الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة جديدة من مصر لـ إثيوبيا بشأن سد النهضة.. ماذا قال شكري؟

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري

لا تزال قضية سد النهضة التي دخلت عامها العاشر، تمثل أهمية كبرى لدولتي المصب خاصة مصر، فالمياه تمثل أمرا وجوديا للقاهرة وتحديدا في عملية التنمية والبناء.

ودائما ما تدعو مصر إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق المصالح المشتركة ويحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف، وتقدر أي عمل يدعم الحياة المعيشية لمصر والسودان وإثيوبيا وفقًا للقانون الدولي.

الأمن المائي بالشرق الأوسط 

وتتمسك مصر بحق شعبها في مياه النيل مع حرصها في الوقت نفسه على استمرار دعم مختلف جوانب التنمية في منطقة حوض النيل.

وتطرق سامح شكري وزير الخارجية في كلمته أمام الاجتماع السنوي للمجلس المصري للشؤون الخارجية إلى تحدي الأمن المائي الجسيم الذي تواجهه منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، والتي تقع بعض دولها في أكثر مناطق العالم جفافًا وتصحرًا، حيث يأتي هذا التحدي مقترناً برغبة بعض دول منابع الأنهار في الاستئثار بالمورد المائي والسيطرة عليه دون اكتراث بمقدرات دول أخرى مشاطئة، مشيراً إلى مماطلة إثيوبيا في التوصل إلى إطار قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة.

وأكد وزير الخارجية، تمسك مصر بضبط النفس ومراعاة حقوق الشعب الإثيوبي في التنمية، إلا أن هذا الأمر لم ولن يكون أبداً في مقابل التهاون في حق الشعب المصري في الحياة والوجود، الأمر الذي يجعل التوصل دون تأخير أو مماطلة إلى اتفاق قانوني ملزم بشان ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي ضرورة لا غنى عنها.

وافتتح شكري، صباح اليوم السبت، المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشئون الخارجية، حيث ألقى كلمة حول موضوع المؤتمر، والمرتبط بتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الشرق الأوسط ومصر.

 الرئيس عبد الفتاح السيسي قال خلال كلمته في افتتاح مدينة الصناعات الغذائية سايلو فودز، بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، الخميس؛ إنه "حتى في أصعب الظروف تم تجاوز الأزمات، لافتا إلى أنه كان على يقين خلال السنوات الماضية بأنه سيتم تجاوز أي خلاف مع أية دولة شقيقة".

وأوضح الرئيس السيسي، أنه "حتى في الخلاف مع إثيوبيا حول سد النهضة، لم يصدر عن الدولة أي تصريح أو تصرف مسيء".

موقف مصر تجاه سد النهضة 

مصر اتخذت عقب 30 يونيو الخيار التفاوضي في تعاملها مع أزمة سد النهضة وتوسيع أطر التعاون وتكامل الأهداف والسعي لإيجاد رؤية مشتركة بين مصر وأثيوبيا لحل تداعيات إنشاء سد النهضة.

كما وقع دول مصر والسودان وأثيوبيا في مارس 2015 على اتفاق المبادئ، والذي يعتبر ملمحًا مهمًا من ملامح التعاون وبناء الثقة بين الدول الثلاث.

وتزداد التحديات المائية التي تواجه مصر بسبب عدة أمور من بينها؛ تزايد السكان، التغيرات المناخية، وصولا الى سد النهضة خاصة بعد المرحلة الأولى لملء السد في يوليو 2020.

كما أن أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تشير بوضوح إلى تراجع موارد مصر المائية في عام 2019-2020 إلى 60,5 مليار متر مكعب.

يرجع مشروع سد النهضة  إلى عام 2011، بهدف توليد طاقة تقدر بـ 5250 ميجاوات على النيل الأزرق بولاية جوبا غرب أثيوبيا، بتكلفة قدرها بتكلفة 4.8 مليار دولار، ووفقاً لآراء الخبراء فإن هناك عدة تداعيات سلبية لهذا السد تؤثر على الامن المائي؛

تؤكد الأبحاث الصادرة عن جامعة القاهرة، أن التأثيرات المتوقعة لإنشاء سد النهضة على مصر، حيث تشير إلى عدم تمكن مصر من الحصول على كامل حصتها من مياه النيل، وقد تتضاءل هذه الحصة لتصل إلى 34 مليار متر مكعب سنويًا، وهو ما سيؤثر على الزراعة والثروة الحيوانية ويوقف مشروعات التنمية بها، إلى جانب الآثار البيئية المدمرة والجفاف مما قد يدفع المنطقة للدخول في صراعات عسكرية على المياه أو ما يعرف بحروب المياه.

تأثيرات سد النهضة على النيل

كما سيؤدي إلى زيادة النقص في حصة مصر من المياه بمقدار 15 مليار متر مكعب سنويًا، هذا إلى جانب خسارتها لحوالي 3 ملايين فدان من الأراضي الزراعية وتشريد ما يتراوح من 5 إلى 6 ملايين مزارع.

وقال الدكتور عباس الشراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن الخطوات التي تتبعها إثيوبيا تجاه الملء الرابع لسد النهضة في ظل عدم التوصل إلى اتفاق قانوني بين البلدان الثلاث، هو أمر خطير، مشيراً إلى إنه تم فتح بوابتي التصريف الخاصتين بسد النهضة في يناير 2023، بعد فشل التوربينين في إمرار المياه التي تأتي من بحيرة تانا مع بعض المياه من الأودية المجاورة، في خطوة كانت متوقعة للاستعداد للتخزين الرابع.

وأضاف خلال تصريحات صحفية، أن التخزين الرابع يمثل ثلاث أضعاف ما تم تخزينه في السنوات السابقة؛ ليصل حجم التخزين لـ40 مليار متر مكعب، مؤكدا أن الأمر يمثل تحديا سياسيا كبيرا للدولة المصرية لما له من آثار سلبية على المجتمع.

ولفت إلى أن البوابتين مفتوحتين، ما زاد من تصريف السدود السودانية ومن المتوقع إغلاق إحدى البوابتين قريبا، مشيرا إلى أن كل متر مكعب ارتفاع في الممر الأوسط يعادل تقريباً تخزين مليار متر مكعب واحد في المرحلة المقبلة.