الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أهم أحداث عام 2022 .. توصيات COP27

د. هشام فريد
د. هشام فريد

من أهم أحداث 2022 التى مرت على مصر وكان لها صدى عالمى واسع هو مؤتمر المناخ العالمى COP 27 الذى عقد فى الفتره ما بين 6 - 18 نوفمبر وامتد ليومين إضافيين لينتهى يوم 20 نوفمبر فى مدينة شرم الشيخ .
للأسف لم تحظ توصيات هذا المؤتمر بالاهتمام الإعلامى الذى تستحقه وذلك لمد توقيت المؤتمر لمدة يومين إضافيين بسبب عدم التوصل الى توافق على التوصيات وهذا أمر يحدث عاده فى مثل هذه المؤتمرات ! ولهذا تزامن إعلان التوصيات مع افتتاح فعاليات كأس العالم لكره القدم ولأول مرة فى دولة عربية وهى قطر  فاستحوذت على كل الاهتمام الإعلامى العالمى. 
وأهم ما كان يميز مؤتمر المناخ الذى عقد فى مدينة شرم الشيخ هو إستضافه حوالى 119 دولة بمشاركة  رؤساء ورئيس وزراء ووزراء ومؤسسات رسمية وقطاع أعمال وما يزيد عن 4 آلاف صحفي ومراسل وعلماء وأفراد مجتمع مدنى وناشطين .

وقد تمت فعاليات المؤتمر بدون تسجيل أى شكوى أو مخالفة والحصول على كامل الرضا من ناحية التنظيم والتأمين والخدمات وظهرت مدينة شرم الشيخ فى أزهى وأبهى صورها وكان كل القائمين والمسؤولين عن هذا المؤتمر  على أعلى مستوى من الحرفية والمهارة أبهرت العالم وأكدت مصر على نضجها وقدرتها الإدارية والفنية لاستضافة مثل هذه المؤتمرات العالمية.
وتتولى مصر رئاسة مؤتمر المناخ عن قاره أفريقيا حتى يتم تسليم الرئاسة إلى دولة الإمارات العربية فى مؤتمر المناخ العام القادم بقاره آسيا.
وقد نجحت مصر فى صنع هذا النجاح فى ظل ظروف صعبة جدا من الناحيه السياسيه والحرب الدائرة وأزمة الغذاء العالمية وعلى مصر أن تتحمل المسؤولية لخلق مناخ عام لحل مشاكل الانبعاثات الحرارية فى مختلف دول العالم ،.

وترجع أهمية هذه التوصيات التاريخية أنها كانت تحول جذرى فى تعامل الدول المسببة لتلوث المناخ وتقرير المساهمة الفعلية للتقليل من الانبعاثات الحرارية تطبيقا "لمبدأ الخسارة والضرر" وعلى المتسبب دفع التعويضات ! لأن أغلب الدول المسببة للتلوث البيئى هى الدول الصناعية الكبرى والمعروفة بمجموعة العشرين وتساهم بحوالى 90% من نسبة التلوث وأفريقيا تساهم ب4% وباقى دول العالم ب 6% ومعظم الدول المتضررة من تغييرات المناخ هى من الدول النامية.

وقد تم التوافق بين جميع الدول المشاركة على إنشاء "صندوق الخسائر والأضرار " ويعتبر هذا الصندوق خطوة هامة نحو عدالة المناخ.

وتم أيضا الكشف عن بعض المبادرات الحكومية والبنكية مثل البنك الإسلامى للتنمية فقد أعلن د.محمد سليمان الجاسر رئيس مجلس الإدارة بتقديم مبادرة مقدارها 13 مليار قروض  تمنح على المشاريع التي تستخدم أدوات صديقة للبيئة بنسبة لا تقل عن 30% وذلك حتى عام.
2030  كذلك أعلن الرئيس الأميركي بايدن توفير 500 مليون دولار مشاريع بيئيه لمصر .
وأعلن رئيس وزراء إنجلترا ريشى سوناك توفير 11.5 مليار دولار لدعم مشاريع تحسين البيئة.

كذلك حققت مصر مكاسب كثيرة من خلال مؤتمر  المناخ وقد أعدت الحكومة المصرية ملفاتها إعداداً جيداً وقبل إنعقاد المؤتمر بفترات طويله ودخلت المؤتمر وهى جاهزة بملف كامل ومدروس فقد تم وضع إستراتيجية الطاقة المستدامة فى مصر 2016 الى 2035 وأطلقت "مبادرة نوفى " لدعوة الدول المسببة لأضرار البيئة للوفاء بوعودها للدول المتضررة.
وتوجد لجنة عليا لمنصة " نوفى " والعمل فيها يخضع للحكومة ولتحسين المشاريع وتبنت مصر وسائل للتمويل عن طريق تمويل منخفض التكاليف لتشجيع القطاع الخاص وأيضا مبادرة مبادلة الديون لما لدى مصر من خبرات سابقة فى ذلك مع إيطاليا وألمانيا  لتمويل المشاريع بالجنيه المصرى وعدم دفعها بالدولار وفى ذلك تخفيف عن الدولة فى عبء توفير الدولار لسداد الديون  المستحقة لهذه الدول ،. كذلك هناك إقرار التمويل المختلط بين عدة مؤسسات أو دول .

وأستطاعت مصر أن تجنى حوالى 15 مليار دولار مشاريع استثمارية فى الطاقه المتجدده وهذا بإعلان الأمم المتحدة والحكومة المصرية ، وقد تم الإعلان عن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بين السعودية ومصر لتقليل انبعاثات  ثانى أوكسيد الكربون بمقدار 2.5 مليار تقدم على ١٠ سنوات .

أيضا تم الإعلان عن مشروع إنشاء طاقة الرياح فى مصر بين دولة الإمارات ومصر بطاقة 10ميجاوات بالاعتماد على الطاقة الشمسية والرياح .

وتم الإعلان عن مشروع تصنيع وتوليد الهيدروجين الأخضر بين مصر وبلجيكا  كما تم الاتفاق على إنشاء منصة دوليه لمناقشة مشاكل الدول المنتجة والمستهلكة وتذليل كل الصعاب.

هناك 13 مبادرة رئاسية مصرية سوف يتم إطلاقها ومتابعتها وتحقيق الهدف منها فى مجال الطاقة والغذاء الفترة القادمة كما أعلنت المندوبية الدائمة للأمم المتحدة فى مصر ولديهم 26 وكاله تعمل فى مصر  حاليا .

وتعمل مصر على إنشاء خط كهرباء بين مصر واليونان ليكون جسرا لتصدير الكهرباء لأوروبا . كما تم افتتاح المرحلة الأولى من المشروع المصرى النرويجي فى المنطقه الاقتصاديه بقناة السويس لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة واستخدام الطاقة الشمسية لإنتاجه، والجدير بالذكر أن مصر تمتلك طاقات هائلة من الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس وهى فرص هائلة للقطاع الخاص على الاستثمار فى هذا المجال.

ومن أجل الاستمرار فى تقليل الأضرار وتخفيض الانبعاثات الحرارية يجب ان يكون هناك تعاون ومنهجية محددة وتواصل بين الأفكار المختلفة من العلماء والمتخصصين والشباب وتصوراتهم للوصول الى حلول واستراتيجيات من أجل تنفيذ خطوات جادة لإنقاذ الكوكب