الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليمين المتطرف يعبث باستقرار فرنسا.. مبادئ المواطنة تنهار تحت أقدام المتشددين القوميين|قراءة

أعمال العنف في الشارع
أعمال العنف في الشارع الفرنسي فرنسا

كشفت الأحداث الدامية التي تعيشها فرنسا عن الوجه الحقيقي والمشروع العنصري لأنصار "اليمين المتطرف" والمجموعات "النيونازية" المنتشرة في بلاد النور والنار والحريات، ضد العرب والأجانب والمهاجرين بصورة كبيرة.

أعمال عنف في فرنسا 

فوضي اليمين المتطرف

وتواجه فرنسا تهديدا متزايدا من المتطرفين اليمينيين الذين يسعون إلى خلق توتر وفوضى سياسية، وتغيير النظام العام.

واندلعت أعمال عنف في قلب العاصمة الفرنسية باريس وذلك بعد هجوم الجمعة الماضية، الذي استهدف الجالية الكردية في المدينة، حيث قام متظاهرون بقلب عدد من السيارات، وإضرام النار في بعضها، كما قذفوا الشرطة بالحجارة، بينما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع.

ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في هجوم الجمعة، الذي وقع في مركز ثقافي كردي ومطعم قريب، وفي وقت لاحق، أقر المشتبه به وهو رجل أبيض يبلغ من العمر 69 عاما بأنه كان عنصريا يكره الأجانب، بحسب ما قالت مصادر من الشرطة للوكالة الفرنسية للأنباء.

وأفادت الوكالة ذاتها بأن المشتبه به شن هجومه بسلاح "سبق واستُخدم كثيرا"، عثر عليه مع خزينة بها ما لا يقل عن 25 خرطوشا، فضلا عن خزينتين أو ثلاث محشوة بالذخيرة".

واستنكر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حادث إطلاق نار في العاصمة باريس أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين، واصفا إياه بالهجوم "المشين" الذي استهدف أكراد فرنسا، الجمعة.

وكتب ماكرون في تغريدة على تويتر: "أكراد فرنسا استهدفهم هجوم شنيع في قلب باريس، قلوبنا مع الضحايا والذين يصارعون من أجل الحياة، وعائلاتهم وأحبائهم".

 الرئيس الفرنسي ماكرون 

استهداف الأجانب بوضوح 

وأضاف ماكرون في التغريدة: "كل التعاطف مع الضحايا، والأشخاص الذين يكافحون من أجل العيش، ومع أسرهم وأحبائهم. كلّ التقدير لقوات شرطتنا على شجاعتها ورباطة جأشها".

ومن جانبه، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، إن المسلح الذي أطلق النار على مركز ثقافي كردي وصالون حلاقة في باريس "استهدف الأجانب بشكل واضح".

وتجددت أعمال العنف السبت، بعدما حضر مئات الأكراد في تجمع سلمي بميدان الجمهورية بباريس للتضامن مع ضحايا الحادث، بينما تواصل شرطة العاصمة التحقيق مع المشتبه به، والذي كان سائق قطار قبل أن يتقاعد، وهو الآن محتجز بتهمة قتل وشروع في قتل، فضلا عن تهمة التصرف بدافع عنصري.

وللمشتبه به سجل من الجرائم المتعلقة بالسلاح، وقد تبين أنه قد تم إطلاق سراحه بكفالة قبل أيام معدودة من الحادث الأخير.

واجه المشتبه به في العام الماضي، اتهاما بارتكاب عنف ذي طابع عنصري عندما هاجم بسيف مخيما للمهاجرين في مكان آخر من العاصمة الفرنسية،

والجدير بالذكر، وقع إطلاق النار في ثلاثة أماكن: مركز أحمد كايا الثقافي الكردي، ومطعم قريب؛ فضلا عن محل لتصفيف الشعر قبل أن يتم اعتقال المشتبه به دون وقوع اشتباك.

وطالب الأكراد بدرجة أعلى من التأمين من قبل السلطات الفرنسية، في أثناء اجتماع بين قادة الجالية الكردية وقائد شرطة باريس أمس السبت.

فرنسا 

الحكومة فريسة اليمين

وفي هذا الصدد، قال خالد شقير، الصحفي مختص بالشأن الفرنسي ورئيس جمعية مصر فرنسا 2000، إن الذي يحدث في فرنسا الآن نتيجة أحداث سابقة بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد منذ عام 2005، حيث تنامي فكر اليمين المتطرف وزادت الكراهية للأجانب بصفة عامة والعرب والمسلمين بصفة خاصة.

وأوضح شقير ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الساسة في فرنسا لم يقوموا بدورهم في مواجهة هذا بل تركوا مساحة كبيرة للإعلام الفرنسي لمهاجمة المهاجرين والعرب، وتزاعم اليميني المتطرف إريك زمور هذه الجبهة، التي أدت إلى إنقسام مجتمعي، ولم تهتم الحكومة الفرنسية على مدار السنوات الأخيرة بما يسمي الاندماج ووقعت فريسة لأفكار اليمين المتطرف.

وتابع: الكراهية نلمسها على الوجوه والتفرقة متواجدة ضد كل ما هو عربي، ولم يفرقوا بين دين وبين أصل عربي وأخر كردي وغيره، وظهرت هذه الظاهرة في كثير من المحافل الحقيقة، ولمسناها بقوة في الفترة الأخيرة.

ولفت: الحكومة الفرنسية تجد نفسها في حيرة أمام إرضاء الناخب، الذي له أفكار يمينية متطرفة وتتخذ بعض من القرارات التي تحاول من خلالها عدم إغضابه، ولهذا نشهد هذا الانقسام المجتمعي المتواجد في فرنسا الآن.

واختتم: يجب أن تتحلى الحكومة الفرنسية بالشجاعة المناسبة حتى تتخلص من هذه الأفكار العنصرية، ويجب أن يدرك الأجانب المتواجدين على الأراضي الفرنسية أن احترامهم للقانون في فرنسا هو الذي سيحافظ على حقوقهم.

ونظم نشطاء أكراد وسياسيون يساريون وجماعات مناهضة للعنصرية وقفة احتجاجية، السبت في العاصمة الفرنسية باريس، في أعقاب مقتل ثلاثة أشخاص عند مركز ثقافي كردي، في هجوم قالت عنه السلطات إنه كان يستهدف الأجانب.

الأستاذ خالد شقير 

الأكراد واليمين المتطرف

واحتشد نحو ستة آلاف متظاهر كردي في ساحة الجمهورية بباريس وجرت اشتباكات عنيفة مع الشرطة الفرنسية أدت إلى إصابة نحو 12 شرطيًا، وانتقد المتظاهرون الدولة الفرنسية لعدم حماية الأكراد بشكل كاف، حيث عبروا بالدموع على وجوه الكثيرين وعن غضب في ساحة الجمهورية، في مسيرة نظمته المجلس الديمقراطي الكردي غداة المذبحة في المركز الثقافي الكردي.

وجاء العديد من الشخصيات السياسية الفرنسية، ومعظمهم من اليسار، للتعبير عن دعمهم أبرزهم: جاك لانج، والسناتور الاشتراكي ديفيد أسولين، ورئيس حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلونشون، والشيوعي بيير لوران.

الجدير بالذكر، أن "اليمين المتطرف" مصطلح سياسي يطلق على كتل حزبية سياسية تدعو إلى حماية التقاليد والأعراف داخل المجتمع، وذلك عن طريق التدخل القسري واستخدام العنف و"استعمال السلاح" لفرض تلك القيم.

واليمن المتطرف هو وصف يُطلق على تيار سياسي يتبنى نزعة متطرفة معادية للمسلمين واليهود والأجانب المهاجرين، ولديه تمسك متطرف بالقيم الوطنية وبالهوية السياسية والثقافية واللغوية.

وصعد في السنوات الماضية الأخيرة العديد من التيارات والأحزاب السياسية التى تنتهج النزعة اليمينة المتطرفة في العديد من الدول وخاصة فرنسا حتى وصلت إلى قمة السلطة في بعض الدول، وحققت هذه الأحزاب مكاسب سياسية هامة في العقد الأول والثاني من القرن الواحد والعشرين، وشاركت في حكومات وصارت ممثلة في البرلمانات.

فرنسا