EN 
"لو عندك شك إنه فيه آثار في بيتك دي الطريقة الصحيحة وابعد عن النصابين".. كان هذا عنوان مقطع فيديو لم تتعد مدته الـ 10 دقائق لكنه أثار جدلا كبيرا عبر السوشيال ميديا خلال الساعات القليلة الماضية، حيث شاهده ما يزيد عن 10 ملايين شخصا على صفحة صاحب تريند "الطفاية دي" الصعيدي، أيوب القاضي.
التنقيب عن الآثار
وظهر أيوب القاضي في بداية مقطع فيديو عبر "فيسبوك" من حفرة رطبة في ورشة قديمة مع بخور مشتعل حوله وشخص يساعده وآخر يصوره، ويخاطب متابعيه قائلا: “لا تجيب الشيوخ ولا تجيب الوسطه، وحصلت يقتلوا عيال صغيرة على المقابر طب ما بيني وبينكم متر ونص وعلى يديكم، اللي هيطلع هنسلمه”، ليفجر لهم عدة مفاجآت ترويجية خاصة بعمله نهاية الفيديو".
ومع مرور بعض دقائق، فأجا صاحب تريند الطفاية دي، أيوب القاضي، متابعيه باستخراج ما يبدو بعضه مثل التماثيل الفرعونية الصغيرة خلف صندوق أبيض عليه رسوم فرعونية أيضا متحدثا عما يسمعه من خرافات حول إقدام مواطنين عن التنقيب عن الآثار تحت بيوتهم، مثل: "حلم سيدة البيت برؤيته مقبرة أرنب في مكان ما بالمنزل وكأنه دليل على وجود آثار به وتحليل بالتنقيب عنها والسعى لبيعها دون استحقاق حيث تعد جريمة".
حقيقة الفيديو
وتعليقا على مقطع الفيديو الذي حقق ملايين المشاهدات بين الناس، أكد صاحب تريند الطفاية دي لموقع "صدى البلد" أنه لاحظ من خلال وسائل الإعلام استمرار مواطنين في التنقيب عن الآثار تحت بيوتهم مع قيامهم في مقابل ذلك ببيع جميع ما يملتكون كما قد يدخل بعضهم بسبب ذلك في جرائم إزهاق أرواح بريئة كقتل أطفال زعما كما يروج دجالون لهم "بفتحها في هذه الحالة".
وأضاف صاحب تريند الطفاية دي، 34 عاما: "كنت عاوز أوصل رسالة للناس من وراء الفيديو فقط إنه حرام تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة وتضحوا بمال وأطفال في سبيل كلام مشعوذين عواقبه لا تدرك، ويا ريت الناس ما تزعلش من دخلة الفيديو، والحمد لله إنها وصلت لملايين وفيه ناس كتير بتضحك عليها حتي الآن، خاصة إني طلعت تماثيل لملوك وملكات من عصور مختلفة، مثل: الملك رمسيس، والملكة ونفريتتي، ولم أنسي اختم الفيديو بإخراج منتج شهرتي " الطفاية دي، لكن أنا الحمد لله مركز في شغلي بتصنيع أنتيكات ذات طابع أثري وطفايات بأقل الأسعار وكمان بعلم المهنة لغيري تكون له دخل والشباب والأرامل".
وأكد صاحب تريند الطفاية دي: "النصابين يلجؤون لطرق جديدة لخداع الحالمين بالثراء السريع من وراء تجارة الآثار، ومن بين هذه الطرق ايهام الضحية أن أسفل منزله مقبرة أثرية وهناك شروط لفتحها مثل الذبح، وللأسف فيه ناس عندها استعداد تضحى بأى أموال وقتل أطفال فوق المقابر من أجل الثراء فى وقت قليل، محدش باقى فى الدنيا غير الله ورضاه والعمل الصالح لأنه هنروح له يحاسبنا كدا كدا مهما طال الزمن، والحصول على الأحلام يكون عن طريق العمل والجهد فقط».
وكانت من أبرز التعليقات على مقطع فيديو أيوب القاضي: "شكرا استاذ ايوب القاضي ، فكرة رائعة واحب اضيف ان الدخول فى مثل هذه الطرق اشبه بإدمان الشابو الرجوع منه فى غاية الصعوبة بسبب التعرض للسحر... اعاذنا الله و اياكم"، "اهم حاجه في الحوار دا كله الطفايه"، "كل ده شغل جبس"، طبعا ده من صناعتك"، "اول مره اشوف اللون الاخضر في التماثيل"، "دا لعب هو اللي حاطههم وبيصور".
وتصدر تريند الطفاية ديه، محركات التواصل الاجتماعي خلال العام الجاري لفترة طويلة من الوقت، وذلك بعد تداول فيديو لبائع فصيح يروج لبضاعته بشكل كوميدي.
أيوب القاضي
وكان صاحب تريند الطفاية دي نجما اجتماعيا على منصات التواصل الاجتماعي بعد فيديو يوثق أسلوبه المميز في الترويج للطفايات المحلية الصنع داخل إحدي القطارت والذي تحول إلى تريند يحمل اسم «الطفاية دي» دون أن يعلم أن الله سيفتح له أبوابا من الرزق تسبب شهرته التي وصلت إلى العالمية حيث عرضت عليه شركات من خارج مصر أن يسوق لمنتجاتها، لكنه قرر ألا يروج سوي للمنتجات المصرية.
سنوات من الترحال بدأها أيوب القاضي، من قرية البحثية بمركز نجح حمادي، بمحافظة قنا، بعد وفاة والده منذ الصف الثالث الإعدادي، فرغم تفوقه الدراسي وجد نفسه في محل مسؤولية كبيرة تدفعه للتفرغ للعمل فقط، حيث أنه يعد الأخ الأكبر لـ 5 بنات و 4 رجال، فبدأها بالعمل في الزراعة وبيع العسل الأسود في محافظات شتي من الوجه البحري، مثل: «القاهرة، القلوبية ، البحيرة، الشرقية».
أما عن بداية صنعه لطافايات السجائر، فيوضح أيوب القاضي، في حواره لموقع «صدى البلد» أنه لاحظ عدم الاهتمام بالمنتج المحلي أثناء تجهيز بناته الخمس لزواجهن منذ خمس سنوات، فكانت والدتهم تذهب لشراء أدوات النيش، ومنها الأنتيكات الصينية وغيرها، منوهاً: «لفت انتباهي إن الطفاية الصيني تباع بمبلغ متوسطه 25 جنيهاً، فنافستها وقدرت أصنع طفايات بجودة أعلي و بـ 5 جنيهات فقط، فالطفاية الصيني تتكسر لما تقع، وأنا طفايته لا».
«أرخص من المش، ويحمر الوش، ويحلي البنات، ويبرم الشنبات، ويرجع العجوزة شباب».. كانت هذه أولى الكلمات التي استخدمها أيوب في التسويق لمنتجاته حيث أنها موهوب في تأليف أشعار وإلقاءها فاستغل ذلك في الترويج لمنتجاته من الطافيات والانتيكات وهو ما حصد بدوره إعجاب كثيريين ملقبين إياه بـ «الشاعر الفصيح».
وأكد صاحب تريند «الطفاية دي» أن الهدف من طريقته في التسويق هي تشجيع المنتج المحلي وأن يكون نموذجاً للشباب في القضاء على البطالة، وأن اهتمامه بمنصات السوشيال ميديا الفترة الأخيرة ساعدته على انتشار الفيديو رغم أنه مصور منذ سنة تقريباً، ومبيناً أنه فرح بردود أفعال الناس الإيجابية على الفيديو من إقناعهم بطريقته في التسويق، ورسم الابتسامة على وجوههم.
ونوه أيوب القاضي، إلى أن رضا والدته وأخوته عنه كان سبباً في فتح أبواب من الرزق له حيث قام بإعلانين فقط بعد ظهور التريند، وهما إعلان عن مطعم بيتزا، وتطبيق للعب كرة القدم، مشيراً إلى أنه رفض الإعلان عن منتجات غير مصرية، كما أنه مشغول بالعمل على حلمه وتطوير عمله في مجال الطفايات: «حلمي الأكبر إننا مانستوردش بجنيه من برا، ونغطى كافة احتياجتنا من الأنتيكات».
