الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر الكنز الأخضر.. لماذا أصرت مصر على استرداد التابوت من أمريكا؟

التابوت الأخضر
التابوت الأخضر

شهدت وزارة السياحة والآثار نشاطًا ناجحا في ملف الآثار المستردة، وكان آخرها تسلمت مصر التابوت الأخضر الأثري، أمس الاثنين، الذي سرق وبيع في الولايات المتحدة، حيث ظل معروضا في متحف هيوستن.

التابوت الأخضر 

أهمية استعادة التابوت الأخضر

وتسلم وزير الخارجية سامح شكري، التابوت، في حضور وزير السياحة والآثار الدكتور أحمد عيسى، وأمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، والقائم بالأعمال الأمريكي في القاهرة.

وكان لهذا التابوت أهمية أثرية كبري نظرًا لضخامته، حيث يصل طول غطاء التابوت إلى أكثر من 3 أمتار، بجانب أن هذا التابوت مصنوع من الخشب المغطى بالكتابات الهيروغليفية، وله وجه ملون باللون الأخضر، ولهذا سمي “التابوت الأخضر”، فضلًا عن أنه مزين بزخارف باللون الذهبي.

ويأتي استرداد التابوت ضمن الجهود المصرية لاسترداد 106 قطع أثرية هربت إلى الخارج، ويعد التابوت واحدا من أكبر التوابيت الأثرية.

جدير بالذكر أن التابوت سمى "التابوت الأخضر" بسبب طلاء الوجه باللون الأخضر، بجانب أن اللون الأخضر في الحضارة المصرية القديمة له خصوصية، وكان يتم للشخصيات التي تعد من كبار الدولة خلال هذه الفترة أو الذين يتقلدون مراكز مرموقة من الحاكم.

وهذا يوضح أن الدولة المصرية لن تفرط في أي قطعة أثرية تم تهريبها إلى الخارج بطريقة غير شرعية، وأنه على مدار السنوات القليلة الماضية استعادت مصر أكثر من 29 ألف قطعة أثرية.

مفاوضات 4 سنوات لإعادة التابوت  

وفي نهاية شهر سبتمبر الماضي، أعلنت مصر استرداد غطاء "تابوت أثري استثنائي" يعود لكاهن مدينة هيراكيوبوليس "المدعو عنخ إن ماعت"، من الولايات المتحدة الأمريكية، كان بحوزة متحف هيوستن، وتسلمته القنصلية المصرية في المدينة، بجانب أن تفاصيل المفاوضات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لاسترداد التابوت الأثري الأخضر، يعود إلى 4 سنوات.

والتابوت الأخضر منقوش عليه فصول من كتاب الموتى، وهو كتاب يشير إلى بوابات يحرسها حراس، وهو يميز مراحل ساعات الليل المختلفة، ويشترك كتاب البوابات مع كتاب الأمدوات في أنه يتناول رحلة الشمس في عالم الموتى، وتقسيم العالم التحتي إلى اثنتي عشرة ساعة أو مرحلة، وثلاثة صفوف.

وللون الأخضر في مصر القديمة أهمية خاصة، فيرمز إلى الطبيعة، حيث استخدم فى تلوين الأشجار والنباتات والأزهار، وهو رمز للنماء والخصوبة وأيضا إلى الشباب والحيوية، وارتبط بالآلهة أوزيريس وواجيت وحتحور، ويستخرج هذا اللون من معدن الملاخيت كربونات النحاس، ويوجد هذا المعدن في شبه جزيرة سيناء وفى الصحراء الشرقية وفى أماكن مختلفة من الصحراء الغربية، وقد استخدم هذا اللون منذ عصر ما قبل الأسرات.

التابوت الأخضر 

عرض الآثار المصرية في أمريكا

وفي هذا الصدد، قال الدكتور شعبان عبد الجواد، رئيس إدارة الآثار المستردة، إن مصر استردت العام الماضي 106 قطع أثرية من عدة دول، وفى العام 2021 استردت مصر ما يزيد على 5300 قطعة أثرية.

وأضاف رئيس إدارة الآثار المستردة، أن عودة التابوت الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية يمثل نقطة مهمة في استرداد الآثار المصرية المهربة إلى الخارج، ويعطي رسالة أن مصر لن تترك آثارها المهربة.

ولفت رئيس إدارة الآثار المستردة، إلى أن القطع الأثرية المهربة خارج مصر مسجلة ومعروفة بخلاف القطع غير المسجلة والمستخرجة عن طريق الحفر العشوائي وغير الشرعي.

وأوضح رئيس إدارة الآثار المستردة، أن هناك العديد من القطع الأثرية المصرية خرجت قبل سن قانون 1983، والذي كانت تجارة الآثار قبله مشروعة، وأشار إلى أنه كان هناك قانون يسمح بتقاسم الآثار مع البعثات الأثرية المنقبة عنها.

 

ولفت رئيس إدارة الآثار المستردة، إلى أن مصر تعمل على استعادة الآثار المسروقة التي تعرض في معارض الآثار العالمية، وبالفعل استعادت مصر ما يزيد على 29 ألف قطعة أثرية منذ عام 2011 حتى الآن كانت قد خرجت بطريقة غير شرعية.

وأكد أن الولايات المتحدة الامريكية تعد السوق الأكبر لعرض الآثار المصرية المهربة، لذا تعمل مصر مع السلطات الأمريكية على استعادة آثارها عن طريق توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب الأمريكي للعمل على ذلك الملف.

 الدكتور شعبان عبد الجواد - رئيس إدارة الآثار المستردة

جهود مصر في استعادة آثارها

ولا ننسى الجهود الجبارة من زارة السياحة والآثار لعودة الآثار المهربة إلى الخارج، وكان آخرها العام الماضي في: 

  • استرداد قطعة أثرية من نيوزيلندا.
  • استرداد تمثالين أثريَّين من بروكسل.
  • استرداد تمثال من العصر المتأخر مصنوع من البرونز للمعبودة إيزيس من برن بسويسرا.
  • استرداد غطاء تابوت من العصور المصرية القديمة من الولايات المتحدة الأمريكية.
  • استرداد 16 قطعة أثرية مصرية من الولايات المتحدة الأمريكية.
  • قيام أحد المواطنين بإهداء 125 قطعة أثرية كانت في حيازته إلى المجلس الأعلى الآثار.
  • استرداد 6 قطع من دولة الإمارات العربية المتحدة.
  • استرداد 28 قطعة أثرية من أوروجواي.
  • استرداد 50 قطعة أثرية من إنجلترا عبارة عن 49 قطعة من ورق البردي وقطعة حجرية من معبد حتشبسوت.
  • استرداد قطعة أثرية من فرنسا.
  • تم ضبط نحو 3496 قطعة أثرية بالمنافذ المصرية، خلال عام 2022، قبل خروجها من البلاد بطرق غير شرعية. 
قطع أثرية من الخارج عادت إلى مصر 

-