الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موجة غامضة من الشمس تصدع الغلاف المغناطيسي للأرض .. ما تأثيرها؟

موجة غامضة من الشمس
موجة غامضة من الشمس تصدع الغلاف المغناطيسي للأرض..ما تأثيرها

أحدثت موجة صادمة وغامضة من الشمس صدعًا في الغلاف المغناطيسي للأرض، الذي يحمي الكوكب من الإشعاع الضار وهو ما أنذر بحدوث عاصفة شمسية "جيومغناطيسية"، خلال الساعات القليلة الماضية. 

وفقاً لما ذكره موقع “spaceweather” لم يتم التعرف على سبب الموجة الصدمية التي حدثت من الشمس، لكن يعتقد العلماء أنها قد تكون ناتجة عن طرد “كتلة إكليلية” أطلقتها البقع الشمسية AR3165.

وتعد AR3165 منطقة فوران على سطح الشمس أطلقت موجة من 8 توهجات شمسية على الأقل في 14 ديسمبر مما تسبب في تعتيم “راديو قصير” فوق المحيط الأطلسي.

وتعد البقع الشمسية مناطق على سطح الشمس تتشابك فيها المجالات المغناطيسية القوية الناتجة عن تدفق الشحنات الكهربائية في أماكن خالية قبل أن تنفجر فجأة وتطلق “التوهجات الشمسية” تسمى الانبعاث الكتلي الإكليلي (CMEs).

وبمجرد إطلاقها، يسافر الانبعاث الكتلي الإكليلي  بسرعات تصل إلى ملايين الأميال في الساعة، وتملأ الجسيمات المشحونة من الرياح الشمسية لتشكيل جبهة موجة عملاقة مجمعة (إذا كانت موجهة نحو الأرض) يمكن أن تؤدي إلى عواصف مغنطيسية أرضية.

العواصف الجيومغناطيسية

وتحدث العواصف الجيومغناطيسية عندما يتم امتصاص الحطام الشمسي النشط (الذي يتكون في الغالب من الإلكترونات والبروتونات وجزيئات ألفا) بواسطة الغلاف المغناطيسي للأرض ثم ضغطه.

وتتحرك الجسيمات الشمسية عبر الغلاف الجوي بالقرب من القطبين حيث يكون المجال المغناطيسي الواقي للأرض أضعف فتثير الأكسجين وجزيئات النيتروجين - مما يتسبب في إطلاقها “طاقة” على شكل ضوء تشكيل الشفق الملون مثل: “الأضواء الشمالية”.

ويمكن للعواصف الجيومغناطيسية أيضاً أن تخلق شقوقًا في الغلاف المغناطيسي تظل مفتوحة لساعات في كل مرة  مما يمكّن بعض المواد الشمسية من التدفق عبر الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية وأنظمة الطاقة وتعطيلها.

لحسن الحظ، توقع أن تكون العاصفة المحتملة من فئة G-1، وهي ضعيفة إلى حد ما مما قد تتسبب في تقلبات طفيفة في شبكات الطاقة، وضعف بعض وظائف الأقمار الصناعية - بما في ذلك تلك الخاصة بالأجهزة المحمولة وأنظمة GPS، كما يمكن أن يتسبب أيضا في ظهور الشفق في أقصى الجنوب مثل: “ميشيجان وماين”.

موجة غامضة من الشمس تصدع الغلاف المغناطيسي للأرض..ما تأثيرها؟ 

تأثيرات العواصف الجيومغناطيسية

ومع ذلك، يمكن أن يكون للعواصف الجيومغناطيسية الشديدة تأثيرات أكثر خطورة لا يمكنهم فقط تشويه المجال المغناطيسي لكوكبنا بقوة كافية لإرسال الأقمار الصناعية إلى الأرض، لكن يمكنها أيضا تعطيل الأنظمة الكهربائية وحتى شل الإنترنت.

وعرف علماء الفلك منذ عام 1775 أن النشاط الشمسي يرتفع وينخفض في دورات ، ولكن في الآونة الأخيرة ، كانت الشمس أكثر نشاطًا مما كان متوقعًا ، مع ما يقرب من ضعف ظهور البقع الشمسية التي تنبأت بها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

نشاط الشمس 2025

ويتوقع العلماء أن نشاط الشمس سوف يرتفع بثبات خلال السنوات القليلة المقبلة ، ليصل إلى الحد الأقصى الإجمالي في عام 2025 قبل أن يتناقص مرة أخرى.

وكانت أكبر عاصفة شمسية في التاريخ الحديث هي حدث كارينجتون 1859 ، الذي أطلق تقريبًا نفس الطاقة مثل 10 مليارات قنبلة ذرية 1 ميغا طن.

وبعد اصطدامه بالأرض، تسبب التيار القوي من الجسيمات الشمسية في تآكل أنظمة التلغراف في جميع أنحاء العالم وتسبب في ظهور الشفق القطبي أكثر سطوعاً من ضوء البدر في أقصى الجنوب مثل منطقة البحر الكاريبي.

موجة غامضة من الشمس تصدع الغلاف المغناطيسي للأرض..ما تأثيرها؟ 

أضرار بمليارات الدولارات

وإذا حدثت مثل هذه العاصفة وأخرى عن قرب وقتي، يحذر العلماء من أنه سيتسبب في أضرار تقدر بمليارات الدولارات، وسيؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، ويعرض للخطر حياة الآلاف. 

وأفادت وكالة ناسا أن عاصفة شمسية سابقة في عام 1989 أطلقت عمودًا من الغاز بلغ مليار طن تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء مقاطعة كيبيك الكندية بأكملها.

ويبحث العلماء أيضًا في سبب حدوث سلسلة من الارتفاعات الهائلة والمفاجئة في مستويات الإشعاع المُسجلة في حلقات الأشجار القديمة عبر تاريخ الأرض. 

وتقول إحدى النظريات الرائدة إن هذه الموجات قد تكون ناتجة عن عواصف شمسية أقوى بمقدار 80 مرة من حدث كارينجتون، لكن العلماء لم يستبعدوا بعد مصدر كوني آخر غير معروف.

موجة غامضة من الشمس تصدع الغلاف المغناطيسي للأرض..ما تأثيرها؟ 

تأثير العواصف المغناطيسية

ووفقا لما ذكرته وكالة “tass” في شهر سابق، من العام الحالي،  قالت الدكتورة يلينا تيخوميروفا، إنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم في أيام العواصف المغناطيسية الإكثار من شرب الماء والتقليل من استهلاك الملح.

وأضافت أن الملح يحبس السوائل في الجسم ويسبب ارتفاع مستوى ضغط الدم، وأما من يعاني من إنخفاض مستوى ضغط الدم، فعليه تناول منقوع بعض أنواع الأعشاب بما فيها عشبة الليمون- شوندرة صينية (Schisandra chinensis).

ومن جانبه ، أشاير الدكتور إيجور بوبروفنيتسكي، العضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، إلى أن العديد من الأطباء لا يتفقون مع هذا الرأي، منوها: "التوهج الشمسي، مثله مثل العوامل الجوية والمغناطيسية الأخرى، لا تؤثر سلبا في جميع الناس، وأنها تؤثر فقط  في الأشخاص الذين يتحسسون من تقلبات الطقس والذين يعانون من ضعف بعض أنظمة جسمهم، مثل هذه العوامل لا تؤثر في الأشخاص الأصحاء".

وأشار بوبروفنيتسكي إلى أنه لم تدرس آليات تأثير الاضطرابات الكهرومغناطيسية في البشر بصورة جيدة، ومع ذلك، حتى المرضى الذين لا يدركون حقيقة التوهج الشمسي، يشعرون بتدهور حالتهم، وفق ما أكدته “روسيا اليوم” في وقت سابق. 

ويفترض  لعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية وجود آثار عديدة عند التعرض لاضطرابات المجال المغناطيسي بسبب التوهجات الشمسية: ارتفاع مستوى ضغط الدم، وانخفاض القدرة على العمل، والصداع، وزيادة القلق وتفاقم الأمراض المزمنة، بما فيها الحساسية.

ووفقا لأطباء، يدرك الشخص بصورة غريزية التقلبات في المجال المغناطيسي للأرض، لأنها تهدد حياته، وتسبب زيادة هرمونات التوتر - الكورتيزول والأدرينالين، ما يؤدي إلى تشنج الأوعية الدموية وارتفاع مستوى ضغط الدم.

وينصح الأطباء الأشخاص الذين لا يتحملون تقلبات الضغط الجوي في أيام العواصف المغناطيسية بالحصول على قسط كاف من الراحة والنوم، وتجنب القيام بنشاط بدني مكثف وممارسة الرياضة ورحلات التسوق المتعبة.