الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدمة أسعار الفائدة.. انهيارات سريعة بسوق الأسهم الأمريكية بعد ضربة الاحتياطي الفيدرالي

بورصة وول ستريت
بورصة وول ستريت

أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) رفع أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 50 نقطة أساس أو 0.5% إلى نطاق 4.25% - 4.5%، ليوافق قراره توقعات متفائلة رجحت أنه سيخفف قليلًا من سياسته الانكماشية المتشددة، بعد 4 قرارات متتالية برفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في يونيو ويوليو وسبتمبر ونوفمبر الماضية.

ومع أن قرار الاحتياطي الفيدرالي وافق التوقعات المتفائلة، شهدت الأسهم الأمريكية انهيارات سريعة فور إعلان قرار رفع الفائدة، متخلية عن مكاسب حققتها في بداية التعاملات اليوم مدفوعة بآمال تخفيف السياسة النقدية المتشددة.

ووفقًا لقناة "سي إن بي سي" الأمريكية، هبط مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 140 نقطة أو 0.4%، بعدما كان قد ارتفع بمقدار 287 نقطة في وقت سابق اليوم، فيما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة في السوق الأمريكية، بنسبة 0.7%، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1%.

ويعود الانهيار السريع في الأسهم الأمريكية إلى إعلان الاحتياطي الفيدرالي أنه سيستمر في رفع أسعار الفائدة خلال عام 2023 إلى نطاق 5.1% قبل أن يبدأ التخلي عن سياسته الانكماشية المتشددة فيثبت أسعار الفائدة لفترة ثم يبدأ خفضها تدريجيًا، ولكن هذا الخفض لن يبدأ سوى في وقت ما من عام 2024.

أصاب هذا الإعلان من جانب الاحتياطي الفيدرالي الشركات ومستثمري الأسهم بإحباط كبير، قضى على آمالهم بأن يبدي الاحتياطي الفيدرالي إشارات تبعث على التفاؤل بشأن قرب تراجع التضخم وتخفيف السياسة النقدية، وهو ما كان من شأنه أن يعيد شيئًا من الثقة في قرب انتعاش الأعمال إلى مستثمري الأسهم.

ومع أن الاحتياطي الفيدرالي اكتفى برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، سيظل ذلك قرارًا مؤلمًا بالنسبة للشركات والأسر في الولايات المتحدة، لأنه سيرفع تكلفة الاقتراض لشراء المنازل والسيارات وتوسيع الأعمال، وسيرفع أسعار الفائدة على الاقتراض لليلة واحدة بين البنوك وبعضها إلى نطاق 4.25% - 4.5%، وهو الأعلى منذ عام 2007.

ولا توجد مؤشرات كثيرة تنبئ بأن التضخم في الولايات المتحدة سيشهد تراجعًا كبيرًا في المدى المنظور، لا سيما مع استمرار معدلات التشغيل والأجور عالية، ما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي عاجز حتى الآن عن سحب فائض السيولة النقدية من الأسواق، رغم سياسته الانكماشية المتشددة التي بدأ تطبيقها من خلال 6 قرارات متتالية لرفع أسعار الفائدة منذ مارس الماضي، والقرار السابع الصادر اليوم.

ولا يتوقع مجتمع الأعمال الأمريكي أن يتوقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة وسياسته الانكماشية المتشددة إلا خلال النصف الثاني من العام المقبل، مدفوعين بآمال استمرار التضخم في التراجع حتى وإن كان يتراجع بوتيرة أبطأ من المطلوب.

لكن حتى إن توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من عام 2023، يظل متوسط الفترة المطلوبة لبدء الاحتياطي الفيدرالي بالتحرك في الاتجاه المعاكس وخفض أسعار الفائدة يبلغ 11 شهرًا، ما يعني أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة على الأرجح خلال معظم عام 2024.