقظ من النوم في الليل تصرخ، ومصابة بحالة تشنج وخوف شديدين حتى جرى تسريب التسجيل الصوتي لما تقوم به مديرة الحضانة من ضرب وسب وترهيب للأطفال.

وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه مرفوض تماما استخدام الضرب في تربية الصغار، لما له من آثار كارثية على نفسية الصغار، ولا يمكن علاجها بسهولة في المستقبل فتؤثر في شخصيتهم وتصيبهم بأمراض نفسية عديدة تضر بالمجتمع فيما بعد.

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن من أبشع الأمراض التي يسببها الضرب أو العنف الذي يتلقاه الصغير، فقدانه للثقة بالنفس وعدم شعوره بالأمان مطلقا، حتى وسط عائلته، وبالتالي ينتج عنه تكون شخصية ضعيفة لا تقوى على حماية نفسها ولا على إدارة حياتها.

وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن فقدان الأمان أيضا يعرض الأطفال للابتزاز الجسدي، نتيجة بحثهم المستمر عن مصدر للأمان وهذا ينتج عنه اضطرابات الشخصية الحدية فيما بعد ومشكلات العلاقات الاعتمادية والتعلق المرضي، وغيرها.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن الضرب يسبب أيضا ما يعرف بظاهرة الإرهاب النفسي، وفيها يبدأ الأطفال في ممارسة الإرهاب النفسي على نفسه بإزائها وعلى الآخرين أيضا بأن يعتمد سلوكيات عصبية وعنيفة أيضا في التعامل مع الآخرين ويصبح شخص عدواني.

وتابعت: "لا ننسى أن الضرب أيضا يزيد من شعور الطفل بالقلق والتوتر الدائمين، وقد يلجأ الطفل إلى الكذب خوفا من العقاب، مسببا لهم اضطرابات نفسية شديدة".

ومن جانبه أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن مديرة الحضانة تجردت من كل مشاعر الانسانية والرحمة، وقامت بتعذيب وضرب أطفال أعمارهم لم تتجاوز العامين، بالحضانة المملوكة لها في مدينة الإسكندرية.

وعلق أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، على واقعة العنف ضد الأطفال داخل دور الحضانة، قائلاً: “الحضانات ليس عليها رقابة وتكتفى بتصريح من وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة التربية والتعليم”، مضيفاً: “التضامن بتدى تصريح لحد ٤ سنين وبعد كده المسئولية بتتنقل للتعليم”.

وأوضح الخبير التربوي، أن هذه العملية ينشأ عنها الكثير من المخالفات، وبالتالى لا بد من لائحة وكاميرات يتم تفريغها كل فترة لمعرفة المحتوى الذى يدرس للصغار، لافتاً إلى أن بعض هذه الأماكن تنمّى عند الطفل الفكر المتطرف، ما يتسبب فى كارثة حقيقية، حسب وصفه، مطالباً بوضع لائحة وفقاً لمعايير دولية واختيار نماذج مؤهلة للتعامل مع الأطفال وليس فقط مجرد خريجين من كليات.

ونصح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن البعد نهائيا عن خلق مسببات الألم عند الطفل، والبحث عن بدائل أخرى أكثر فعالية كاستخدام أسلوب الحرمان الذي يتضمن حرمان الطفل من شيء مفضل لديه ليدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه وكي لا يقوم به مرة أخرى، مشيرا إلى أن الأطفال أذكياء ويفهمون ويستشعرون جيدا الآخرين ولا ينسون أبدا الإيذاء الذي تعرضوا له طوال حياتهم.

ومن جانب آخر، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن الضرب المتكرر للطفل يعزز ويقوي سلوك العنف لديه، ويسري في اعتقاده أنه مادام من حق المعلم عقابه بالضرب، فهو أيضاً له الحق في أن يضرب الآخرين، ويقلد بنفس الطريقة والحركة، والخطورة في عملية الضرب أن الطفل يمكن أن يعتاد على هذا النوع من العقاب بعد كل مصيبة يفعلها أو خطأ، ويكتسب مناعة ضد الضرب ولا يخاف من هذا العقاب، ويستمر الطفل في العناد والتمرد وتكرار السلوك الخاطئ، دون أي اعتبار للأم أو مهابة الضرب.

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن دور الحضانة هام للغاية في التهذيب والإصلاح لنفوس التلاميذ، ولا يجب أن تتغاضى عن دورها في التربية، والتي تسبق العلم، لانها لم تعد الحضانة في هذا الوقت ضرورة من أجل ذهاب المرأة إلى عملها، بل أصبحت ضرورة ملحة للطفل كتمهيد لالتحاق الطفل بالمدرسة واحتكاكه بالعالم من حوله.

وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن الطفل صورة ومرآة لوالديه فيجب البدء من نفسهم بأن لا يتعرضوا له بالأذى ولا يتعرضوا لأية شخص أمامه سواء بالأذى الجسدي أو النفسي، فلا ينبغي أن تفترض الأم أنه لمجرد أنهم أطفال لا يلتقطون من حولهم سلوكياتهم فتركيب سيكولوجية الطفل تجعله يتفهم جيدًا ويُخزن الأحداث من حوله.

ونوه الخبير التربوي، بأن مهارات المشاعر الإيجابية للإحساس بالآخرين والتكيف مع الضغوط كالوقوف بثقة وثبات وعدم الموافقة على الذين يريدون الانسياق به إلى الفساد والأذى من أهم الخطوات التي تزيل عن الأطفال الأذى، وشددت على اختيار الحضانة أو مكان اللعب وأن لا تتركه الأم إلا في الضرورة القصوى، وخلاصة القول هي أن الأطفال سيكونون مسئولين عن أنفسهم وعن إبعاد الضرر عنهم بالدرجة التي ندعمهم بها.

روشتة لكيفية تعامل اولياء الامور مع الطفل حتى لا يتعلم معنى الأذى، وهي كالتالي:

- تعليم الطفل التعامل مع نفسه بمسئولية كبيرة.

- تعليم الطفل أن الجسد لا يجب أن يقرب منه أحد.

- أفضل الطرق لتعليم الطفل عدم الرضا على الأذى هو أن يدافع عن نفسه بنفسه بالتحدث أو البُعد عن المكان الذي يتأذى منه

- من الضروري تشجيعه على أن يخبرك بكل ما يحصل معه مهما كان الأمر، لأنه بمجرد أنه أخفى الاعتداء الذي تعرض له ذلك سيزيد الأمر سوءًا ويصعب حل الموضوع.

- يكون في الأماكن المكشوفة والأماكن المفتوحة ليكون هنالك أعين عليه وعلى أصدقائه.

- علميه فن التعامل مع الغير وفن الحوار.

- رفض العدوان ولكن عندما تكون مشكلة كبيرة والاعتداء مؤذيًا فلابد من أن يتدخّل الكبار في الأمر ضمن المعقول.

- ممارسة الرياضة من أكثر الأشياء التي تنمي شعور الثقة بالنفس والشجاعة وطرق الدفاع عن النفس.