خطبة الجمعة من الجامع الأزهر
رحمة المسكين والمسح على رأس اليتيم علاجان لقسوة القلب
المجتمع فقد قيم التراحم وعلى الناس اللجوء لهدي الإسلام
قيمة مفقودة.. خطيب الجامع الأزهر: التراحم يحقق الاستقرار المجتمعي
نقل التليفزيون المصري والإذاعة المصرية، بثا مباشرا ، لشعائر خطبة وصلاة الجمعة من الجامع الأزهر، حيث يتلو قرآن الجمعة، الشيخ محمد محروس طلبة، القارئ بالإذاعة والتليفزيون.
وألقي الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، خطبة الجمعة اليوم، من رحاب الجامع الأزهر الشريف.
وحددت وزارة الأوقاف، آخر جمعة من جمادى الثاني، تحت عنوان: "ادخلوا في السلم كافة .. السلام النفسي والمجتمعي والدولي"، مشددة على جميع أئمتها الالتزام موضوع الخطبة ومدتها.
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إن المسلم ليس وحده في الكون، بل له إخوة وأخوة تشعر به وتأخذ بيده، فالمريض يحتاج إلى الصحيح، والفقير يحتاج إلى الغني والضعيف يحتاج إلى القوي ونبي المرحمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يقرر ذلك في حديثه "إنما تنصرون وترزقون وترحمون بضعفائكم".
وأضاف العواري، في خطبة الجمعة، من الجامع الأزهر، أنه قد دخل رجل على النبي، فوجد النبي الكريم يقبل سبطيه الحسن والحسين، ويحنو عليهما، فقال الرجل: يا رسول الله، إن لي عشرة من الولد، ما قبلت واحدا منهم، فأنى لك ذلك، وأنت رسول الله، كيف تتواضع وتقبل الصغار؟ نظر إليه النبي الكريم نظرة إشفاق قائلا له: أو أملك لك إن نزع الله الرحمة من قلبك، من لا يرحم لا يرحم".
وتابع: وجاء آخر إلى النبي يشكو قساوة قلبه، يريد علاجا من النبي المصطفى يذهب علته ، ويمنحه الصحة في القلب ، فصحة القلوب أشد خطرا من صحة الأبدان، فشكى الرجل إلى النبي قساوة قلبه، فدله النبي على الدواء، وقال له: ارحم المسكين وامسح رأس اليتيم، تذهب قساوة قلبك.
ذكر الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إن المسلمين عليهم أن يعودوا إلى هدي الإسلام، فالله سمى نفسه الرحمن الرحيم، وكتب على نفسه الرحمة، والنبي قال عن نفسه "أنا نبي المرحمة".
وأضاف العواري، في خطبة الجمعة، من الجامع الأزهر، أن المجتمع الآن فقد قيم التراحم وحل مكانها قسوة القلوب، فلم يعد هناك تراحم وتعاون بين فئات الناس.
وتابع: كسوة العريان من الرحم، علاج المريض من التراحم، كفالة اليتيم من التراحم، إطعام الطعام من التراحم، إيواء من ليس له مأوى من التراحم.
وأكد أن قضية التراحم فقدت فاختل نظام المجتمع بسببها، فحري بالمجتمع أن يتفيأ ظلال الإسلام ويتقبس منه ما يعود على المجتمع بالحب والألفة والمودة والمحبة والتراحم، حتى يصبح المجتمع مترابط وقوي.
أضاف الدكتور عبدالفتاح العواري من علماء الأزهر الشريف، إن التراحم قيمة مفقودة، فحري بنا أن نعمل جاهدين على إعادتها ورفعة شأنها، لأن المجتمع في حاجة لاستقرار وأمن ولا يتحقق ذلك إلا بالتراحم الذي يعني التآلف ونحن أمة رحمة لا عذاب.
وتساءل خطيب الأزهر الشريف، خلال خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر الشريف: لم تغاضينا عن الرحمة وحلت القسوة في قلوبنا؟!، موضحاً أنه لا يوجد تراحم بين الأسر أو المجتمعات أو الاحياء، فحري بمن يكونون طبقات المجتمع أن يعيدوا قيمة التراحم.
وبين أن قوله تعالى :"فأما اليتيم فلا تقهر" نهي عن قهر اليتيم وهذا لا يتحقق إلا بالتراحم، وفي قوله “وأما السائل فلا تنهر” نهي عن نهر السائل والمحرم، مشدداً: فليعلم الأغنياء والأصحاء أن أمامهم عقبة إلا بحلول التراحم فيما بينهم.