EN 
لاتزال المرأة الصعيدية تتمسك بزيها الرسمي المتعارف به فعند جلوسك امام التلفاز وفور مشاهدتك المسلسلات الصعيدية تجدها تتميز المرأة بها بزى يسمى " الحبرة " ، فالاقصر من المحافظات التى ما زال نساءها يرتدين زيها المتوارث منذ مئات السنوات .
وفى السطور التالية نشرح لكم كيفية صناعة " الحبرة " الزى الرسمي للمرأة فى الأقصر.
يقول الأثري احمد عبد الله مفتش بمنطقة اثار اسنا وارمنت ان " الحبرة " هى غطاء يغطى السيدة من رأسها الى قدميها و هو الزى الرسمي للمرأة والذى يحفظها من نظرات الرجال وترتدى المرأة اسفلها جلباب اسود مرجحا بان هذا الزى يعود الى العصر القبطى لان هذا العصر اشتهر بصناعة النول و" الحبرة " تصنع منه .
وأوضح" عبد الله " بالرغم من ان هذا الزى تغطى المرأة بالكامل ولكن تم وضع علامات به لمعرفة الفئة العمرية والحالة الاجتماعية لها للسيدة التى ترتدى هذه " الحبرة " فالفتاة المقبلة على الزواج تقوم والدتها بتحضير الحبرة في جهازها كزى أساسي في جهاز العروس ، حيث يتم عمل حبرة باللون الأسود على الأطراف تزين باللون البنفسجى او النبيتى لتدل على انها سيدة متزوجة حديثا و الحبرة باللون الأسود القاطم تعبر عن السيدة المتقدمة في العمر او تلبس في المناسبات الحزينة كتعبير عن الحزن الشديد من المراة على فقدانها عزيز
ولمعرفة الكثير عن هذا الزى يقول عم " ينى ميخائيل " اقدم صانع للحبرة فى اسنا ، انه تعلم صنع الحبرة من أجداده وعلمها بالتالي لأولاده وأحفاده حيث يقوم بصنعها على " النول " فهو يعشق صنع الحبرة ويتفنن في اشكالها المتميزة.
واشار " ينى " ان النول عبارة عن قطعة خشبية كبيرة يثبت عليها عدد من المسامير ويربط بها خيوط حرير طولها 4.5 متر وذلك لانتاج " حبرة " بطول 3 امتار يقوم بشراء الخيوط من محافظات اخري بأنواع مختلفة واشكال مختلفة حسب رغبة الزبائن.
واضاف " ينى" بأن المهنة قاربت على الاندثار وجميع الايدى العاملة بها هربت بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة تكفلة صناعة الحبرة عن ثمنها فصافى أرباح اليوم الكامل في صناعتها لايصل الى 50 جنيها فقط قائلا :" ابنى قلى 50 جنيه اعمل بيها ايه ، اشتغل على توك توك احسن " مشيرا بانه لا يزال متمسكا بصنعته لانه يعشقها ولن يتوقف عن صناعتها الا اذا جاءه الموت.
