يجري الرئيس الصيني شي جين بينج، زيارة تاريخية إلى المنطقة العربية، وتحديدا الملكة العربية السعودية، والتي بدأت الأربعاء وتنتهي السبت، حيث شهدت عقد 3 قمم مهمة، هي:
- القمة السعودية الصينية.
- القمة الخليجية الصينية.
- القمة العربية الصينية
زيارة الرئيس الصيني إلى المنطقة لم تكن الأولى من نوعها، ولكن هذه المرة تعد ذات أهمية كبرى لأنها تأتي وسط ظروف دولية معقدة للغاية، وتغير كبير في المشهد السياسي العالمي وتبدل في ميزان القوى بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وحظيت زيارة الرئيس الصيني إلى المنطقة العربية باهتمام بالغ خاصة القمة التي جمعته بالقادة العرب في الرياض؛ حيث جرى مناقشة عددًا من الملفات الهامة على رأسها القضية الفلسطينية، وإنهاء الصراع في اليمن والقضية السورية وغيرها من القضايا الهامة العربية والإقليمية والدولية، إضافة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات بين الصين والدول العربية.

ملفات طرحتها القمة
وأكد الجانبان العربي والصيني دعمهما الكامل للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي باليمن، حيث أشاد الجانب الصيني بمبادرة المملكة لإنهاء الحرب في اليمن، وجُهودها مبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية.
كما شددا على أهمية دعم مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، لتمكينه من أداء مهامه، والوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية، وفقًا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015.
وأكدا أهمية التزام الحوثيين بالهدنة، والتعاون مع المبعوث الأممي الخاص لليمن والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام، للتوصل إلى حل سياسي دائم وشامل للأزمة اليمنية، حيث ثمّن الجانب الصيني ما قدمته المملكة من مساعدات إنسانية إغاثية وتنموية للشعب اليمني، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
واتفق الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لضمان سلمية برنامج إيران النووي، ودعا الجانبان؛ إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمحافظة على منظومة عدم الانتشار، وأكدا احترام مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وشدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام وفقًا لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

الشأن السوري واليمني
أما في الشأن السوري، فقد شدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية؛ يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ويعيد لها أمنها ويخلصها من الإرهاب، ويهيئ الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين، كما أكدا استمرار دعمهما لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لسوريا.
وأكد الجانبان حِرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، وأهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفاديا لأن يكون منطلقًا لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدرًا أو معبرًا لتهريب المخدرات.
ونوه الجانبان باستمرارهما في تقديم الدعم لجمهورية العراق، ورحبا بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وتمنيا لها النجاح والتوفيق لتحقيق تطلعات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكدت القمة على أهمية دعم كل ما يحقق الأمن والاستقرار في أفغانستان، بما يضمن ألا تصبح أفغانستان ملاذًا للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وشددا على أهمية تعزيز الجهود الإنسانية المبذولة من المجتمع الدولي، للحد من تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان، وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.
ولفت الجانبان إلى أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية، وبذل جميع الجهود الممكنة لخفض التصعيد بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار، ويحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة.
وأشار الجانب الصيني إلى مبادرته ذات النقاط الست بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، وتقديمه لأوكرانيا مساعدات إنسانية، ودعوته لتفادي وقوع أزمة إنسانية واسعة النطاق.

جهود إنسانية متعددة
وأعرب الجانب الصيني عن تقديره للجهود الإنسانية والسياسية التي بذلها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تقديم المعونات الإنسانية لأوكرانيا، والإفراج عن عدد من أسرى الحرب من جنسيات مختلفة.
كما أشاد الجانب الصيني بحزمة المساعدات الإنسانية الإضافية التي قدمتها المملكة مؤخرًا لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار، والتي ستسهم في تخفيف معاناة الشعب الأوكراني.
ومن جهته قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اللقاءات التي قامت بها القيادة السياسية المصرية على هامش القمة العربية الصينية تهدف إلى تدعيم التعاون على المستوى الثنائي وتبادل وجهات النظر، مشيرا إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال القمة شملت عددا من القضايا الهامة، والتي عبرت عن القواسم المشتركة الني تربط بين الدول العربية والصين.
وأضاف بدر الدين - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، إن كلمة الرئيس تضمنت التعاون بين الجنوب والجنوب، حيث أننا كنا نتحدث عن التعاون بين الشمال المتقدم والجنوب النامي، وبالتالي هذا اللقاء جنوبي جنوبي، وتضمن أسس الروابط بين العرب والصين أو المتعلقة بأوجه التشابه بين العرب والصين، وهناك دعوة لاحترام خصوصية الشعوب، وعدم التدخل في شئونها وتحقيق نظام دولي أكثر عدالة والعمل على تدعيم القانون الدولي.
ومن جانبها قالت الدكتورة لبنى الطحلاوي، الكاتبة والباحثة السياسية السعودية، إن مشاركة الرئيس السيسي في القمة العربية الصينية يعكس أهمية مكانة مصر ودورها في المنطقة، فمصر العمود الفقري للأمن القومي العربي، ولديها أهم وأقوى الجيوش العربية، ومصر تربطها علاقات قوية أخوية تاريخية مع المملكة العربية السعودية ولن يتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية بدون مصر
وأكدت "الطحلاوي"، أنه لا يمكن أن تتحقق رؤية المملكة 2030، ومشروعها النهضوي العربي الكبير دون مصر، كما أن مصر دولة محورية مهمة في منطقة الشرق الأوسط ولها أهمية استراتيجية كبرى تجعلها متواجدة بقوة دائما في جميع قضايا الأمة العربية ووجودها في هذه القمة التاريخية يؤكد على ذلك.