الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التصدي لمخططات نتنياهو.. كيف ستعمل القمة الثلاثية على وقف الانتهاكات الإٍسرائيلية؟

القمة الثلاثية في
القمة الثلاثية في القاهرة

كثرت الانتهاكات الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة للأماكن المقدسة في فلسطين، وخاصة المسجد الأقصي الذي اقتحمة وزير الأمن القومي الإٍسرائيلي إيتمار بن غفير اليميني المتطرف، والذي عين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجديدة والتي تعتبر الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ الاحتلال الإٍسرائيلي.

ومنذ مجئ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لم تهدأ الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، بل زادت الإنتهاكات والتعديات الإٍسرائيلية المستمرة بشكل شبه يومي والتعدي على المواطنين الفلسطينيين في المستوطنات الإسرائيلية وغيرها من القري والمدن، مما زاد من تفاقم الأوضاع، حتي بدأ الخوف والتحذيرات من إنتفاضة فلسطينية جديدة وحرب مع المحتل الإسرائيلي.

ولوقف هذا العدوان الإسرائيلي، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، قمة ثلاثية مع العاهل الأردني الملك عبد الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، تناولوا فيها تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.

تهديدات مصرية أردنية فلسطينية

وبعد إنتهاء القمة الثلاثية، أصدرت الدول الثلاثة بيان الختامي يوضح أبرز ما تم تناولة في القمة الثلاثنية المصرية الأردنية الفلسطينية، حيث جاء فيه:

  • ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
  • ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل.
  • ضرورة وقف الاستيطان.
  • ضرورة وقف مصادرة الأراضي الفلسطينية.
  • ضرورة وقف هدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم.
  • ضرورة وقف الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية.
  • ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ووقف أي انتهاكات في هذا الشأن.
  • ضرورة احترام حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك الحرم/ القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه.
  • ضرورة استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وضرورة توفير الدعم المالي الذي تحتاجه للاستمرار في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي.
  • ضرورة التأكيد أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس ودورها في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.

بلورة رؤية واستراتيجية عربية مشتركة

وللتعليق على أهمية القمة الثلاثية، قال المفوض العام للهيئة العليا لشؤون العشائر الفلسطينية، عاكف المصري أبو نضال، إن انعقاد القمة الثلاثية "المصرية - الأردنية - الفلسطينية" يأتي في سياق بلورة رؤية واستراتيجية عربية مشتركة، وهي رسالة واضحة  للجانب الإسرائيلي  بأن الشعب الفلسطيني ليس وحده في مواجه التحديات والمخاطر التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف أبو نضال في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك دول عربية على رأسها مصر والأردن تدعمان حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وعن كيف ستتعامل الدول الثلاثة مع الحكومة الإٍسرائيلية الجديدة المتطرفة، أوضح المفوض العام للهيئة العليا لشؤون العشائر الفلسطينية، إن لمطلوب هو وضع حد للحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة التي لا تؤمن بالسلام وتتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "وجود مثل هذه الحكومة  يشكل خطر على الأمة العربية خاصة بعد استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين".

وأشار إلى أنه على الدول العربية التي طبعت مع العدو الإسرائيلي التراجع عن هذا التطبيع والوقوف الى جانب الحق الفلسطيني.

عاكف المصري أبو نضال

تحركات عربية للحد من الانتهاكات الإٍسرائيلية

كما علق الدكتور كمال الزغول، الباحث الأردني، على القمة الثلاثية، قائلا: "كان هدف القمة الثلاثية في القاهرة التصدي لمخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في توسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في القدس الشرقية وذلك من خلال ايجاد افق سياسي مبني على حل الدولتين".

وأضاف الزعول في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القمة حتما ستخلق ضغطا على الحكومة الإسرائيلية لوقف الانتهاكات على الأقصى، واحترام القانون الدولي بما يخص مدينة القدس من خلال اولا التكاتف الدبلوماسي في المنطقة وثانيا من خلال خلق اجواء دولية وخاصة في الاتحاد الاوروبي بالخصوص وفي دول العالم بشكل عام للضغط على تلك الحكومة الاسرائيلية لوقف الانتهاكات.

وأوضح أن توقيت القمة مهم جدا وقد أتى بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية، والتي في الداخل الاسرائيلي نفسه لا يوجد رضا عنها من الناحية الأمنية، واكبر مثال المظاهرات التي خرجت في إسرائيل ضد حكومة نتنياهو.

وتابعت: "وتأتي أهمية التوقيت أيضا في عدم وجود توافق تام بين حكومة نتنياهو والادارة الأمريكية حول عدم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، لذلك استثمر القادة الثلاث هذا التوقيت لمنع اسرائيل من ممارساتها العدوانية".

وأشار الباحث الأردني إلى أن نتنياهو نفسه يحاول استفزاز الادارة الامريكية للحصول على مساعدات جديدة وللحصول على مشاريع عسكرية مدعومة من قبل أمريكا، لأنه يعرف تمام المعرفة أن الادارة الامريكية تريد التهدئة في الشرق الأوسط فهو يستثمر في الاستراتيجية الامريكية للحصول على مزيد من المساعدات والاموال لتقوية حزبه، ودعم النخب في فترة وجوده في الحكومة، وذلك لتحقيق مآرب سياسية بأسم الدفاع عن الدين.

ولفت إلى أن القمة الثلاثية هي تحرك دبلوماسي ضاغط على حكومة نتنياهو، ورسالة ثلاثية ترسلها الاطراف الثلاثة لحكومة نتنياهو بأن الأهداف الإسرائيلية لا يمكن تحقيقها من خلال العنف ولكن من خلال ايجاد افق سياسي تستقر عليه المنطقة مع الابقاء على الوضع القائم لحين ايحاد حل شامل ينهي الصراع.

وأكمل: "أيضا القمة الثلاثية هي رسالة لسلطات الاحتلال بأن الحل لن يكون أحاديا وانما أمام انظار المجتمع الدولي بالكامل، وأن فاتورة إسرائيل ستكون ذات كلفة عالية اذا استمرت بعنادها".

وأوضح أن ذهاب السفير الأردني في إسرائيل اليوم لزيارة الاقصى هو للمحافظة على الوضع القائم وممارسة حقيقية لتلك الضغوط على نتنياهو وإشهارها للمجتمع الدولي على الارض لوقف الانتهاكات في الاراضي المحتلة.